الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن تصلح الكوفية الفلسطينية ما افسده العقال العربي ..

جمال الهنداوي

2011 / 6 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حماس كبير ابدته المذيعة الشابة في احدى الفضائيات العربية واسعة الانتشار من خلال ترديدها المفعم بالتأثر والانفعال لبعض الكلمات التي تساقطت من فم الامير نايف بن عبد العزيز رجل الحكم القوي وحليف المؤسسة الدينية السلفية ووزير الداخلية في المملكة العربية السعودية في معرض خطابه امام حفل تخرج احدى الجامعات العسكرية المتخصصة..
حماس قد تبرره فخامة الكلمات واهمية الشخص وقوة حظوظه كمرشح لولاية عهد المملكة وتوقيت صدورها في هذه الاوقات المحرجة والقلقة من تاريخ المنطقة وتفاعلا مع تعبيرها عن شديد الألم والتأسف لما يتساقط من شباب ورجال ونساء ورجال امن كشهداء وجرحى فيما عده الامير اقتتالا وفوضى في الارض العربية تعوذ بالله منها ومن استمرار "مطالب الفوضويين" والصراع بين"اخ وأخيه"..
وعلى الرغم من كون هذه التعابير مما تعودنا سماعه من جميع الرسميين العرب كلازمة تؤطر ما يمكن تحصله من كلماتهم ..الا ان اللافت في هذه الخطبة هو الاشارة الى ان المكان الصحيح الذي يجب ان تقدم فيه هذه الارواح هي الساحة التي يبدو ان سمو الامير اضطر الى استلالها من اكثر دفاتره عتقا واجهد نفسه في التنقيب عنها في اكثر دواليبه غبرة ونسيانا الا وهي " ميدان الشرف للدفاع عن المثل العربية واعادة حقوقها كاملة في فلسطين العزيزة "
فمن الصعب المرور على استدعاء القضية المتكأ والمبرر التقليدي لمجمل ممارسات انظمة الاستبداد العربي وطرحها كضحية للحراك الثوري الشعبي العربي والتخوف من تقوضها والاساءة اليها جراء تفاعلات هذا الحراك الا باعتبارها مؤشرا واضحا على حالة الارتباك المشوشة التي تسود معسكر القوى المناهضة للحرية والديمقراطية والتراجع المريع لاسهمها في سوق النخاسة السياسية..
كما ان استعارة شعارات الازمة العضال التي لطالما كابدت الكثير من أوجه التجيير والتزييف والتضليل والتآمر من قبل نفس هذه الانظمة وانتحال القضية التي تعرضت لحملة طويلة من عبث التغيير المستمر للبوصلة السياسية العربية بعيدا عنها وعن التقاطع الاسرائيلي معها ومن قبل نفس الانظمة الرائدة لسياسة تحويل الصراع تجاه قضايا ثانوية واتجاهات اخرى ذات فئوية وطائفية وعن لسان الشخص المسؤول عن تنفيذ هذه السياسة..فانه مما قد يدل على انحصار قوى الثورة المضادة في زاوية حرجة وضيقة ومسقطة اليد والفعل ولكنها من العتمة بحيث لا تصلها اضواء وسائل الاعلام الرسمية..
لا يخفى ما للصمود الاسطوري للشعب السوري البطل في مواجهة الة القمع الوحشية للنظام من دور في هذا الارتباك وما لتضحياته الجسام التي سفحت لاستمرار وادامة ثورته السلمية والحضارية واعلاء شعاراته في الحرية والوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية من اثر كبير في استلال الاوراق التي لطالما استثمرتها القوى المعادية للشعوب في اضفاء البعد الطائفي الضيق على الانتفاضات الشعبية مقزمة ومشظية للمنجز الثوري الكبير للشعوب العربية والذي تجلى في المحاولات الوقحة والمتكررة لاشعال الفتنة الطائفية في ارض مصر لمنعها من ترميم بيتها الداخلي المتصدع من جراح الاستبداد الطويل..
كما ان استمرار الجماهير اليمنية في ثورتها الشعبية وتنامي ووضوح وصمود طروحاتها الثورية المنادية بالديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان والدولة المدنية الحديثة رغم كل الضجيج الاعلامي والتخريب السياسي والاستثمار الضخم في تجنيد زعماء القبائل قد يكون دافعا لاعادة ترتيب الطروحات الشعاراتية الهادفة لتثبيت اركان الحكم الاستبدادي العائلي المغلق كاحد ثوابت مؤسسة الحكم العربي وكاهم مرتكزاتها..
هذه العوامل وغيرها قد تكون هي المسببة لهذا التخبط الكبير الذي يعتري التحالف المناهض للمستقبل والذي لم يقوى الاعلام الرسمي على تغطيته خصوصا مع ازدياد سطوع انوار التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التي اغنت مسيرة التوعية والتنوير العربية تجاه المطالبة بالحقوق المشروعة للجماهير المستلبة المستباحة ..وهذا ما يجعلنا نستطيع التوصل الى ان الامور ليست بما يراد لها ان تصلنا عن طريق وسائل الاعلام الرسمية..وان الثورات ليست في ذلك المأزق الوجودي الذي تسرف الفضائيات في تسويقه..وهي ليست في تراجع..كما ان الارض ليست بذلك الثبات تحت اقدام السلاطين الطغاة وانه ليس هناك من حصانة لهم تجاه غضبة جماهيرهم الكاظمة الغيظ..وانه رغم الامكانيات التي تمتلكها قوى الثورة المضادة الا ان هناك نتيجة واحدة للصراع تستمد مصداقيتها وحتميتها من تجارب الشعوب وكلمة التاريخ الا وهي انتصار الارادة الشعبية الحرة على الحكم المستبد الظالم ولو بعد حين..وان الحكام الذين فقدوا ثقة ودعم الشعوب سيكون مصيرهم الى الزوال حتى لو تلبسوا الكوفية الفلسطينية وترنموا باناشيد الثورة والقضية والحق المضاع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأحزاب اليسارية في فرنسا تتوحد لمواجهة صعود اليمين المتطرف


.. فرنسا...اليمين المتطرف في الصدارة | #غرفة_الأخبار




.. الشرطة الإسرائيلية تصد متظاهرين يطالبون الحكومة بعودة المحتج


.. اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الفصائ




.. اقتصاد فرنسا رهين نتائج الانتخابات.. و-اليمين المتطرف- يتصدر