الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري وخطاب الرحيل 3/3

بدرالدين حسن قربي

2011 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في خطاب الرحيل بتاريخ 20 حزيران/يونيو 2011 على مدرج جامعة دمشق، أشار بشار الأسد إلى أنه في لقاءاته المتأخرة مع مجموعات شعبية معدّ لها من قبل الجهات الرسمية، استمع مباشرةً إلى قضايا كثيرة ومشاكل متراكمة، ذكر منها على سبيل المثال ماتدفعه الأجيال الجديدة من أثمان مرحلة من الصدام كانت بين السلطة والإخوان المسلمين منذ أكثر من ثلاثين عاماً في عدم التوظيف وعدم إعطاء موافقات أمنية لقضايا مختلفة، بما فيها عدم منحهم حتى جوازات سفر بمن فيهم المقيمين في الخارج. ويعترف بأنه حمّل نفساً وزر أخرى، وأنها قضايا تتعلق بالعدالة والظلم الذي يحس به كل مواطن وأشار إلى أنه منذ سنتين تقريباً أعطى توجيهات لكل السفراء بالخارج أن يبدؤوا بإعطاء جوازات سفر لهم. وهي إشارة لافتة تستوجب بعض التوقف والتوضيح.
ابتداءً، لسنا في موطن التقييم والإدانة لأي طرف فيما كان من الصدام في حينه فهذا ليس وقته، ولكن مما لاشك فيه أنه نتج عن هذه الكارثة عشرات الآلاف من المفقودين في ذمة النظام السوري على امتداد أكثر من أربعين عاماً ممن قضوا قتلاً وتعذيباً وذبحاً وحرقاً وسحلاً ومجازر فرادى وجماعات ممن لايُعرَف لهم مقر ولا قرار، ومازالوا في مستندات الدولة ووثائقها أحياء، ومثلهم من المنفيين والمهجرين قسراً وطوعاً وأمثال أمثالهم من الأجيال الجديدة ممن أشير إليها في الخطاب، وهي أعداد لو ضُمت إلى بعضها فإنها تقترب من المليون مواطن عندهم من الآلام والأوجاع والقهر الكثير الكثير.
كنا دائماً نكتب وماأكثر من كتب من الخيّرين، ونناشد مع كل صاحب ضمير لفك حصار الإخفاء والتعتيم وتكسير جدر الصمت عن هذه الآلاف ممن هم في بلدهم مفقودون. وكنا نقول وماأكثر ماقيل بأن استحقاقات مثل هذا الأمر قادمة لامحالة، طال الزمان أو قصر. وكان النظام في مقاومته وممانعته يذهب أبعد وأبعد عناداً وضلالاً، فيمعن في ملاحقة الأحياء من أسرهم وأقاربهم وأولادهم وأحفادهم في أنحاء الأرض الأربعة، ويصرّ على تجريدهم من حقوقهم المدنية والإنسانية ومنع حتى المستندات عنهم بما فيها الجوازات وهو مما أشير إليها في الخطاب.
هل يمكن لأحد تصور معاناة عشرات الآلاف من المهجرين والمنفيين في كل دول العالم في مسألة منع الجوازات عنهم على وجه التحديد قرابة ربع قرن مما أشير له بالذات في الخطاب الأخير لبشار الأسد، بأنه منذ حوالي سنتين أعطى أوامره بإيقاف المنع وتسهيل منحها. وهل يمكن لأحد تصور حجم الفساد والرشاوي والنهب والابتزاز في عموم السفارات السورية الذي كان في مقابل ذلك؟
إن عيون مئات الآلاف من الضحايا كانت ترنو معاً من عالم الغيب والشهادة، وتستصرخ دائماً الضمائر والمروءات في الدعوة إلى فك الحصار عنهم والكشف عنهم أحياء وأمواتاً، وعن أماكن دفنهم فرادى أو جماعات ورفع الظلم والمعاناة عن الأحياء منهم، ولكنها كانت على الدوام تواجَه بمقاومة النظام وممانعته وقهره وبطشه، لتوضع في خيار وحيد ويتيم، هو انتظار سقوط السجّان ولتسأل دائماً: لماذا كل هذا الصلف والعجرفة والغطرسة، إذا كان المصير هو السقوط.
إن عيون مئات الآلاف من الضحايا ومعها عيون الملايين من السوريين الصابرين والمصابرين، هي اليوم في خير حال من أحوالها وهي ترى نهضة شعب من رقدة العدم عرف طريقه، بعد إذ صبر على قامعه وسجّانه طويلاً طويلاً، وكانت قيامته ليأخذه أخذاً وبيلاً، بصرخته المدوية في أنحاء الأرض: هيهات منّا الذلة، الشعب السوري مابينذل، الموت ولا المذلّة. وقراره القاطع: الشعب يريد إسقاط النظام.
تبقى كلمة حق لابد منها، بأن ماأشار إليه بشار الأسد من المظلومية الكبيرة وللمرة الأولى في تاريخ النظام السوري من الأب والابن للأجيال الجديدة تحتسب له ولكنها جاءت متأخرة جداً جداً، بل وهو يودّع السوريين في خطاب الرحيل.
http://www.youtube.com/watch?v=zq5hgHUvPF4&NR=1
http://www.youtube.com/watch?v=F-N9RyhvuJY&feature=related
http://www.youtube.com/watch?v=FjhNaiKqJs8&feature=youtube_gdata_player








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عارضي خدمات
رعد المحمود ( 2011 / 6 / 25 - 19:21 )
لو لا النظام قوي في سوريا لاصبح مثلكم جواسيس ويبيع ماتبقى من الارض

اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا