الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الاحزاب السياسية في المغرب

عمر الفاتحي

2011 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مع بداية شهر يوليوز القادم، سيكون المغرب على موعد مع الاستفثاء على مشروع
الدستور الجديد ، الذي أعلن عن خطوطه العريضة الملك محمد السادس ، في خطابه
الأخير ، داعيا الشعب المغربي إلى التصويت عليه بنعم . الاتجاه العام السائد وحسب
رأي العديد من الملاحظين ، مغاربة وأجانب المتتبعين للشأن العام المغربي ، أنه ستتم
عملية الموافقة على الدستور والعمل بمقتضياته ، مع بداية السنة التشريعية المقبلة ، إذا
ما تم حل الحكومة والبرلمان ومجلس المستشارين وإجراء أنتخابات سابقة للآوانها
رغم أن أغلب الأحزاب في المغرب ، خاصة المشاركة في الحكومة ، دعت إلى تاجيل
الانتخابات التشريعية ، لانها غير مؤهلة للانتخابات حاليا وأن مشروع الدستور الجديد أربك كل حساباتها . مشروع الدستور الجديد ورغم معارضة بعض الأحزاب والنقابات
وأغلب فصائل حركة شباب 20 فبراير له ، سيتم تمريره والمصاقة عليه ، لان الدولة
جندت كل إمكانية الحكومة المالية والاعلامية والجمعوية والفئوية بما فيها حتى الزوايا
الدينية ،لحث قطاع واسع من الشعب المغربي على التصويت بنعم ، بل لاحظنا أنه أثناء
مسيرات وتظاهرات يوم الأحد 19يونيو ، شهدت أغلب المدن الرئيسة في المغرب ، مواجهات عنيفة بين فصائل حركات 20فبراير ،وبين مؤيدين للدستور ،تم تأطيرهم من طرف الأحزاب المشاركة في الحكومة والسلطات الأمنية ،ووزعت عليهم مبالغ مالية
طائلة للترويج لمشروع الدستور الجديد ، وترديد شعارات معادية لفصائل حركة فبراير
وصلت إلى درجة التخوين وإعتبارها مناهضة لمؤسسة الملكية ،رغم أن حراكها في الشارع ، هو الذي كان وراء صدور مشروع الدستور ، وليس الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة والموالية لها ، التي كان البعض منها يلوح بشعار تعديل الدستور ،كورقة ضغط في مواجهة القصر لانتزاع بعض المناصب الحكومية .
إن السؤال الذي يطرح نفسه ، لدى غالبية مكونات الشعب المغربي ، أنه حتىمع الموافقة
على مشروع الدستور الجديد وتطبيق بنوده ، هل غالبية الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة والموالية لها ، حتى خارجها ، هي فعلا في مستوى الاصلاحات التي وردت فيهذا الدستور وقادرة فعلا على تفعيل بنوده ، في ظل ما تعرفه من ترهل وضعف ، وغياب
الديمقراطية الداخلية في تجديد هياكلها ، وسيطرة الحرس القديم على كل مقدراتها ، وحتى فساد الذمة لدى بعض قاداتها . فهل سنشهد وفي ظل الحراك السياسي والاجتماعي والاعلامي الذي يعرفه المغرب ، ربيعا تهب نسائمه على كل الاحزاب السياسية، للقطع
مع مجموعة من الممارسات ، كانت ولازالت تعتبر العمل السياسي وحتى النقابي مطية
للحصول على مغانم السلطة ،ووسيلة للارتقاء المهني والاجتماعي . لقد تداولت المواقع الاجتماعية على الفايس بوك وتوتير واليوتوب ، كيف أن بعض القياديين في احزاب مشاركة في الحكومة ، ردوا على أعقابهم وتم طردهم من مقرات أحزابهم ، بمناسبة
تنظيم لقاءات لشرح مضامين مشروع الدستور الجديد ، لان الشباب المنتمي لهذه الأحزاب
مل من رؤيتهم ، ويعتبرونهم مسؤولين ، عن تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المغرب، وأن المغرب في حاجة الآن إلى نخب جديدة ، ترتقي إلى مستوى مشروع الدستور الجديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال النائب الفرنسي الذي رفع العلم الفلسطيني في الجمعية


.. لا التحذيرات ولا القرارات ولا الاحتجاجات قادرة على وقف الهجو




.. تحديات وأمواج عاتية وأضرار.. شاهد ما حل بالرصيف العائم في غز


.. لجنة التاريخ والذاكرة الجزائرية الفرنسية تعقد اجتماعها الخام




.. إياد الفرا: الاعتبارات السياسية حاضرة في اجتياح رفح