الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفيق قلمي رشيد نيني أين أنت؟

سامي الاخرس

2011 / 6 / 26
الصحافة والاعلام


رفيق قلمي رشيد نيني اين أنت؟
لا تربطني به أي علاقات سوى هذا المداد النازف من الهم المشترك، أن نعيش في زمن خالى من الفساد والظلم والقهر، عالم تخيلي رسمناه بإحساسنا كأدباء - إن جاز لنا أن نكون- نعيش ثقافة الفقراء، ونشعر بآولئك الناطقين بالقهر كلغة تجمعنا في أبجدياتها، لا نحتاج لتعلمها في المدارس والمعاهد والكليات، بل هي إحساس لمن إختار الحياة وإستنشق عبق الحرية منذ أن رضع الحب من ثدى أمه، وترعرع في شغاف الحلم بأوطان تخلو من الآه والحزن.
لا أكتب به شعر أو أكتب له حزن بل تشدو هامتي أجمل الأغنيات وأنا أكتب لصديق لم ألتقيه أو أحادثة تفصلني عنه ألآف الأميال، ومسافات شاسعة من الفكر والأيديولوجيات، ولكن يجمعنا رحم القلم وعلم التمرد على الظلم.
إنه الفارس الذي ترجل ولم يهتف بلحظة كما يهتف الآخرون بلغة النفاق، وسجد على صورة الخيال ليمتطي سيارته وحراسه من حوله يحملون حقيبة السفر، المرتحلة من الوطن.
بل أقسم قسمنا جميعاً بأن الوطن سيبقى الدماء المتسربلة بالشريان، لن نبرحه سنحارب من أجله ونقاتل لنتكحل بكحله، وكيف لا؟
وهو عشنا الذي ندون له كل أشعارنا وأبياتنا، ونتغازل في حضرته وبين آهات أحضانه، ونغفو على ذراعيه؟
أنه صديق القلم، وكلمة السواء، ورمز يجمعنا بصورة تخيلية، رسمنا جسدها الفاتن بريشه حنظلة الذي علمنا أن الكلمة بندقية رصاصتها لا تعود، وأن الأمانة لا تحملها الجبال، فعلينا أن نكون في حضرة التاريخ، ونرسم معالم المستقبل لشباب بلا جوع، بلا فساد، بلا عصابات ترتع في بوادينا. وطن طاهر يتوضئ من الشفافية في دستوره، وفي حرياته، ويستقي من العدل قرآن يحكمنا بآياته.
لماذا سجنوك؟
رفيق قلمي، ومداد كلمتي (رشيد نيني) ، لقد استشعرت ألم الزنزانة من قبل كما تستشعرها أنت الأن فزادتني حنان للحرية، وعلمتني كيف أن الكلمة سلاح، والتحدى عنوان عريض نكتب فيه صفحات من الصدق والأمانة. لا نبالي بأي زمان ومكان يتم الزج بنا مع خفافيش الظلام، وقهر الآه المكبوتة في خلجات أعماقنا تحادث سر الليل، وهل يعلمون سر الليل؟
لا، فهم لا يعلمون أن الليل نكتب به أغنيات عشق للزمان، وحب للتاريخ، وصدق للأمانات التي حملناها في معركة أقلامنا التي أغرقتنا في رمال الصحراء العربية، ذات الجفاء، والرمداء تدمي أقدامنا وأقلامنا، وتجفف ما فينا من إنسانية.
هو ذاك، رفيق قلمي (رشيد نيني) الكاتب المغربي الذي لم يستسلم، ورهن قلمه وذاته للحديث عن الفساد، وحقوق الإنسان، والحريات قبل أن يهب ربيع الثورات العربية، فكان هو الإنسان الذي اقتلع شوكة الألم من إبهامه، وصرخ مع أبناء شعبه، عاش بين الفقراء فقيراً، وبين الأدباء أديباً، ولم يعتلي عروش العز والجاه، ويعكتف في صوامع الترف والعبث بمقدرات ذاته.
هل نكون ماركسيون الشعار برجوازيين الحياة؟
سأترك لزنزانتك الإجابة رفيق قلمي رشيد، لنعتنق معاً الإجابة والمعتقد الإنساني، فليس كل من يحارب الظلم ماركسياً، وليس كل من يقول لا شيوعياً، بل جميعنا نعتنق عقيدة الطهارة، والإنسان التي تجمعنا ونتألم مع كل صرخة وليد يحرم من مستقبله في سرادق الفساد المنصوبة في مدننا وقرانا.
لم أجد شيئاً أكتب عنه يا رشيد، سوى أن نستصرخ من زنزانتك السؤال ألأعرض في واقعيتنا الإنسانية، ومنظومتنا الحاكمة، هل يدرك ألعرب أن الظلم دائم تحت عروش الشيطان فقط؟
أجب أيها القلم، فالقلب قد استجاب لنبضة من الأم، منذ أن حملت في رحمها إبهام قدر له أن يمسك قلم ويستصرخ حقوق الإنسان.
سامي الأخرس [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح محور توتر بين مصر واسرائيل وضغوط لإعادة تشغيله


.. رفح: القاهرة تتمسك بانسحاب إسرائيل...هل يمكن العودة لاتفاق ا




.. شاشة الجزيرة تستحضر آلاف المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة


.. غزة.. ماذا بعد؟| في ملعب من باتت كرة الاتفاق المقترح في خطاب




.. القسام: مخلفات كمين سابق استهدف قوة خاصة إسرائيلية