الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطارٌ أخيرٌ .. ولا صُوَر ..!

وفا ربايعة

2011 / 6 / 26
الادب والفن


للنهار - عندما يبدأُ ضوءهُ من العدَم - وأنا أُواصِلُ المرضَ إلى المالانهاية - أُرجيءُ حُلمي - إلى زاويةٍ وحيدة - استنزَفتني حتى الرمقِ الأخيرِ من الحياة - وها أنا الآن - روحانيّةَ الجسدِ والتفكير - ومُتلاشيةَ الملامحِ والمشاعر - أقبعُ على سريري - أُمارِسُ الموتَ الفراغيَّ في الغرفة - أذكُرُ بداياتي عندما تعالَت أصواتُ العصافيرِ - قُربَ النافذة - ولكنني بالأمس - صُدفةً - وجدتُ جُثثها هامدةَ الروح - ملايينٌ من الذكرياتِ التي اختبأت - داخِلَ هذهِ الغُرفة - ولكنَّها على الأغلب - ذكرياتٌ من النوعِ القاتِل - حيثُ أنني خبّأتُ فلسطينَ في دُرجِ خزانتي - واحتفظتُ بالجوريّةِ الأولى - في " لافتات " أحمد مطر - وركنتُ آخرَ صورةٍ بقيَت بحوزتي - في المنفضة - تحترقُ معَ ما يُحرقُ من ذاتي في كُلِّ مرّة - وحتّى ملاءةُ السريرِ لم تسلَم - من أولى محاولاتي الكتابيّة - عندما كُنتُ صغيرةَ الشعور - لكنني - الآن - أفرغتُ أدراجَ قلبي من كلِّ شيءٍ - عدا ملامِحِ وجهي ..!



لم أكسَب - في كُلِّ مرّةٍ - سوى الخسارة - جُزئيّاً وكُليّاً - عندما أبعدتُ الأحجارَ عن رُقعتي - وارتضيتُ بالهزيمةِ والانكسارِ - قصّةً تِلوَ القِصّة - وعندما تنتهي اللُعبة - أموتُ كأيِّ جُنديٍّ قاتَلَ بغباءٍ حتّى النهاية - وعندما أُمارِسُ التأمُّلَّ في سنيِّ عُمري المُتناثرةِ - على سماءِ الغرفة - أُدرِكُ أنني قد وهبتُ - الكثيرَ للهباء - وأنَّني لم أجنِ سوى - أمراضاً كثيرة - وأوهاماً تُبقيني مُعلَّقةً - حتّى السُعالِ الأخيرِ من الليّل المنطفيءِ على شفَّةِ الصباح - وأنا لا أملِكُ من الوقتِ - ما يبعثُ في بقايايَ - أملاً - بأنني ما زلتُ صغيرةَ السنّ - ولستُ عجوزاً - تصارِعُ الموتَ في آخرِ أيامِها على سريرِ الوحدةِ - وقد عادَت من رِحلَتِها المريرةِ مع الحياة - بِخُفيِّ الخيبة - أتناولُني الآنَ سيجارةً سيجارة - وأشرعُ في المحاولةِ - لانقاذِ ما بقيَ مني - علَّني أظفرُ بموتيَّ الأوَّلِ - الذي تمرَّدتُ عليهِ - عن غيرِ قصدٍ - عندما رأيتُ سراباً يلوحُ في فضاءِ غُرفتي الضيّقة - بأنهُ ما زالَ هُنالكَ - على هذهِ الأرض .. ما يستحِقُّ الحياة ..!



أيامٌ قليلةٌ -قد مرّت وأنا مُغيَّبةٌ عنّي - كانتْ الطرفَ الأخيرَ في حبكةِ القصّةِ - والتي سأترُكها مُعلّقةً - إلى أن أشاء - ليسَ ظُلماً - وإنما انتقاماً من قدَرٍ - ضاعَ في طفولتي وضيَّعني - أنظرُ إلى الإطارِ المُعلَّقِ على الجدار - الذي كانَ وما يزالُ فارِغاً - وأُحاوِلُ رسمَ الصورةِ الأمثل - لما سوفَ يكونُ في هذا الإطار - وعندما وجدتُ الإجابةَ عن هذه الأفكارِ - المتضاربة - والمتسارِعة - ابتسمتُ - ولأوَّلٍ مرّة -أطفأتُ آخرَ لُفافةٍ في حياتي - وإلى الأبد ..!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو