الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تريد استمرار آل الأسد..

غسان المفلح

2011 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



أفادت صحيفة (لا فيغارو) الفرنسية بأن إسرائيل طلبت من دول الغرب وقف حملتها الدبلوماسية ضد النظام السوري خشية سقوط أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها النظام في أيدي حزب الله وحماس. وقالت الصحيفة إن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي أفيف كوخافي قد نقل الموقف الإسرائيلي خلال زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل بضعة أسابيع. وبحسب دبلوماسي فرنسي فقد حذر كوخافي من أن ترسانة الأسلحة السورية قد تُوجَّه إلى إسرائيل حال سقوط نظام بشار الأسد. وعلق خبير فرنسي في مجال المخابرات على ذلك بالقول إن إسرائيل تفضل التعامل مع عدو تحسن معرفته على مواجهة المجهول الذي يقتضي أيضاً إعادة تكوين شبكة مصادرها الاستخباراتية.
هل في هذا الموقف الإسرائيلي من جديد؟
إسرائيل أظهرت خلال الأربعة عقود الأخيرة تقريبا، ومنذ اتفاقيات الفصل على جبهة الجولان 1974 أنها خير ظهير للنظام السوري، ولقد حافظت طيلة هذه الفترة من الزمن على الحدود المرسومة بعناية من أجل استمرار الشرط الإقليمي والدولي، الذي فرضته اتفاقيات الفصل هذه، والتي تمخضت عنها حالة من اللاحرب واللاسلم، هذا على صعيد ما يسمى مسار الأمن الإسرائيلي، أما على صعيد المسار الجغراقتصادي فقد استطاعت أن تجعل من الجولان السوري المحتل، مصدر ثروة لا يستهان بها زراعية وسياحية وخاصة السياحة الداخلية، وعلى صعيد استزاف ثروات الجولان المائية كما هو معروف للجميع. وعلى صعيد الملكية، إسرائيل تريد الجولان أن تموت قضيته بالتقادم ويصبح ذو ملكية إسرائيلية، تحت عنوان" نظام ضعيف وهش على الحدود، ولا يهمه لا الجولان ولا غيره المهم الحفاظ على سلطته في دمشق، حتى ولو أدى ذلك لذبح الشعب السوري برمته. على الصعيد الفلسطيني إسرائيل استفادت من هذا النظام بأنها دوما تجده يساعدها من خلال وجوده وبنيته في تهربها من استحقاقات المسار الفلسطيني، لأنه ساعدها ويساعدها دوما على ضرب أجندة النضال الفلسطيني لأنها ليست جاهزة للسلام الشامل في الشرق الأوسط، وثمة أمر أكثر أهمية من كل ذلك أن إسرائيل لا تريد دولا طبيعية وديمقراطية وخاصة على حدودها الشمالية والشرقية، لأن الجغرافيا السياسية والبشرية متداخلة بطريقة يصعب الفكاك منها على عكس مصر التي تفصلها عنها صحراء سيناء، والتي أجبرت على السلام معها تحت ضغط عوامل كثيرة لسنا بصددها الآن، مع ذلك سعت إسرائيل وتسعى لكي تحجم الدور المصري في المنطقة. وهنالك أمر آخر معنية به القوى الدولية، وهي استمرار إسرائيل كما ترغب أن تصور نفسها بوصفها الديمقراطية الوحيدة بالشرق الأوسط، ولما يدره هذا العامل من أموال عليها من القوى الغربية.
ومنذ بداية الثورات العربية وإسرائيل وحتى اللحظة لم يخرج موقف واحد منها مساندا لمطالب هذه الثورات، ولم تدن أي نظام من الأنظمة التي انهارت أو التي في طريقها للانهيار كحال النظامين السوري والليبي. لم تدن الجرائم التي يرتكبونها بحق شعوبنا، وهنالك ملاحظة جديرة بالاهتمام، أنه حتى قوى المجتمع المدني الإسرائيلي، لم يصدر عنها موقف حقوقي يدين مرتكبي هذه الجرائم. إسرائيل كلها مع استمرار النظام السوري الذي ارتكب أبشع المجازر بحق شعبنا الاعزل، والملاحظة هنا، لو كانت مصر هي من سمحت أو أرسلت مجموعات شبابية فلسطينية إلى الحدود بمناسبة يوم النكبة والعودة كما فعل النظام السوري، لأقامت إسرائيل الدنيا ولم تقعدها، بينما كل ما فعلته في الجولان أنها قتلت قسما من الشباب السوري والفلسطيني على الحدود ولم تقم حتى بتحريك أي فعل سياسي على المستوى الدولي!!
ورغم ذلك لايزال النظام السوري ممانعا، هو ممانعا فعلا لأي سلام كما هي إسرائيل بالضبط وهذا هو سر من أسرار التناغم بين الطرفين. والفارق أن نظام آل الأسد ضعيفا لدرجة أن الطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح فوق دمشق، وهو لا يملك سوى الرد بالوقت المناسب، وإسرائيل دوما حريصة على تقليم أظافره التي يمكن أن تخرج هنا أو هناك دون علم منها.
إسرائيل وقفت مع النظام دوما ولكن كلما سقطت حجة من الحجج التي تطرحها لتبرير سلوكها المشين هذا، تخرج علينا بحجة جديدة، كانت الحجة قبل الثورات العربية، هي خوفها من أن يأتي بديل إسلامي!! وهذه الحجة أسقطتها الثورات العربية والثورة السورية بشكل خاص، والآن باتت حجتها أنها تخاف على النظام السوري من السقوط، بحجة خوفها على أن تستولي حركة حماس وحزب الله على أسلحة الدمار الشامل التي لدى النظام السوري، هذا هو الجديد فقط بالموقف الإسرائيلي، فأية سخرية هذه؟
كيف ستقع هذه الأسلحة إن وجدت!! بيد حركة حماس فليقل لنا الإسرائيليون كيف؟
لكن شعبنا بشبابه الذين خرجوا بوجه كل آلة القتل هذه، لن يتوقفوا مهما فعلت إسرائيل، ومهما حاولت أن تفعل من أجل حماية نظام قاتل، ومن يحمي المجرم ليس سوى مجرم مثله.
الكرة الآن لم تعد بيد آل الأسد الكرة الآن هي بيد شبابنا السوري...والنظام سيسقط...وستسقط معه كل البنية الإقليمية المعادية للسلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - معقول؟
وليد مهدي ( 2011 / 6 / 26 - 09:44 )
تحية لك استاذ غسان , ولثورة الشعب السوري المجيدة

لكني احب الادلاء براي هنا

ما كتبته اللوفيجارو لا يتعدى الحرب النفسية لزيادة تجريد النظام وعزله عن اطر الممانعة ودعم المقاومة التي تسربل بها طيلة عقود

اسرائيل والولايات المتحدة , تحوك الآن نسجة من العملاء الجدد خاصة بسوريا على غرار مسوخ العراق الحاكمين اليوم

كل شيء محسوب بدقة وبعناية , لكن المشكلة في الوقت حيث تجري المخططات ببطئ شديد

فيما شعبنا الاعزل يغرق في دمه في سوريا

الف تحية لك


2 - هل بدأت تنحاز الى جانب النظام السوري
Ibo Kurdi ( 2011 / 6 / 26 - 10:09 )
اي كلام عن اسرائيل وخشيته كلام فارغ
اسرائل لا تخشى شيئا ولكنكم مصابون بمرض الخوف المرضي ولا ذنب لكم في ذلك فما هي الا اعراض سنوات القهر والارهاب وستزول بعد سقوط النظام
اما ادعاؤك بان سوريا تملك
أسلحة الدمار الشامل فانا اعتبره شخصيا دعاية تخدم النظام وتؤيده بما تبث تلك من
رعب في نفوس الأهلين والعالم الخارجي على السواءوهذا ما لا يريده إنسان وطني مثلك يا صديقي . أنك بهذا تلعب بالنار التي تحرقك وتبرد النظام في جحيمه
أعرض عن مثل هذه الأقاويل وصب جهدك في فضح النظام فقط


3 - جولان
شوقي محمود ( 2011 / 6 / 26 - 13:39 )
هل يعني هذا ان المعارضة بعد اسقاط النظام سشن حرب او حر عصابات لكي تستعيد الجولان؟هل بمقدروها استعادة الجولان؟ام هي متاجرة بهذه القضية؟ اعتقد ان اولوية المعارضة هي استلام السلطة اما الجولان فهذه مضاربات دعائية لانه لو اجتمعت الجيوش العربية فلن تستعيد الجولان كما اصلا لا المعارضة السورية ولا الدول الخليجية الداعمة لها تملك ارادة او قدرة لفعل ذلك لابل ان الجولان غير موجودة على اجندة المعارضة واتفق مع المعلق الاخير على ان الجولان مجرد وهم وان الهدف هو استلام السلطة.لكن الشي الاكيد ان اسرائيل مع تفكك سوريا وتفكك الجيش ونهب مقراته واسلحته كما حصل في العراق وعد ذاك سوريا تحتاج 200 سنة حتى تحمي حدودها او تحدث توازن قوى ضاغط في مفاوضات استعادة الجولان.اذ كانت وارادت العراق السنوية 100 مليار ولم يبني جيشا لمواجهة التوسع الايراني في الشرق عبر احتلال ابار النفط او التوسع الكويتي في الشرق عبر الاستيلاء على مزارع الطماطة او التدخل التركي وصنع قاعدة دائمة في اقاصي الشمال لمكافحة حزب العمال.من اين لسوريا ورادات لبناء جيش بعدما يتم الانقضاض عليه وتدميره كليا بتعاون المناؤئين والخارج


4 - السيد غسان
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 26 - 18:51 )
ذكرت في مقالك قبل السابق انكم تريدون الأمان لتعطوه للأخرين وكنت تقصد اسرائيل وانت غير مخول بقول شيء على لسان الثوار
واليوم تريد السلام الشامل وتقول ان اسرائيل تقف مع بشار...هل هي تقف مع غير السلام ام ان بشار لا يريد السلام وانتم تريدونه
الم ترى ذلك خلط للأمور
يا اخي يا رفيق يا مناضل يا ثائر يا مواطن يا بطل اكتبوا الحقيقه انت اليوم تطرح مصير شعب فليس بهذه الصور الغير واضحه والغير بريئه والغير......!!!كفى خلط وتخبط


5 - السيد شوقي والسيد جاسم
Ghassan Almufleh ( 2011 / 6 / 26 - 23:14 )
بت متأكدا انك تقرأ المقال وفق مقدماتك المسبقة..أقرأ جيدا أنني في كل مرة أؤكد على أنه لا إسرائيل ولا النظام الذي تستقتل في الدفاع عنه من مصلحتهما الآن السلام..وهذه نقطة من نقاط
الالتقاء بين الطرفين..
السيد شوقي وهل فهم من كلامي أننا نريد حرب عصابات وماشابه فيما لو انتصرت الثورة؟ ومن جهة أخرى أتحدث أنا عن نقطة واحدة وهي لماذا إسرائيل تدعم نظامكم الممانع؟
وأنا لم اتحدث باسم احد أيضا أن أطرح رأيا في قضية محددة...وشكرا لمرور الجميع.


6 - سيد غسان
شوقي محمود ( 2011 / 6 / 27 - 02:13 )
نحن لاندعم النظام نحن ندعم سوريا بحكمة وتروي لابقرع طبول الحرب التي تروجها وربعك جماعة انطاليا الذين زاروا الرئيس الروسي بالامس يتوسلوه لضرب سوريا.اسرائيل لديها هاجس واحد ذاك هو ان حربا طائفية تقطع اوصال البلد ستقود الى خلق احزاب مشابه لحزب الله او ان اسلحة ما ستقع بيد حزب الله رغم تحسبها لما هو اسوء سيناريوا كالدخول من بعيد بهذه الحرب لايجاد حدود مرنة لحماية اراضيها من احتمال تدفق السلاح على حزب الله او التدخل لقيام البعض بمهاجمتها عبر الحدود السورية ولها في ذلك تجربة عام 1982 في لبنان عندما خلقت جيب سعد حداد.او ان تبادر الى انزلات عسكرية لغنم الاسلحة التي تصنفها خطيرة او تدميرها عبر غارات جوية لمنع وصولها الى حزب الله.هذه المخاوف ممكن ان تجيب عليها اسرائيل بخططها العسكرية الافتراضية .اما قولك ان اسرائيل تريد النظام السوري هو الضغط على دولة قائمة اكثر فاعلية من الضغط على جماعات ومليشيات قد تنشاء بعد تفكك الجيش السوري.فمحاولة اثبات ان اسرائيل تحمي النظام هذا وهم ودعاية قديمة هدفها الرد بالتخوين على التخوين ذاك ان ماهو اكيد اسرائيل تريد سوريا هزيلة وضعيفة سوا تحت الاسد او غيره


7 - مرة أخرى سيد شوقي
Ghassan Almufleh ( 2011 / 6 / 27 - 04:18 )
هل الحكمة والتروي هي ان نبقى نرن على نفس نغمة قاتل أطفال سورية ومدمر اقتصادها وناهبه هل هذه هي الحكمة والتروي؟ هل يعقل أنك تتحدث نفس المنطق الإسرائيلي؟ بان تغيير هذه العصابة يمكن أن ياتي بحزب الله جديد؟ وعلى فرض هل جماعتك في حزب الله يشكلون خطرا على
إسرائيل؟ أم نافذة للدولة العبرية لكي تستخدمها دوما عندما تريد الهروب من استحقاقات السلام؟
راجع بنود القرار 1701
ثمة أمر آخر من قال لك ان إسرائيل تريد في سورية دولة طبيعية كباقي دول العالم؟ وسورية مهما فعلت لن تستطيع تحرير الجولان بالقوة لأن ميزان القوة لمصلحة إسرائيل، ولكن لأنها لا تريد السلام في هذه النقطة يمكن أن يتم النضال من أجل استعادة الحق السوري لا باستمرار توتير الاوضاع من أجل استمرار نظام القتل في سورية وحكومات نخب اللاسلام في إسرائيل


8 - نظرية المؤامرة
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 6 / 27 - 09:12 )
بينما تنهار نظرية المؤامرة امام أعيننا يوماً بعد يوم لا زال غسان المفلح يتمسك بنظرية المؤامرة الصهيونية العالمية كما يتمسك الغريق بالقشة


9 - يا صديقي أبراهامي
Ghassan Almufleh ( 2011 / 6 / 27 - 09:23 )
صديقي العزيز الموضوع ليس مؤامرة الموضوع واضح لو قرأت البارحة خبر صحيفة الفيغارو..ولو تابعت تصريحات حكومتكم لا ستنتجت ببساطة متناهية أن النخب الإسرائيلية عموما تدافع عن نظام قاتل وليس الموضوع مؤامرة وأنا اكتشفتها أو فكرت بها، التصريحات والمواقف أوضح برهان على ما أقول، ثمة أمر آخر أعطني إدانة واحدة إسرائيلية لجرائم النظام في سورية!!وشكرا لمرورك...


10 - السيد المفلح
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 6 / 27 - 10:31 )
في كل مره تتهرب بكلمات مبهمه من الأجابه لقد نقلت لك مما نشرت وطلبت منك توضيح
انت معارض اي سياسي والسياسي اذا لم يكن واعي فعليه الأعتكاف لأنه سيضر اكثر مما ينفع..ارجوا ان تتعلم النقاش وتجيب او تعتذر عن الأجابه ولا تتهم كل من يخالفك من انه يستقتل في الدفاع عن النظام يعني باعلى درجات الدفاع
اتمنى عليك الهدوء والتروي وعدم توجيه الأتهامات لأن كثرتها تثير السخريه من مطلقها
اتمنى عليك اعادة ما تكتب لترى حجم الهفوات والتناقض فيما تسطر وكأنك تنسى ما كتبت سابقاً وهذا دليل قلق فكري
مع الشكر


11 - الى غسان 9: وشهد شاهد من اهلها
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 6 / 27 - 11:36 )
قادة النظام البعثي الفاشي في سوريا (وفي اعقابهم بعض الحمقى من أمثال محمد نفاع) يقولون ان انتفاضة الشعب السوري هي مؤامرة صهيونية يقوم بها الكيان الصهيوني للقضاء على نطام الممانعة السوري. اسمع ايضاً ما يقوله حزب الله


12 - الى غسان المفلح: أسرائيل كلها؟
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 6 / 27 - 12:17 )
انت تقول: (إسرائيل كلها مع استمرار النظام السوري الذي ارتكب أبشع المجازر بحق شعبنا الاعزل).
من اين لك ذلك؟ هل تقرأ الجرائد الأسرائيلية؟ هل تشاهد القنوات الفضائية الأسرائيلية؟ لماذا تتحدث عما لا تعرفه؟
انا شخصياً اعرف مواطناً أسرائيلياً واحداً على الأقل لا يريد استمرار النظام البعثي الفاشي في سوريا. هل هذا الأنسان لا يدخل ضمن (إسرائيل كلها)؟

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ