الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعتصام المصير: استقالة النقابيين لا يجب أن تستمر

محمد عمامي

2011 / 6 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تتعلّق الأحزاب المعارضة التونسية بقشة المجلس التأسيسي دون سواها منصهرة في حملتها الانتخابية المبكرة غاضة الطرف عما يجري حولها من احتجاجات وتحركات اجتماعية وسياسية. أهو الاقتناع بضرورة الاكتفاء بالقليل من المكاسب الهشة المحرزة وبالانخراط في مسرحية الديموقراطية الشكلية؟ أم الخوف من نظام قمعي يستند إلى بوليس لم يمس أساسه المتين وإلى جيش يحرس أسس النظام و يتوعّد من يفكر في تجاوز حدود المسرحية، ويهدد بنزقه أركان دولة النهب والسلب المقنن والارتهان بالرأسمال المعولم وقواه الراعية؟

وإذا كان هذا حال الأحزاب الاصلاحية بقديمها وجديدها فما هو موقف النقابيين الذين كان لهم دور محدد في اسقاط الدكتاتور ما إن دخلوا حلبة الصراع الاجتماعي والسياسي؟

لا يزال مناصلو الاتحاد العام التونسي للشغل مكبلين ورازحين تحت كلاكل جهاز بيروقراطي لا يقل فسادا ورشوة وتعفنا عن بيروقراطية الدولة. ولئن ارتفعت أصوات معارضة نقابية ديموقراطية طالبت بتطهير الاتحاد من الفاسدين وفتح مجال التحقيق والمحاسبة، فقد خمدت أصواتهم بسرعة تحت حجج عديدة أبرزها الدفاع عن الاتحاد في وجه أعدائه وتفويت الفرصة على الأعداء حنى لا يضربوا مكسبا من أهم مكاسب الشعب التونسي. وهي من الحجج الأيدية التي مججناها لكونها لا تعدو أن تكون دفاعا عن البيروقراطية النقابية الفاسدة والشريكة في كل ما يخطط له ضد الشعب والطبقة العاملة بالذات.

أمامنا اليوم اعتصام المصير وهو الشكل الذي اختاره شبابنا الثوري للردّ على تواصل القمع والنهب والتمادي في الالتفاف على الثورة، وهو شكل يمكن أن نختلف أو نتفق على فعاليته أو على كيفية الاعداد له، أو على أولويته مقارنة بأشكال نضالية أخرى. ولكننا لا يمكن أن نختلف عن ضرورة الانتصار له ودعمه و إنجاحه بكل ما أوتبنا من قوة و إرادة.

إنّ مناضلي اليسار النقابي الذين كثيرا ما وجدوا أنفسهم في مواجهة الجهاز البيروقراطي للاتحاد العام التونسي للشغل قبل المرور إلى الحاجز القمعي البوليسي، مطالبون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بكسر القيد البيروقراطي الذي يعدّ وبامتياز أهم حارس منقذ لمصالح النظام القديم وخير سند لمشاريع الامبريالية وشركائها الاقليميين والمحليين.

إنّ الالتحاق بالاعتصام وتوسيع مجال التحركات الشعبية واستعادة الفضاءات العمومية للثورة والتصدي لعربدة البوليس ومواصلة مسار تفكيك هياكل ومؤسسات دولة النهابين واستبدالها على الفور بمجالس ممثلي الشعب المنتخبين لهي من أوكد المهام وأكثرها الحاحية.

ومن لا يعلم من بين النقابيين المنحازين للثورة أنّ انخراطا كهذا سيحتم عليهم تجاوز، إن لم نقل صداما، مع الجهاز البيروقراطي لمنظمتهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -