الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماء الذي في فمي

أسعد البصري

2011 / 6 / 27
الادب والفن


المشكلة ليست اللغة لمشكلة هذا المجنون الذي يحدثك
ما الذي فعلته بنفسي ؟ أنا ضائع تماما
ولماذا؟ ما هو السبب ؟


السبب هو أنني وحيد و وحدتي لا يشفيها الحب بل الحبيب سيمرض معي أيضا
أنا لا أستطيع الإستمرار أكثر رأسي يضرب بالجدار
أنا حقيقة فاشلة بحاجة إلى أكاذيب ناجحة
العائلة والدين والأذآن والعيد والعجائز والشوارع الشرقية
أنا أعرف عن البشر أكثر من المفكرين لأنهم مرضى بالحقيقة

الحقيقة لا تنجح الأكاذيب هي الحياة
أنا بحاجة لأكاذيب وإخلاص لهذه الأكاذيب وليس إلى حقائق و خيانة لهذه الحقائق
هل أنا عرّاف جاء من زمن بابل حقاً ، هل كنت مدفوناً تحت معبد مع نبيذ و تماثيل


ثم لماذا لا تخرج عرافتي إلا حين تتمزّق أيامي ويعوي جسدي ، ألأن
العين لا ترى جيدا إلا بموت الحواس الأخرى ، لهذا الحكمة نور ولكن لا طعم لها ولا رائحة
وماذا أريد لنفسي أكثر من هذا ، أمشي وتتبعني صقور اللغة و ترمقني ذئاب الوادي ، كيف عرفوا أنني
سأهزم وأنه لايوجد مخلّص ، كيف عرفوا أن رمحي هو فروسية آنتحار و لحمي
لذيذ ، كيف يحملني أحد الى القرية عبر هذا الوادي و أنا لم أمت بعد ؟.
وكيف تصدقني حبيبتي وأنا أمتلك كل هذه البلاغة؟ أليست البلاغة سلاح الكذابين ؟ . المرأة
التي أبحث عنها لا تستطيع أن تراني لأن كلامي دخان أسود أعمى قلبها


كنتُ أبحث عن آمرأة تركض أمامي ، ثم صرت أبحث عن آمرأة
تنام معي ، أما الآن فلا أبحث إلا عن آمرأة تدفنني
مَنْ يقطعُ هذه المسافة كلها عليه أن يصمت لأن لغته شاسعة ولن يصدقه أحد
أتعثّرُ أحياناً بأشياء ليست لي لأنها للبشر أشياء تسقط وتنكسر فيظن
الناس كما كانت جدتي تظن بأن يدي مسمومة ويكرهونني .


لَم أنافس البشر على السعادة وحب الذات فلماذا ينافسونني
على كلماتي ، وهل فخر الرجل بالكلام إلا هزيمة عمرٍ
بأكمله ، الرصاصات التي أخطأت قلوبكم أصابت
قلبي ، وإذا كنتُ قديماً أحياناً فاغفروا لي لأن هذه رماح
و سيوف ، أقف بين يديكِ يا (خديجة) لأن البرد قارص و أنا أرتعش
والغيوم كلها دخلت في فمي وسمعتُ صوتاً يقول أمطر ، أمطرْ
ولو كان بإمكاني أن أشرح و أُفصّل لما بلغت حالتي حدوداً كهذه ، ولو كان
بإمكاني أن أشرب النبيذ دون أن ترتعش يدي لقلت شيئاً
واضحاً ، ولو أن ما بي له دواء لصرخت و طلبت المساعدة . كتماني ليس مكراً ، وسري
ليس مكيدة لأحد بل مكيدة لنفسي و قنوط من رحمة اللغة

.
وغروري يأسٌ مني فلو قلتم كما أقول لكانت بُشرى و براء لكنكم
لا تقولون ، وكأنني المجذوم الوحيد في قريتكم . أعينوني على يدي لأشرب
و على قدمي لأخطو و على لقمتي لأبتلع . والله إن شوقي ما هو بأرض
وما هو بسماء وأخشى أن أبوح أكثر فيفتتن الناس من بعدي .
ولا أرضى عني حتى أرِدَ الموت ، ولا أدعو لنفسي بغير الكتمان
ولا أفصح عن الماء الذي في فمي حتى يهرم الضوء .
asaad76@hotmail








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم ولاد رزق 3 يحصد 175 مليونا خلال أسبوعين


.. المخرج محمد الملا يكشف لصباح العربية أسرار من الفيلم الجديد




.. أسباب غياب الفنان عبدالله رشاد عن الساحة الفنية


.. -كان ودي نلتقي-.. دويتو يجمع بين الفنانين عبدالله رشاد ونوال




.. -نحتاج أكاديمية لتطوير مدراء الأعمال-.. الفنان الدكتور عبدال