الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العامل واغواته الجدد

خالد بهلوي

2004 / 11 / 13
الحركة العمالية والنقابية


اقديما كان الإقطاعي يمتلك الأراضي الزراعية الواسعة ويجني من المحاصيل الملايين من الليرات دون أن يقدم جهدا أو يساهم في العملية الإنتاجية وكل الأعمال الزراعية التي كانت تنفذ يقوم بها الفلاح وأفراد أسرته مقابل فتات من الطعام ومبلغ من المال يسد يه جوع أطفاله ويأمن قوتهم اليومي دون أن يتمتع بأي حقوق من الحقوق الإنسانية ولا حتى الشكاية من التعب والجوع والمرض 0وبرز من بين هؤلاء الإقطاعيين حفنة من الاغوات سيطروا على خيرات وموارد البلد الاقتصادية والبشرية آنذاك وكان لديهم الخدم والحرس والسجون وكلماتهم بمثابة قانون0
انتهت تلك المرحلة بكل سلبياته وإيجابياته رغم حنين البعض لها ومحاولاتهم اليائسة لعودة تلك الأمجاد
بدأنا مرحلة جديدة مرحلة الصناعة والتقنيه العلمية والمعلوماتية وعصر العولمة وان الكون اصبح قرية صغيرة 0
وتشكلت لدينا بعد التاميم مصانع وشركات إنشائية وقطاع عام واسع واصبح يدير كل منشاة أو شركة مجموعة من الإداريين والمسؤلين وذلك حسب الهيكل التنظيمي لكل منشاة وتكفلت بخدمة عمالها وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهم0
وبرزت نوع آخر من العلاقة بين رب العمل والعامل؟ ولكن ماذا يميز هذه العلاقة عن العلاقة السابقة التي كانت سائدة بين الفلاح والإقطاعي0
إن الفارق كان في السابق لكل منطقة بأكملها اغا واحد إما الآن في كل مؤسسة عدة أناس يحاولون لعب دور الاغا أيام زمان تحت شعار مصلحة العمل وزيادة الإنتاج
فنجد العامل يخضع بحكم عمله إلى عدة اغوات رئيس ورشة0 رئيس شعبة0 رئيس دائرة ومعاونه0 مدير ومعاونيه0 وغيرهم من أصحاب النفوذ وملزم العامل أن يقدم الطاعة والخضوع للجميع ليحصل في نهاية الشهر على راتبه واستحقاقاته 0دون اقتطاع.
وإذا فكر بمناقشة احدهم اواعتراضه والاستفسار والمساءلة عن أي موضوع سوف ينال جزاء ما فعل ولكن ليس بشكل مباشر لأنه نطق بالحق والعدل وتكون عقوبته باعطائة تعويض إضافي الحد الأدنى ويحاسب عند تأخيره بتقديم إجازة ويعامل في الدرجة الاخيرة مهما كان عمله وإنتاجه كل ذلك تحت يافطة مصلحة العمل وعدم الحاجة إلى خدمات هذا العامل وعدم أهميته ويحرم من هذه المميزات المادية مما يضطر إلى الاستسلام للأمر الواقع والخضوع لذلك نرى أكثر من عامل يقدم الطاعة والولاء لرؤسائه و يغمض عينيه ويصم أذنيه ولا يتكلم لا با لسر ولا بالعلا نية
. لهذه الحالة أسبابها الموضوعية فالعامل حتى الثمانينات كان يقدم استقالته عند تعرضه لسوء معامله أو إهانة وسرعان ما يجد فرصة عمل في القطاع العام أو القطاع الخاص أو يضطر إلى العودة لقريته باحثا عن لقمة خبز من خلال عمله في الأعمال الزراعية ومع تراجع الزراعة وانعدام فرص العمل الذي أصبح حلم لكل مواطن لذلك يضطر العامل أن يتقبل كل الصعوبات لكي يحافظ على معيشة أطفاله ومستقبلهم وتأمين ابسط مستلزمات الحياة لهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرات السخط الاجتماعي في الأرجنتين تطالب بالإفراج عن معتقلي


.. مقاطعة حفل لصحيفة إيطالية احتجاجا على دفاعها عن إسرائيل




.. فرنسا.. وقفة احتجاجية أمام معرض للسلاح لوقف تسليح إسرائيل


.. الحلاقة مجانا للفقراء .. -أبو الزوز- يجوب مدينة طرابلس على د




.. 5 استراتيجيات تجعل الموظفين أكثر تعاونا ونشاطا