الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والجنون 3- زفاف الغراب - نسخة عادية للإستهلاك المحلي

عبدالله الداخل

2011 / 6 / 27
الادب والفن


نبيّ ُ العراة حدَّثَ نفسَهُ:

همومي وأفكاري تـُطوّقني

ولستُ بقادر ٍ

على الإختلاءِ بنفسي

للومِها وعِقابها!

فلم يعُدْ في منبع الندم

ما يُتـْر ِعُ كأسَ المساءْ

فكم يُفزعـُني أن لا أرى أفـْقاً يلي هذه الأنقاض!

تكرهني أيامُهم، لذا أبادلـُها

حقدَ الزمانْ،

وأحدّثُ روحيَ الباكية ْ

فتسرقُ النيرانُ من دمعي

عادة َالأشواك ِالغزيرةِ مرة ً

ثم حين التهابِ شرارها

متسابقاً يتسلق العينيْن

إلى سقف رأسي

من كانون قلبي

فماذا سيعني لديَّ هنا أو هناك من لغات المطر

إلا ّأن تؤكـْسِرَ لي

من برودةِ الأنهار

في الوطن البعيد

دواءاً عاجلاً، كالومض،

للمحن الحميمة؟

ولو على التخوم من الأحلامْ ،

فقد تمرّدْتُ في وطن اللئام

وطن ٍنـُسِجَتْ فيه الجِنانُ من حرير الأكاذيب الملونة،

كذلكَ ضد روحي،

ظننتُ بأنّ الزفافْ

دعوة ٌ أثيمة

لبعض اعترافْ

بإثم ٍ قديم ٍ ،

أوّل ِالآثام!

لكن الغراب الملوّنَ الذي ينكَّح الآنَ أنثاه أمامي

ألفَ مرة

على ألفِ غصن ٍ ميّتٍ

كلما دقـّتْ ساعة ُالحرمان

على ناقوس أحشائي بليل الوطنْ،

الغراب الذي ينام بأحضان الوزيرة ْ

وَرَثَ اللهَ من جدتِهِ الغبية

(مليكةِ عصري التي تمتص عمري)

وابتسامة َالأنثى الصبية،

مُنِحَ القدرة َ الكاملة

على أيّ إقتناع ٍعميق ٍوشيك

وطاعةٍ مهذبةٍ أبية

من حصان ٍ مطهـَّم ٍ بالفن

وفروج ٍ ذهبية!


فقبل أن يولـَدْ

شرعَ القصرُ بتدريب الطهاة

لحفلة عُرسهِ التي ستحضرها الأسود

والخيولُ الأجنبية

وكلابُ الصيد

وكلها سترتدي الريشَ الملوّنَ والماس؛

سيُعلِنُ الهتافُ والنشيد

سعادة َالسناجبِ والأرانب

والثعالب

خارجَ السياج ِالمصمَت العالي،

جدار ِالحزن

حيثُ نصّبْتُ نفسي نبيّاً للعراة

فأ ُلقي خطابَ الجحود:

فإني لا أرى ما جرى قبل قليل ٍ، فكيفَ فـُضـْنا؟

ولم أرَ ما جرى قبلي

وما قبل السدود!

لذا صرختُ بكلّ ذي ثوبٍ كاذبٍ

وعباءةٍ مبللةٍ

وجلدٍ لا أرى الدماءَ وراءَهُ:

إنما الدينُ يا أطفال

قانونٌ بشأن الإناث،

سنـَّهُ شيخ ٌمن ذكور القرود!


فهبّت السعادينُ عليَّ محتجة ً

تسلقـَتِ الجدار،

وقال كبيرُها ذو اللحية البيضاء:

كذبتمْ، فهو دميتـُكمْ

لخداع الأغبياءْ.

فليس فينا

شبحٌ أعمى

تكحّلـُهُ اللغات

يصيرُ بصيراً

وشيخاً وَقوراً

وتكونُ الأرضُ من إقطاعاتهِ

وأعمارُنا خدَماً

والكونُ أسيراً

ويعم الموتُ والجوع والحرمانُ والإيمان

ومعجزاتُ الكاذبين،

فتكون حتى أغاني العشق العميق ِكاذبة ً؛

أنظروا لي:

أنا هنا في العُلا

على جبل الرعود

بمكمن الآلهة،

فلستُ أنانياً مخيفاً

صديقَ المستهترين

أو زميلَ المحتضرين

ولم أجامل المرضى

لأخنقهم في أسرّتهم

حالَ تضرّعات الأقربين

رغم صلاة المؤمنين!

فأنا الآنَ من على جبلي أكلـّم الديدانَ والأقزامْ !

لكنَّ الأفـْقَ هنا

متـّسعٌ للجميع!


فصاح رئيسُ عصابةِ الأيتامْ:

مهلاً، إنما حلم ٌأن نرى

ما يعملون ويعلمون

أن نرى المسافاتِ بيننا والأفاعي

في جناح الغراب ولهجتهِ

فكيف لا نرى أشباحَـهم؟

فمَن يُسْكِرُ البُسطاء؟

ويَحْرِمُنا الحبيب؟

مَن يقتل الآباءْ؟

ومَن سقى القتلى بزخـّات التراب

لتخضرَّ لليُتـْم أعوادٌ

بدَوْح الفقر

في الحقل الخراب؟

قل لنا ما ترى من هناك؟

أحقاً أن اللهَ سيأتي بحُلـّةِ الطاووس

لعقد قران الغراب؟

قال شيخ ُالسعادين من أعلى الجدار:

صدّقوني:

لا شيءْ هنا في الروح

إنها صحراءْ!

فموطنـُهُ أكبرُ من أفـْقنا هذا

لأنـّا حين نحتمي بالتين

من غبار المطر

ورذاذ الدين

تكونُ بحارُ الكون في أحلامنا

مَوطئَ أقدامهِ

لذا فكلّ ُ رذاذةٍ

تستحمّ ُبها كلّ ُ حبةِ رمل ٍ

ستحمل حتى أبد الآبدين

إلينا إسمَهُ!

هنا تدخلتُ كالعارفين السائدين:

تـُستثارُ الرياحُ كلما تعشق الشمسُ ماءاً،

تهبّ ُمن بريقها فيهِ

ومن عيون العيون الضاحكات الباكيات

فنقرأ ُ في خلايا الماء

أسماءَ جَدّاتِنا

مثلما يغنـّي

غصنُ رمّان ٍ

للطحالب في النسيم

نشيداً من رفسةٍ أ ُولى

قررت البقاءْ،

فكان على الشمس أن تبقى هي الأخرى

لذا ابتدأتُ هناك

شاهداً على الغيرةِ ثوباً

لخوف السالمين،

وانتهيتُ هنا

كي أرى الغزاة َ قد حوّلوا قومي

موكباً من نادمين

فعلى القتلى السلام.

فكيف لا نرسلُ الآنَ من وصايانا

وفلول الذكريات

كتائباً مبعثرة ً

تقتفي خطى الريح

بأقدام الهاربين؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الإهداء: إلى أمراء وأميرات تلال القـُمام، في مختلف القارات، جامعي البلاستك المصنوع من نفط بلادهم، الناسين صلاتـَهم، (ونعمة َالله عليهم)، الذين سيقرأون هذا بكل تأكيد!
وإلى كوازيمودو
“almost the standard measure” of a perfect king!
وسيقرأ كوازيمودو أيضاً هذا الكلام، بكل تأكيد، على البلاك بري!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا