الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1

مهند البراك

2011 / 6 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمور دول المنطقة منذ شهور بإحتجاجات و تظاهرات و حراكات سياسية لم تنقطع، تطالب بالإصلاح السلمي و الخدمات و مكافحة البطالة وآفاتها. و كانت و لاتزال حراكات اتسمت بالتنوع بسبب تنوّع انظمتها و تنوع الشباب المشارك بنشاط بها، الأمر الذي تسبب بتنوّع المطالب و بالتالي ما آلت و تؤول اليه نتائجها .
و منذ ان اختطفت المنطقة الأضواء و الإهتمامات العالمية، يجمع اوسع المراقبين و المحللين على انها و منذ احراق الشاب التونسي الكادح محمد البوعزيزي نفسه احتجاجاً حتى الموت، و تسببها بنهاية حكم رئيسين عربيين طاغيين و بزعزعة عدد من الأنظمة الحاكمة في المنطقة . . و سببت و تسبب ببدء عمليات اصلاح و تحديث في دول المنطقة من جهة، و بمسارات فاجعة بسبب تعنّت حكاّم دكتاتوريين و تشبثهم بكراسي الحكم و كأنها صيغت لهم و لورثتهم، دون سماعهم لرأي الجماهير صاحبة البلاد، من جهة اخرى .
فإنها كشفت دور انظمة و دوائر اقليمية و دولية ـ و دور صراعاتها فيما بينها ـ و تسببها بإعاقة عمليات الإصلاح في المنطقة، كان ابرزها علناً بتقدير كثيرين دور قوات درع الجزيرة في البحرين، و محاولات نظام القذافي في تونس لإخماد الحركة الإصلاحية الشعبية فيها . . ثم دور اجهزة عسكرية ايرانية في دعم وحدات النظام السوري في التصدي الدموي للمتظاهرين السلميين هناك، التي تسببت باستنكار دول الإتحاد الأوروبي و اعلانها عن تشديد مقاطعتها لنظام الحكم السوري و اعلانها عن معاقبة ثلاثة من كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني، بعد ادانتهم بوصفهم مسؤولين كبار عن مواجهة الجماهير السورية على الأرض السورية بالعنف الدموي الذي سقطت اثره اعداد متزايدة من القتلى و الجرحى، كما تتناقل وكالات ألأنباء و الصحف العالمية .
و من هنا يرى خبراء و متابعون بإن الإعلان الصائب لعدد من كبار المسؤولين العراقيين و في مقدمتهم رئيس الجمهورية السيد الطالباني . . عن السعي لجعل العراق مستقلاً و غير منحاز لطرف اقليمي ضد آخر، و اعلانهم عن سعيهم لأجل ان لا يكون العراق قاعدة لمهاجمة دولة اقليمية ما او التدخل بشؤونها و بشؤون شعبها، على اساس التزام تلك الدول بالمقابل بعدم التدخل بشؤون العراق و الكف عن ذلك . .
يرون بأن ذلك قد يكون مستحيلاً، ان لم ينطلق من الشروع باجراءات عملية يحسّ العراقيون باطيافهم القومية و الدينية و الفكرية رجالاً و نساءً، يحسّون بفاعليتها و جدواها رغم الصعاب، لتأمين قوة وفاعلية للقرار الوطني العراقي . . سواء كان ذلك على صعيد توفير الأمن و الخدمات و تحسين الدخل، واقامة مشاريع بأموال البلاد الفلكية لتشغيل العاطلين و خاصة الشباب. . حيث بلغت اعداد العاطلين ارقاماً غير مسبوقة، وفق الإحصاءات الدولية و الداخلية الأخيرة المعتمدة . .
بدلاً من تطيّر الأجهزة الحكومية من المطالبات السلمية بالإصلاح، و سعيها لتحطيمها بشتى الوسائل . . من الرصاص الحي، الى الصاق تهم بها بكونها بعثية؟ تارة و ارهابية معادية؟ تارة اخرى، او مستوردة، او بمحاولة وصفها ديماغوجياً و تسفيهاً بكونها من تحريك ( فئات فشلت في الإنتخابات ) (*) . . الى سعي و عمل عدد من الأجهزة الحكومية لإعتماد سياسة الجزرة و العصا و الإغراء، ثم محاولات الهجوم على تظاهرات الإحتجاج و المطالبة، بمظاهرات حكومية مواجهة مزوّدة بالهراوات، يحاسب من لايشارك بها . .
بعمد او بدون الإنتباه . . بسبب قصور و مصالح ضيّقة او بسبب عدم القدرة و الكفاءة على فهم و ملاحظة المخاطر المصيرية الحقيقية المتفاقمة رغم ما تحقق، منذ سقوط الدكتاتورية . . الذي يؤدي الى القصور في التوصّل الى مايتطلبه السعي الملموس لوضع حلول للمشاكل المتزايدة التهاباً، التي تدفع الشباب . .
خاصة و كما معروف بان غالبيتهم من اللامنتمين لأحزاب، و انما هم من الطلاب و الشباب الكادح الجاد المتطلع الى وضع افضل . . ممن يعزّ عليهم رؤية بلادهم الهائلة الثراء، و كيف تتناهب ثرواتها الفلكية بالعنف و الخداع و الفساد. . وهم ابناؤها يعيشون الفاقة و الذلّ و العوز و الحرمان و لهيب الصيف و ظلام الليل . . حتى صار استعراض الشعارات و الجمل البرّاقة لمنتسبي الكتل المتنفذة لامعنى له لديهم .
و يرى مجربون ان امر الشعور بالظلم و بالغبن و بالتالي الإحتجاج " المقر دستورياً " لوضع الأمور في نصابها، لم يكن بحاجة الى من يحرّضه و يبث النار فيه، كما يتصوّر مسؤولون . . لأنه ملموس و تعيشه اوسع الجماهير الكادحة و المعدمة، و هي تعيش و ترى كيف ان اقرانها في البؤس و الشقاء بالأمس، صاروا بليلة و ضحاها من اصحاب الملايين و الهمرات.
و يؤكدون على انه قد يخطئ من يظن ان مجالس العزاءات و المواكب الحسينية تخفف من غلواء العراقيين، فهي ان لعبت دوراً اولياً في ذلك اثر منعها من قبل الطاغية صدام بمرسوم قرقوشي . . . الاّ انها تعود لتلعب دورها التأريخي في دعوتها للإقتداء بمأثرة الإمام الحسين . . بوقفته التأريخية البطولية انتصاراً للفقراء و المحرومين، التي صارت نداءً الى الإحتجاج و النهوض، و كما دعى و يدعو موكب عزاء العباسية في كربلاء. (يتبع)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) غافلين او متناسين حجم اعتراضات كتل و احزاب و شخصيات حينها على قوانين الإنتخابات و آلياتها و التجاوزات فيها و على نتائجها . . التي اتفقت المحكمة الدستورية العليا مع اغلبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في فرنسا : هل يمكن الحديث عن هزيمة للتج


.. فرنسا : من سيحكم وكيف ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سائل غامض أخضر اللون ينتشر على أرضية مطار بأمريكا.. ما هو وم


.. فشل نظام الإنذار العسكري.. فضيحة تهز أركان الأمن الإسرائيلي




.. مقتل وإصابة العشرات من جراء قصف روسي على عدة مدن أوكرانية عل