الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة..وولاية الفقيه

رحمن خضير عباس

2011 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لعل العنوان يحمل مفارقة , لاتخلو من سخرية . فما العلاقة بين كرة القدم , وبين ولاية الفقيه , والتي تعني اسلوب حياة دنيوي , يعني بتربية الأجيال على اساليب التسامح في ما يسمى بالجمهورية الأسلامية , وفق اسلوب عمل تثقيفي يمجد فكرة الأخوّة الأسلامية , ويؤكد بطبيعة الحال على القيم العليا للأسلام , من خلال شعارات روجت لها حكومة ايران, طارحة نفسها كمصدر للنقاء الأخلاقي . ومصدرا لتطبيق التشريعات الأسلامية . لذالك اباحت لنفسها الحق في تصدير ثورتها الى دول الجوار ومنها العراق. وحينما نشبت الحرب العراقية/ الأيرانية , اصر الأيرانيون على ابقائها مستعرة لسنوات ثمان عجاف . احترق في آتونها مايربو على المليون شهيد من كل جانب . كما دمرت الأقتصادين العراقي والأيراني . الى ان تجرع السيد الخميني كأس السم للقبول بأيقافها ! بعد ذلك نسي العراقييون آلام الحرب, واعتبروها مجرد نقطة معتمة في تأريخ العلاقات مع الأخوة الأيرانيين, وفتحوا صفحة جديدة مفعمة بالتسامح والمحبة مع الجارة الشرقية . ولم نعلم أن ثمة حقدا متأصلا يغلى في نفوس هؤلاء ضدنا, وكأننا اعداء ابديين . وقد تجلى ذالك في تصريح احد لاعبي المنتخب الأيراني العام الماضي والذي ادلى بعبارات تدل على العنصرية ضد العراق وفريقه , ولم يترك هذا التصريح اثرا كبيرا واعتبر مجرد سلوك فردي غير منضبط ولكن الذي حدث بالأمس يلغي اعتبارات حسن النية مع الجارة المسلمة اللدودة .فامام انظار العالم وعبر الشاشات مزق اخوة الدين والمذهب والجوار العلم العراقي بشكل وحشي غير متحضر , يعكس ـ عمق – الروح الرياضية العالية! كما يعكس عمق الأخوة الأسلامية لجارة ترفع زعامة العالم الأسلامي !!!!
في عهد شاه ايران , حدثت في طهران بطولة اسيا وكانت بين الفريق العراقي والأيراني , وكانت النتيجة انتصار الفريق العراقي . وقد رفض ابن الشاه الذي كان يرعى المباراة تسليم الكأس الى الفريق العراقي , معبرا عن غضبه وانفعاله . وقد قيل انذاك ان هذا الغضب يعكس مزاج الطبقة الحاكمة , ولايمثل نبض الشارع الأيراني .ولكن تمزيق علم العراق , من قبل ابناء الجمهورية الأسلامية , وتحت انظار حرس ولاية الفقيه , يمثل ادنى درجات التحضر البشري , والألتزام الديني لأن العلم العراقي مرصع بكلمتي ( الله اكبر ) . واعتقد ان هذا الدرس بليغ لأنصار ايران وطابورها في حكومتنا وفي برلماننا وفي كل الجسد الأداري والقضائي والأمني لعراقنا الجريح .ان هذا الدرس يقول ان حاضنتك ايها العراقي هو وطنك , بغض النظر عن انتماءاتك المذهبية والدينية واصولك العرقية . واخيرا تحية اجلال لفريقنا الوطني , الذي لقّن الأخرين دروسا في الفن والأخلاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو
كريم مجسن ( 2011 / 7 / 20 - 09:45 )
كنا مكانكم لما فعلنا فعلكم ولوكنتم مكننا لمافعلتم فعلنا

اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد