الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ج1/ 2

حمزة رستناوي

2011 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


مصالح الشرعية الثوريّة – في سوريّا - من منظور المنطق الحيوي ج1/ 2

"مقايسة مصالح بيان : رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سوريا السياسي"

*المقاييس: حمزة رستناوي

*النص موضوع القياس: رؤية لجان التنسيق المحلية لمستقبل سوريا السياسي

*المصدر: موقع( لجان التنسيق المحلّية في سوريّا)- فيسبوك

*المرجعيّة المستخدمة في القياس: المنطق الحيوي.

*تمهيد ما قبل القياس :

-المقصود بالمصلحة هنا ما ضدّ المفسدة , و المصلحة مفهوم نسبي , فلكل كائن صلاحيّة ما في سياق ما, و الكائنات – و منه النصوص- تتفاوت في درجة صلاحيّتها.

- المُقاييس في المنطق الحيوي: هو الذي يحكم بما يتاح لعامة الناس أو عامة أهل الاختصاص الحكم به من دون أن يخالف التجربة.

- لن أستخدم طريقة العرض التقليدية لمقايسات المنطق الحيوي كونها ما تزال معقّدة, و تحتاج لتدريب خاص غير مطلوب معرفته أساساً لعموم القرّاء. و سأستخدم طريقة عرض على شكل أسئلة أطرحها حول النص موضوع القياس مع محاولات للإجابة عليها.

- يمكن لمن يرغب الإطلاع على كامل النص موضوع القياس على رابط الموقع أعلاه, سأقوم فقط بعرض فقرة أو فقرتين أساسيّتين في النص- و هي ما نسمّيها بلغة المنطق الحيوي "مصالح مفتاحيّة" - و سأقوم بتطبيق مقايسات المنطق الحيوي عليهما, من دون الإدعاء أن هذه المقايسة تتضمّن أحكام تخص كامل النص.

- المقايسة تخص مصالح الرسالة و ليس المرسل.

*

المصالح المفتاحيّة – مثال أوّل

( إن الثورة الشعبية هي مصدر الشرعية السياسية في البلاد، وإنها مستمرة إلى حين تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والمساواة والكرامة.)

س1: لماذا تم اختيار هذه المصالح بالذات كمصالح مفتاحيّة؟

ج1: هي فقرة محوريّة في للنص موضوع القياس, يمكن النظر إليها كتلخيص لمصالح النص , و كونها تقدّم عنوان المرجعية الفكرية لرؤيا "لجان التنسيقيات المحلّية " فيما يخص الشرعية السياسية.

*س2 :هل المصالح المعروضة تتضمّن ما يمكن برهنته إثباتا أو نفياً؟

ج2: نعم . فمصالح كونها ثورة أم لا ؟ و مصالح كونها مصدر الشرعية أم لا ؟ يمكن برهنتها إثباتاً أم نفياً ؟ و مصالح "أنّها مستمرة إلى حين تحقيق أهداف" يمكن الحكم على برهان حدوثها كذلك إثباتا أو نفيا؟

*س3: هل المصالح المعروضة تتضمّن مصالحاً ارتيابيّة متأرجحة بين ما هو سلبي و ايجابي؟

ج3: نعم . فثمّة مصالح انغلاقيّة صراعية مثلاً: "الثورة هي مصدر الشرعية السياسية"

و ثمّة مصالح انفتاحيّة توحيدية مثلاً: "حتى تحقيق أهداف..في الحرّية و المساواة و الكرامة".

*س4: هل المصالح المعروضة تحتاج في الحكم عليها لمرجعيّة أهل الاختصاص أم مرجعيّة عامة الناس.

ج4: فيما يخص "الثورة" و "الشرعية" تحتاج لأهل الاختصاص في السياسة, أما فيما يخص بمصالح عبارة: "مستمرة إلى حين تحقيق أهدافها" فيمكن لعامة الناس الحكم عليه.

*س5: أي الاحتمالات التالية أكثر توافقا مع ما تعرضه المصالح المفتاحية في الفقرة السابقة, اختر الاحتمال أو الاحتمالين الأكثر توافقا مع التعليل؟

و الاحتمالات هي: عزلة- صراع- تعاون- توحيد؟

ج5: الصراع , التوحيد

- الصراع : كون المصالح المعروضة تتضمّن مصالح إشكاليةُ توصيفها بالثورة , و كذلك حول مفهوم "الشرعية السياسية" , و كذلك حول "تحقيق أهداف ", و تتضمّن مصالح صراعية مع من تثور ضدّهم , لاحظ التوتر العالي و استخدام أسلوب خبري تقريري في صياغة المصالح, لذلك جاء الحكم عليها بمصالح الصراع كمربع أساسي.

- التوحيد : كون المصالح المعروضة تتضمّن مصالح وعود " أهداف" يقبلها و يؤيدها عموم الناس و ضمنا السوريون " الحرية والمساواة والكرامة.

*س6: هل تتوافق المصالح المعروضة مع إثبات برهان حدوثها في الواقع؟

ج6: لا , فثمّة قرائن ثلاثة تنفي برهان الحدوث

-أولاً: فتوصيفها بالثورة هو مثار جدل بين أهل الاختصاص في العلوم السياسية, و يبقى الحكم النهائي فيه ليس في متناول( الآن) بل هو حكم مشروط بالصيرورة الحركية للحدث و مآلاته المستقبلية.

- ثانياً: الشرعيّة السياسية لأي بلد مفهوم مركّب : فيزيائي و رمزي , داخلي و خارجي, يتعلّق بمن يسيطر فيزيائيا في البلد"الدولة" و تحقيقه للاعتراف الدبلوماسي من الخارج. و لا يتطابق مفهوم الشرعية السياسيّة مع مفهوم الشرعيّة الأخلاقية مثلاً, فثمّة سلطات استبدادية جدا و مع ذلك فهي تحقّق شرط المشرعيّة السياسية ككوريا الشمالية مثلا, و هناك دولة إسرائيل مثلاً حيث نجد انفصال بين الشرعية الأخلاقية و الشرعيّة السياسية.

لذلك الحكم على مصالح جملة" إن الثورة الشعبية هي مصدر الشرعية السياسية في البلاد" هو مناف لبرهان الحدوث فلم يزل- حتى الآن على الأقل- النظام السوري يحظى بشرعية سياسيّة في عربياً و في الأمم المتحدة مثلا.

-ثالثاً: لاحظ كذلك مصالح الجملة التالية:" وإنها- أي الثورة- مستمرة إلى حين تحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والمساواة والكرامة."

فالمصالح المعروضة هنا منافية لبرهان الحدوث: ف:"الثورة الشعبية" المندلعة الآن في سوريا قابلة لاحتمالات مختلفة كأي كينونة اجتماعية ,فهي صيرورة احتمالية , قابلة للاستمرار و قابلة للتوقف كذلك , و قد تحقّق كل أو جزء أو لا تحقّق شيء من "أهداف الشعب السوري" و قد تنتهي بحرب أهلية و تقسيم البلاد..الخ" طبعا لا قدّر الله"

*س7: هل تتوافق المصالح المعروضة مع إثبات برهان الفطرة ؟

و المقصود هنا ببرهان الفطرة :فطرة الإنسان في طلبه الحياة و الحرية و العدل

ج7: نعم , فالمصالح المعروضة تتضمّن برهان الفطرة في كون الشعب السوري - و أي شعب- يطلب الحرّية و المساواة و الكرامة.

س8: هل ثمة قرائن تشير إلى ازدواجيّة المعايير فيما تعرضة مصالح الفقرة؟

ج8: لا يوجد يشير لازدواجيّة المعايير.

*ملاحظة : النص الأصلي والكامل للمقايسة منشور في موقع مدرسة دمشق للمنطق الحيوي و الحوار على الرابط: http://damascusschool.wordpress.com/.

و قد قمت بتقديم المقايسة هنا وفق طريقة تقديم خاصة تتسم بالبساطة و الاختزال "أسئلة –أجوبة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث إسرائيلي عن استمرار علمية رفح لمدة شهرين.. ما دلالات هذ


.. مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء التقارير بشأن اكتشاف مقا




.. سلسلة غارات عنيفة تستهدف عدة منازل في شمال غزة


.. الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق جديدة في رفح وشمال غزة