الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات 26 يونيو ضد الدستور، لحظة مشرقة على درب التحرر

رفيق الرامي

2011 / 6 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



سعيا إلى إنجاح الخدعة السياسية الجديدة الرامية إلى تأبيد الاستبداد، نزلت الدولة بكل ما أوتيت من أدوات تضليل، وعبأت القوى السياسية المتعاونة معها، من معارضة برلمانية مزورة متمثلة في حزب العدالة و التنمية الرجعي، و تقدميين زائفين من قبيل الاتحاد الاشتراكي، وخليط عجيب من الهيئات يمتد من شبكة جمعيات التنمية المزعومة إلى الطريقة البودشيشية و ما شابه مجموعات دينية تحظى برعاية القصر، علاوة على استعمال المساجد، وتسخير العصابات للاعتداء على ناشطي حركة 20 فبراير وكل مقاطعي الدستور.

وبعد أربعة أشهر من القمع و المضايقات، وحملة سياسية للنيل من الحركة النضالية الجارية بفزاعة الاسلامويين و اليسار المتطرف، ومع كل ما قدمت الدولة من تنازلات على الجبهة النقابية و الاجتماعية، ما يزال الخوف يسيطر عليها، الخوف من مقاطعة الدستور يوم 1 يوليوز.

تعودت الدولة طيلة 50 سنة على استعمال التخويف و الضغط و الإغراء لجر المواطنين إلى صناديق الاقتراع. و تكمل ما تبقى بالتزوير لتعلن قبول الدساتير بنسب خيالية وبسهولة.

إن الدستور الحالي المعدل جواب على مطالب حركة 20 فبراير التي غيرت معطيات الحالة السياسية بالمغرب بشكل لا نظير له في تاريخ المغرب السياسي. ومنذ اول خطوة متمثلة في تعيين الملك لجنة لوضع مشروع الدستور، عبرت حركة 20 فبراير ، وقسم من اليسار، عن رفض طريقة إعداد الدستور، ممتنعة عن التعامل مع اللجنة الملكية.

هذا وحده خسارة سياسية للدولة، خسارة أولى من نوعها في تاريخ الدساتير الممنوحة. فالجهة التي ضغطت من أجل تغيير الدستور رفضت الصيغة المقترحة. و من رفض اللجنة الملكية، وطالب بمجلس تأسيسي، لن يقبل ثمار تلك اللجنة.

وفعلا فور نشر مشروع الدستور المعدل، وتأكد أن الأمر يتعلق بلمسات تزويق طفيفة لا تنال من الجوهر الاستبدادي، أعلنت حركة 20 فبراير، وقوى اليسار، تعبئة قواها لمقاطعة الدستور. فنزل الشباب إلى الأحياء الشعبية بوسائلهم البدائية – مناشير بفوتوكوبي- ومكبرات الصوت اليدوية، و لافتات بسيطة، لتنوير الشعب الكادح حول حقيقة الدستور المعدل. ورغم العصابات المعتدية على مناضلي الحركة، وكل أشكال العرقلة، كان التجاوب الشعبي قويا، وتحولت التعبئة إلى مسيرات شعبية بالأحياء.

و يوم 26 يونيو، هبت إلى الشوارع عشرات ألوف الكادحين و الكادحات و الشباب في مظاهرات شعارها الرئيس رفض للدستور معبرُُ عنه بصيغ مختلفة: ما مسصوتينش و ما مفاكينش – الدساتير الممنوحة في المزابل مليوحة- لا للدساتير في غياب الجماهير – يا مغربي يا مغربية الدستور عليك و علي مسرحية – الشعب يريد إسقاط الدستور .... ومن جديد دلت جماهير طنجة على تصدرها الحركة الكفاحية الجارية بحجم مظاهراتها الاستثنائي، و أبانت جماهير الدار البيضاء – حيث حظيت حركة 20 فبراير بمحاربة أشرس- عن مساندتها لمطالب الحركة بمشاركة عشرات الآلاف في الحي المحمدي [ انظر عينات من فيديو المظاهرات بموقع لكم http://www.lakome.com ]

وبموازاة الزخم الشعبي المقاطع، فشلت الدولة ومن يساندها في تنظيم مسيرة حقيقية واحدة داعمة للدستور. فحتى من لا يعبر عن استيائه بالمشاركة في مظاهرات المقاطعة ليس مستعدا للمشاركة في مهازل يُسخر فيها ذوو السوابق و الراغبون في مكافأة و أطفال يمرحون بالصياح و الرقص.

حتى الجهود التي تبذلها أحزاب الموالية للنظام، بقصد إقناع الشعب بقبول الدستور، ستعطي نتائج عكسية، لأنها أحزاب متسخة بأعين الجماهير، وقد قاطعتها بكثافة في انتخابات 2007 و 2009.

تخشى الدولة أن لا تجد من تصورهم بكاميراتها يوم الاقتراع لإنجاح عملية الكذب على نفسها، أما الأوصياء من قوى استعمارية مثل الاتحاد الأوربي و الولايات المتحدة التي تطبل للإصلاح الدستوري ، فترصد بطرقها الاستخبارية الدقيقة حقيقة المزاج الشعبي الذي تغير ببلدنا متأثرا بالثورات الشعبية بالمنطقة المغاربية و العربية.

بنجاح مظاهرات 26 يونيو تكون حركة 20 فبراير قد سفهت من جديد وسائل إعلام الدولة، و كل الأبواق الموالية لها تحت ستار "الصحافة المستقلة"، وكذا الأحزاب المدعية زورا للديمقراطية و للمعارضة.

و بنجاح مظاهرات 26 يونيو، وما سيلي من أشكال تعبير عن رفض الدستور فيما تبقى من أيام الحملة، تكون حركة 20 فبراير قد خلقت مصاعب إضافية لمهندسي التزوير بوزارة الداخلية، فرغم ما كسب هؤلاء من دراية في العقود السابقة، باتوا أمام وضع جديد حيث آلاف الجماهير الرافضة في الشارع، و فعالية التقنيات الجديدة في الاتصال و الإعلام – انترنت- التي تيسر فضح أساليب صنع النتائج.

لقد هيأت المظاهرات، وشتى صنوف النضال، التي شهدها بلدنا منذ يوم 20 فبراير المجيد شروط ارتقاء وعي قطاعات جديدة من الكادحين و الكادحات، لا سيما الشباب. هذه القوى النضالية الفتية، ومناخ التسيس العام، ضمان تقدم حركة النضال من اجل الديمقراطية و الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة.

و لا شك إعلان نتائج الاستفتاء مطلع الشهر القادم سيكون بداية شوط جديد من نضال حركة 20 فبراير وما يرافقها من حراك اجتماعي. هذا ما يضع على طلائع الكفاح ان تقوم بجرد الحصيلة، وتبيان نقاط القوة و الضعف، لاستجلاء آفاق تطوير الحركة وكفاحها.

رفيق الرامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن مصمم على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسر


.. شبح الحرب يخيم على جبهة لبنان| #الظهيرة




.. ماهي وضعية النوم الخاصة بك؟| #الصباح


.. غارات إسرائيلية تستهدف كفركلا وميس الجبل جنوب لبنان| #الظهير




.. إسرائيل منعت أكثر من 225 ألف عامل فلسطيني من الوصول لأماكن ع