الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احنا الدمرنا الوطن !!

ايفان الدراجي

2011 / 6 / 28
كتابات ساخرة


تعرضت حزيران الماضي للتهديد والقمع على يد (هكر) قاموا بإيذائي فقد اخترقوا حساباتي وحاسوبي الشخصي وزرعوا فايروساً اتلف جميع ملفاتي، هددوا بمحو مدونتي الخاصة! قالوا إن أفكاري مجنونة مسمومة ستدمر المجتمع ! فما هي أفكاري؟
أود ان أعرب عن استغرابي أولا بهذا (الهكر)، مّن عليه الله بالعلم والمعرفة فيسخّرها لأذية الناس وإتلاف الممتلكات الخاصة؟ عوضاً عن خدمة الناس وتسخيرها للخير ونشر العلم ؟ لكننا كذلك، فنحن نبادر بالسيئة دائما دون الحسنة. نضّر ونؤذي الآخر لا نساعده، فـ (أحنـا الــدمرنا الوطن) !
بدلا من أن نتكاتف ونجتمع لتنظيف شارع حيّنا فإننا نملأها بأنقاض ما بعد البناء وترميم منازلنا، نعوض على البلدية برفعها والبلدية بدورها تعوض على (شركة جيفرا في البصرة) لرفعها والشركة تقول انها ليست من ضمن صلاحياتنا.. تدمر الشارع. أما المجاري التي اذا ما فتئت تغرق الشوارع فانها تتلف الاسفلت وتتسبب بتصدعات (طسّات) كبيرة تشوه الشارع وتكون عقبة على السيارات!! الله يرحم الشارع إذن.. فلماذا لا نقوم بإصلاحها منذ البداية قبل ان تدمر الشارع الذي هو امام منزلك والذي ستتضرر سيارتك انت بسببه وتعيقها (الطسّات)؟ لماذا نندب ونلوم الحكومة ودوائر الدولة بحيث اننا المتضررون الوحيدون؟ لأكثر من سنة وانا امر بأحد الشوارع بطريقي للعمل، هناك جذع نخلة مقطوع ومرمي على قارعة الطريق، الجذع وجد له صديقا قبل أشهر قليلة فصارا جذعين، والجذعان صارا ثلاثة! ثلاثة جذوع نخل كبيرة تقطع طريق وشارع حيوي منتصف المدينة والبلدية كل يوم ترفع القمامة حوله ولا تحركه ساكنا! من المسؤول عن رمي هذه الجذوع بهذا الشكل وبهذا المكان؟ هل سيّكلفنا ان رفعناها ورميناها خارج المدينة؟ بالحديث عن القمامة ما استغرب له بل وما يدهشني هو ان الناس يرمون بقمامتهم على الرصيف وحول الحاويات! غريب امور عجيب قضية! لما لا يرمونها داخل الحاوية المخصصة لها؟ لما لا يساهم كل فرد منا بتنظيف الرصيف امام منزله وبهذا سينظف الشارع باكمله والمدينة تباعا؟ أليس أفضل من بعض الممارسات التي ترفع الاعلام واللافتات و..لا اريد التطرق للامر فكل لبيد بالاشارة يفهمُ. النظافة من الايمان دون ادنى شك والمحافظة عليها خيرٌ من بعض تلك الممارسات فهي لنا اولا واخيرا ولراحتنا وصحتنا.
وحين يقوم الجيش (حفاظا على الأمن!) بغلق احد المنافذ او الشوارع باستخدام حواجز كونكرتيه أو (بلوكات، تنكات، شجرة ميتة) فانه يتركها محلها حيت تنتهي مهمته ويركنها المارّة من عامة الناس جانباً وها قد أُضيف منظراً خلاباً آخر للشارعٍ!!
للاسف السلبية والممارسات الكسولة كرمي الأوساخ من نافذة السيارة وبالأسواق والطرق العامة، شبكات الاسلاك العنكبوتية التي تتدلى من اعمدة الكهرباء والتي تشير لتجاوزات تكون خطرة وتتسبب بتماس وحرائق اغلب الاحيان، عدم احترام انظمة وقوانين المرور التي تؤدي بحياتنا وتكون خطرا على حياة الاخرين، الاعلانات والملصقات التي تملأ الشوارع والساحات وتبقى الى الأبد حتى بانتهاء مفعلوها ومناسبتها، إتلاف الأرصفة والشوارع بحثا عن الأنابيب الرئيسية للمياه (طيب ارجع ادفنها للحفرة!)، كل هذه الممارسات وغيرها هي طرق سهلة ومختصرة نعم ( حتى نمشي الحياة) لكن مردودها سلبي جدا وخطر علينا نحن بالتحديد.. لايجب ان ننتظر من الحكومة ان تفعل كل شيء، هناك اشياء يجب ان نفعلها وممتلكات عامة يجب ان نحافظ عليها.. لو ان كل فرد قام بابسط هذه الامور من تلقاء نفسه، ولو عشرة افراد بكل منطقة (نعيش بخير). الهند قاومت وحطمت اقتصاد بريطانيا العظمى عندما صنعت ملحها ولبست الثياب التي غزلها ابنائها ورفضت السلع الاجنبية بزمن غاندي فكانت تلك الطرق والآليات البسيطة القشة التي قصمت ظهر البعير. لماذا نشجّع السلع الاجنبية على مساؤها ومضارهّا؟ ونحن نعرف ان مصادرها غير موثوقة واغلبها مغشوشه؟ لماذا نصدّر فواكهنا وخضارنا وأسماكنا ولحومنا وووو.. لدول الجوار من اجل حفنة دولارات ونستبدل خيرنا بفتاتهم وفضلاتهم. انهم يستغلونا (دول الجوار) ويحطمون اقتصادنا وصحتنا وحتى مفاهيمنا؟ فلما نأخذهم بالأحضان لا نفتح لهم الباب فحسب؟ لو ان بعض التجار والمزارعين توقفوا عن بيع خيرات البلد واستيراد (زبالتهم) لـ (عشنا بخير).
تسهيل أمر : هذه العبارة السحرية المعروفة لدى موظفي دوائر الدولة التي يشعرك بها بضرورة (دفع رشوة) ولو (رصيد موبايل) لغرض اكمال معاملتك. وللاسف مجددا نحن من شجعناهم على هذا. لو ان كل واحد فينا او بعضنا رفض اعطاء هذا وذاك وابلغ عنه الجهات المختصة لما عمّ الفساد دوائر الدولة.. فهذا واجبه كموظف حكومي (ياخذ راتب وغصبن عليه يخدم المواطن ويشوف شغله) .
ربما المائة ألف دينار كثيرة لكن، ما قيمة الألف دينار لديك؟ ليست بالقيمة الكبيرة لو ان عدة أشخاص (جمعّوها) فيما بينهم وساهموا بتصليح وترميم سقف بيت لأيتام او شراء حاجياتهم الضرورية من ملابس او مستلزمات غذائية ولو مرة بالأسبوع. أليس هذا أكثر ثوابا وأجرا من ان تسير على قدميك الى مدينة اخرى؟ اوصانا ربنا باليتيم والفقراء والمساكين ومساعدتهم هي الدين والعبادة بعينها وليس هناك من شك بذلك. لكننا للاسف نسيناهم بل وسحقناهم وحولناهم الى مجرمين ولصوص وفاسدين... وبالآخر (نجي نلوم ونعتب ونتذمر منهم) .
بالنسبة لي كإنسانة منّ عليه الله بالعلم والثقافة والوعي، فأنا لا أرمي الأوساخ بالشارع، ولا من نافذة السيارة ولو اضطررت الاحتفاظ بها في حقيبتي حتى اجد حاوية أو أعود بها للبيت! طبعا كثيرون هم من يضحك عليّ ويستهزأ بي لكنني ارفض أن أكون (غبية) مثلهم بل ارتقي لشخصي وسلوكي الحقيقي بالمجتمع وممارساتي بالحياة، لأني بهذا أحاكي ثقافتي وأطبق مبادئي في الحياة لا اخذلها واكتفي بالتنظير بها فقط، فالثقافة محاكاة وسلوك وليس عدد الكتب التي قرأت! ارفض (تسهيل الأمر) الذي يعرضه عليّ الموظفين، أرفض أن أتجاوز و (اسحب خط كهرباء من الشارع المقابل) ، أساعد الفقراء والمتسولين بما اقدر عليه، أحاول شراء المنتجات الوطنية (هي وينها؟ يعني لو يشتغل معمل أو ثنين مو كانت انحلت جزء من مشكلة البطالة؟) والخضار والفاكهة العراقية، أساهم في حثّ وتوعية الناس رغم الانتقادات والهجوم تارة (كما فعل هذا الهكر) أو الاستهزاء تارة أخرى .. لان هذا جزء من هويتي وشخصي.. لان هذا وطني.. وطننا جميعا .. وعلينا نحن الحفاظ عليه.
هذه هي أفكاري ومبادئي. فهل استحق القمع والمعاقبة عليها؟ هل هي حقاً ستدمر المجتمع؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي