الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 6 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لا يصح أن تكون وظائف البعض ، أو خلفياتهم التعليمية ، أو الوظيفية ، بمثابة رداء حصانة يقيهم سهام النقد المحايد المتوازن .
فمثلما ننتقد رجال الدين الذين يسيئون إلى وظائفهم ، و يميتون ضمائرهم ، طمعاً ، فنشهر بهم ، و نطلق عليهم : فقهاء السلطان ، و فقهاء الدينار ، و حديثاً : فقهاء الدولار ، فإن لنا أن ننتقد أعضاء السلطة ، و رجال القانون ، بما فيهم القضاة .
الأستاذ الدكتور يحيى الجمل ، الفقيه القانوني المعروف ، و الذي يكاد أن يكون قد تلون بكل لون سياسي ، و الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة المجلس العسكري الحاكم ، واحد من هؤلاء الفقهاء القانونيين الذين أماتوا ضمائرهم ، أو باعوها ، ثمناً للمنصب .
الدكتور الجمل ، و كما نُشر في جريدة الأهرام - لسان الأنظمة الحاكمة منذ عهد هيكل و لليوم - في موقعها على الإنترنت في الثامن و العشرين من يونيو 2011 ، أضفى على المجلس العسكري الحاكم صفة الشرعية الشعبية الثورية ، و إعتبره إنه يحكم بناء على إختيار الشعب .
الدكتور الجمل تعامل مع التاريخ ، الذي لم يمض عليه بعد مائة و خمسون يوماً ، بنفس إسلوب كل منافقي السلاطين ، فغالط التاريخ الذي يعرفه كل مصري وطني ، التاريخ الذي يقول : أن المجلس العسكري الحاكم حالياً لم يأت بناء على شرعية شعبية ثورية ، فلم يهتف الشعب مطالباً به ، بل إنه جاء بناء على قرار من مبارك ، و عمر سليمان ، و لو رجع الدكتور يحيى الجمل للتاريخ لعرف أن عمر سليمان ، في الأيام الأخيرة من حكم مبارك ، وضع الشعب المصري بين خيارين كلاهما مر مذاقه كطعم العلقم ، و هما : القبول بحكم مبارك ، أو بإنقلاب عسكري .
المجلس العسكري الحاكم يا دكتور هو ذلك الإنقلاب الذي هدد به عمر سليمان الشعب المصري .
الشعب عندما هتف في مساء جمعة الغضب الحاسمة ، لم يهتف للمجلس العسكري الذي لم يكن أتى بعد للسلطة ، بل للجيش المصري ، و لزوال عهد إستبداد الشرطة الدموي القذر ، و عندما إبتهج في مساء الحادي عشر من فبراير فإنه إبتهج فرحاً بسقوط مبارك ، و ليس لقدوم المجلس العسكري ، فلا تخلط الحقائق يا دكتور يحيى ، أم إنهم لقدرتك على قلب الحقائق إختاروك ؟؟؟
المجلس العسكري هو صنيعة مبارك ، و سليمان ، فهما اللذين إختارا أعضائه ، و هما اللذان سلماه السلطة التي يمسك بها للآن ، و يستعملها في البطش بخصومه - أي بأنصار الثورة - و كل الدلائل المستقاة من سلوكيات المجلس العسكري الحاكم في أكثر من أربعة أشهر مرت منذ حكم مصر تدل فعلاً على إنه موالي لمبارك ، و لعمر سليمان ، و ليس للشعب ، الذي إدعيت يا دكتور يحيى إنه هو الذي أتى به .
يكفي أن نتذكر أن المجلس العسكري الحاكم لم يقرر تقديم مبارك للمحاكمة إلا بعد ضغط شعبي ، و يكفي أن نلاحظ التدليل الذي يعامل به مبارك منذ سقط و لليوم ، و أن نقارن ذلك بالمعاملة القاسية التي يعامل بها المجلس العسكري أنصار الديمقراطية ، و العدالة ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة تسجيل صوتي لكاتب هذا المقال بعنوان : حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة ، و يوجد في قناة حزب كل مصر في يوتيوب :
allegyptparty .
مبارك في مستشفى في شرم الشيخ ، و ذلك بعد ضغط شعبي هائل ، بعد أن كان يقيم في قصر في نفس المنتجع و تأتيه أطعمته المفضلة من أوروبا بالطائرة ، و حالياً التقارير تتدفق عن خطورة حالته الصحية ، للتمهيد للعفو عنه ، فأغسطس يقترب ، و الحمار لم ينفق بعد ، و الشعب لم ينس حقه في القصاص ، و في مقابل المعاملة الحنونة التي يعامل بها مبارك فإن المحاكم العسكرية تقام لأنصار الديمقراطية ، و العدالة ، و قانون الطوارئ لازال مسلط على رقاب الشعب ، و لا ننسى جريمة الكشف عن عذرية الفتيات المعتقلات ، و التي تذكرنا بأساليب عهد مبارك القذر .
المجلس العسكري لا يستند على أية شرعية شعبية ، سواء حين أتى للسلطة ، أو للآن ، و هو يدرك ذلك جيداً ، لذلك نراه يتمسح ، و يتشبث ، بالصفة العسكرية ، ليلصق نفسه بالجيش ، كما حاول مبارك في أيامه الأخيرة في السلطة ، متجاهلاً إنه بمجرد تسلمه السلطة من مبارك ، و سليمان ، سقطت عنه صفته العسكرية ، و غدا كيان سياسي ، و قد أوضحت ذلك في مقال سابق هو : إننا ننتقد سياسات كيان أصبح سياسي ، و يوجد المقال كتسجيل صوتي في قناة حزب كل مصر في يوتيوب بنفس العنوان .
الآن يجب أن نسمي السلطة بمسماها الحقيقي ، فلا يكفي الشرح السياسي .
الآن يجب أن نفصل في التسميات التي نستعملها بين النظام الحاكم حالياً ، بكل جرائمه التي إرتكبها بحق الشعب المصري ، و التي سيرتكبها في المستقبل ، و بين جيش مصر الباسل ، الذي هو مؤسسة وطنية راسخة نابعة من الشعب .
إنه نظام طنطاوي ، أو بقول أكثر دقة : نظام طنطاوي - سليمان .
طنطاوي لا يمثل نفسه فقط ، بل إنه يمثل أيضا المجلس العسكري ، و لكن بالطبع لا يمثل هو ، و لا المجلس العسكري بكامل هيئته ، الجيش المصري ، أما سليمان فإنه بالإضافة لشخصه يمثل أيضاًَ المخابرات السليمانية ، و التي لا تستحق أن نطلق عليها المخابرات العامة المصرية .
طنطاوي ، و رفاقه ، في الصورة ، يرتدون الحلل العسكرية في محاولة لإضفاء الشرعية على نظامهم الإستبدادي ، و من وراء الستار عمر سليمان ، و مخابراته ، يخططون للإلتفاف على الثورة ، و قصة المجلس العسكري ، أو طنطاوي و رفاقه ، جزء من ذلك المخطط ، مثلما البرادعي ككمثل إجباري للمعارضة غير الإخوانية ، و مثلما عمرو موسى كرئيس محتمل ، و مثلما التحالف مع الإخوان ، أجزاء من ذلك المخطط الخبيث .
من الآن يجب أن نتوقف عن إستعمال مصطلح المجلس العسكري ، و أن نستخدم بدلاً منه المسمى الصحيح : نظام طنطاوي ، و الأدق نظام طنطاوي - سليمان .
من الآن يجب أن نسقط عنهم كل وصف قد يضفي عليهم أية شرعية ، خاصة لو كان الوصف ، أو المسمى ، زائف ، و مضلل .
طنطاوي و رفاقه ، لا يمثلون الجيش ، بل هم جزء من مخطط الإلتفاف على الثورة .
من الآن يجب أن نستعمل المسميات الصحيحة حتى لا نضفي حصانة زائفة على نظام إستبدادي .

ملاحظة تعد جزء من المقال : بالنسبة لمقال : إنه إسفين بين الشعب و جيشه ، فقد نشر في السابع و العشرين من مارس 2007 .
رسالة لأعضاء حزب كل مصر ، و مؤيديه ، تعد هي الأخرى جزء من المقال : سيأتي الوقت الذي تسمع فيه الجماهير صوت حزب كل مصر ، فالتكميم ، و التعتيم ، الإعلامي الممارس بحقنا منذ سنوات ، و إلى اليوم ، ستكتب له نهاية ، نعمل أن تكون قريبة بإذن الله .

المنفى القسري ، و القمعي : بوخارست ، رومانيا
28-06-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا