الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة العربية لا تحتمل الفشل

جورج حزبون

2011 / 6 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



منذ مطلع العام ، والحراك الاجتماعي والسياسي يتفاعل في إنحاء الوطن العربي ،ولغاية ألان لم تستقر الأمور في آي من تلك البلدان ،او لم تستطع أي من تلك الثورات حسم الصراع، بغض النظر عن المسميات لذلك الحراك ، كان انتفاضة أو ثورة ، الا أنها جميعاً لم ترفع شعاراً مركزياً سوى (( الشعب يريد إسقاط النظام ))وقد جاء في سياق الحراك المصري وأخذته باقي التحركات ، ولم نقرأ أي برنامج سياسي ، ولم نتطلع على اي شعارات جذرية ، وكان الحركة اقرب الى العفوية الجماهيرية ، ولكن العفوية قد تنطلق ولكنها لا تملك قوة الاستمرار العفوي ، فقد تبتلعها التيارات الجارفة المتعددة الأوجه، ولعل إطالة الزمن دون تحقيق هدف كامل ، قدم للأنظمة مجالاً أوسع للمناورة .
ولأهمية مصر وسوريا ، فان التركيز في البحث حول هاتين الدولتين يكتسب معنى خاصاً ، من حيث تأثيرهما السياسي والثقافي وثقلهما العسكري والاقتصادي أيضا ، إلى جانب وقوع الدولتين في قلب الشرق الأوسط ، وفي تقاطع طرقه الإستراتجية ، وهما الدولتين المركزيتين في الصراع مع إسرائيل ، سواء بالحرب او بالسلام ، وعلى قاعدة وضعهما السياسي سيتقرر أمر القضية الفلسطينية التي تقارع السلطة الوطنية فيها منفردة اعتي احتلال استيطاني ،والتي وصلت إلى مرحلة لم يعد ممكناً الاستمرار فيها دون إقامة الدولة المستقلة وإنهاء الاحتلال الأخير بالتاريخ ،ودخول المنطقة مرحلة جديدة تحتاجها شعوبها من التنمية إلى الحرية والديمقراطية ، او الى ضرورة الانتقال بهذه المنطقة إلى صيغة الشرق الأوسط الجديد ، الذي يستوجب أيضا إنهاء احتلال إسرائيل ولكن بكيفية معينة ، حتى يكون مجالاً حيوياً لحركة الشركات الفوق قومية ، ورأس المال المالي المأزوم ، الذي يحتاج للخروج من أزمته لخلق أسواق تسمح له بحرية حركة ومنطقة تملك أسواقا استهلاكية بفعل أنماط أنظمتها وحكوماتها ،وتملك الاحتياط الاستراتيجي من النفط والغاز والأيدي العاملة رخيصة الأجر ، وقد حاولت أميركا في بداية ولايتها الإمبراطورية مطلع الخمسينات من القرن الماضي من تمريرمشاريع وخطط للهيمنة ، أسقطتها حركة التحرر العربي والقيادات الوطنية ، سواء مشروع / إيزنهاور/ أو حلف بغداد او الخطة ( اوميغا ) وغيرها .
ولقد أدت مصر وسوريا دور المتراس الأول لمواجهة مخططات الهيمنة والتي جعلت الزعيم جمال عبد الناصر يدعوها ( بالاستعمار الجديد ) ، وهذه مصر اليوم تخوض صراعاً داخلياً من اجل الاستقرار السياسي و الاجتماعي والاقتصادي ، وتواجه في سبيل ذلك معوقات كبيرة ، لم يكن اسقط النظام أصعبها ، ومع غياب الطليعة السياسية ، وتعويم الثورة ، وتحرك القوى الماضوية سواء الدينية او أيتام النظام البائد ، فإنها سمحت للطامعين بحرية اكبر في التحرك ، فان استمرار الهاء مصر بالطائفية ، وحركة السلفين والإخوان ورأس المال المالي ، لا يمكن ان يبقى العالم ينتظر حتى يتكرم الإخوة المصريون من انهاء ثورتهم وترتيب بيتهم ،حتى يقدموا مشاريعهم الاحتكارية والاستغلالية وبالتأكيد السياسية ، الى جانب ان هذا المناخ يضعف قدرات البلاد ويشتت المعنويات والهمم ، وهذا أفضل مناخ ممكن لتتسرب قوى تملك تلك المخططات جاهزة لكنها تحتاج الى مصر ضعيفة قد يكون تحريك الصراع الطائفي أهمها ، وإدخال البلاد الى ما يشبه حرب أهلية تسمح بتدخلات ليس اقلها اضطرار الجيش للانقلاب على السلطة وإقامة نظام يضبط حركة الشارع ويحقق الأمن الذي سيصبح الهاجس الأول للمواطن ،وبعدها تصبح مصر بلداً منكفئا على نفسه منسحباً من محيطه وبذلك تكون قد حققت النبؤة ، وليست عمليه لفت الانتباه للدور الإسرائيلي والحديث عن اعتقال جواسيس في مواقع الثورة ، وعن متابعة إسرائيل بالتجسس على الاتصالات الهاتفية ، الا جزء من مخطط لفت الانتباه الى جوانب أخرى تكون من مهام إسرائيل في هذه المرحلة ، غير متابعة مهام الثورة ، وإبعاد إمكانيات الحسم ، والعودة الى مقولات الأمن الداخلي ثم الطوارئ !!!
ومتابعة مواقيت سوريا التي اجتازت مئة يوم من الصراع الذاتي ، أمر يثير الكثير أيضا من الهواجس ، وليس دفاعا عن النظام السوري والمعروف بالاستبداد والظلم ، إنما دفاعا عن سوريا الشعب والموقع والدور ، فهذا البلد ليس مركز الشرق الأوسط ، فهو في قلبه ، ولا تستطيع مصر ان تؤدي دورها القومي خارج وبعيداً عن سوريا ، وهذا البلد التي عاش في الخمسينيات والستينيات حركات انقلابية متوالية ، تبين إن الكثير منها كان بإيعاز وتمويل من مخابرات أجنبية وان احد هذه الانقلابات كان بتمويل من شركة نفط ( التابلاين ) ، وكل ذلك كان لهدف أخراج سوريا من معادلات الصراع القومي وإبقائها ضعيفة للسيطرة عليها لصالح إسرائيل شرطي الشرق الأوسط ، وحامية المشروع الامبريالي الأمريكي .
ومرة أخرى تغيب الطليعة السياسية عن الحراك في سوريا مما يسمح للنظام بالتشكيك ، وللكثيرين بالاجتهاد ، فإذا كنا نرغب في إسقاط النظام وانجاز الحرية ، فما هو البديل ؟! فقد أثارت تركيا هواجس وكوامن ليس اقلها أيام حلف بغداد قيام قادتها بالمساعدة على تسويق ذلك الحلف ، وليس مجرد إطماع سليمان ديميريل في الموصل وكركوك ونقطها او في إقامة سدود على مجرى دجلة والفرات دون ترتيب مع سوريا والعراق ، بالطبع لا يعني ذلك بالضرورة وضع تركيا موضع الاتهام ، ولكنه موضع الحذر والحيرة ، فليست إعداد اللاجئين ما يسمح بهذا التوتر ولكن سوريا الخارجة ( قصراً ) من لبنان والمتحالفة مع إيران تلك الدولة صاحبة مشروع ديني معلن ، والتحالف مع الحركات الدينية في لبنان وفلسطين وتشجيع إقامة أمارة إسلامية في غزة ، كل هذا يضع استفهام كبير على موقع النظام السوري المصر على انه تقدمي وقومي ؟ !!ومعروف مدى تمادي أجهزة المخابرات السورية على الشعب ، وأساليب القمع ، والتعذيب في السجون وأبرزها سجن ( تدمر )وهذا جميعه لا يتفق على ان سوريا بذلك هي قلعة صمود وكفاح ، وأيضا لا يتفق الحراك الجاري بعنوان إسقاط النظام مع الاهتمام بالدور العربي المتقدم لدولة سوريا ، ومن الحق ان تثير هذه التساؤلات مع الأخذ بالاعتبار التحرك السياسي الذي اخذ يظهر للدور السعودي الذي لا يبتعد عن كونه دوراً رجعياً ومتوافقاً مع أميركا التي تعد له ترتيباً خاصا بعد ان يؤدي دوره في تنفيس قوى الثورة العربية ، وأيضا ما بدء يبرز من دور أميركي مبرمج للوضع اليمني ومحاولات تقسيم ليبيا بذرائع غير مقنعة عن الإمكانيات المالية وضرب الناتو للمدنين وغير ذلك .
أن امتداد ما هو جار إلى هذا الزمن والذي يظهر إن إمامه مدة أطول يذكر بمقولات ( الفوضى الخلاقة ) التي كان يدعو لها المحافظين الاميركيين ، مع كل الأماني الطيبة الا إن عدم قيام ثورة طليعة ذات برنامج واضح ومحدد ، يسمح بكل الاحتمالات !!! وهذا ما حصل تاريخيا مع الكثير من الثورات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في