الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمات في الديمقراطية والليبرالية والعدالة الاجتماعية كما يراها حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري

محمود محفوري

2004 / 11 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الديمقراطية والليبرالية السورية مفهومان جديدان إلى حد ما على الواقع السياسي؟ هل نعني بالليبرالية الخصخصة المطلقة وإطلاق يد قوى رأس المال الجديد غير المشروع الذي تراكم من خلال فساد إداري اقتصادي من خلف ظهر الشعب السوري لتستولي على مفاصل الاقتصاد وتنقل الوطن إلى مرحلة الاستيلاء على السلطة السياسية لتشرع بالطريقة التي تشاء سلوكها في النهب عن طريق إجراءات سياسية مناسبة؟ بالتأكيد ليس بين السوريين إلا قلة قليلة - إن وجدت - ممن يؤمنون أو يطمحون إلى هكذا نهج أو مسلك سياسي اقتصادي اجتماعي. إن النهضويين في حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري هم وطنيون ديمقراطيون يؤمنون بالعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وحماية مصالح الشعب بكل طبقاته وفئاته الاجتماعية. فالنخبة الوطنية تعلم أن الوطن لا يقوم على مراعاة مصلحة فئة اجتماعية واحدة وإهمال مصالح عامة الناس. إن إشاعة الديمقراطية في الاقتصاد تعني إتاحة الفرصة لكل الفعاليات الاقتصادية الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة وللقوى العاملة بالتمتع بحق النشاط الحر وحماية حقوقها تحت مظلة قوانين اقتصادية عادلة ومتجددة وفقا لكل تطورات جديدة تحدث. وكذلك تعني وجود نقابات مهنية تدافع بالدرجة الأولى عن مصالح منتسبيها لتشكل توازن في معادلة العلاقات بين أرباب العمل والعاملين.
إن دمقرطة الحياة الاقتصادية تقتضي تشكيل نقابات مهنية تغلب مهنيتها بالدرجة الأولى حرة غير مسيسة هدفها الأساسي الدفاع عن مصالح منتسبيها التي هي حكما جزء من مصلحة الوطن، والتي بالتأكيد ستكون سند قوي في الدفاع عن الوطن ومصالح الشعب لو تعرضا لخطر ما. إن الحركة النقابية الحرة كانت دائما في المواقع الأمامية في الدفاع عن أوطانها وفي دعم مصالح الشعوب المغلوبة. كلنا يعلم ما لعبته وتلعبه الحركات النقابية في العالم الديمقراطي من أدوار في حماية مصالح منتسبيها وكذلك في التضامن مع الشعوب المغلوب على أمرها.
إن حركة نقابية وطنية جديدة سوف تكون عضد قوي في تكريس منظومة ديمقراطية وطنية تحمل كل التراث الايجابي للعمال السوريين وتساعد في دعم الجهود لتحقيق عدالة اجتماعية اكبر يستحقها الشعب السوري.
لا يمكن لأحد أن يغفل أن تحقيق الديمقراطية في المجتمع السوري يجب أن يقترن بتحقيق عدالة اجتماعية اكبر وتكافؤ في الفرص أكثر تقدما.
علينا أن ندرك أن السبيل الأسلم لحماية الوطن من الأخطار الخارجية المحدقة أن يتم اتخاذ كل الإجراءات التي تتيح تعبئة قوى الشعب السوري كاملة من خلال تياراته القومية والاشتراكية والدينية والديمقراطية الاجتماعية والليبرالية بكل أطيافها وكذلك من خلال نقابات مهنية حقة تدافع عن مصالح منتسبيها ومن خلال منتديات ثقافية واجتماعية وأي تشكيلات أخرى موجودة. كل ذلك يجب أن تضمنه نصوص تشريعية تجعل من يهتم بالشأن العام مطمأن إلى أن عمله الاجتماعي التطوعي ليس تحت طائلة القانون أو خارجا عن القانون. إن ما يكتنزه شعبنا من طاقات مهدورة لا يجوز أن تغفل، وما يكتنزه من حب للوطن وللعدالة الاجتماعية لا يجوز أن يهمل. إنها طاقة عظمية كامنة يجب أن تستغل من أجل عملية نهضوية تنويرية تجديدية تقود إلى ازدهار الوطن والشعب، فالوطن لكل أبنائه بكل فئاتهم ويقوم على الجميع فليتكاتف السوريون من اجل غد أفضل لسورية الحبيبة.
د. محمود محفوري : رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ