الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنون ارتفاع الأسعار المتواصل يزيد قلق المجتمع الدولي بشأن اليمن

عارف علي العمري

2011 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كل يوم تشرق فيه شمس الضحى مداعبة الأشجار على سفوح الجبال وبطون الوديان في ارض السعيدة, تولد أزمة اشد من سابقتها, وكل سنة تمر يشهد " الريال " تراجعاً مخيفاً أمام العملات العالمية, كل يوم يطل على الحياة في اليمن تزداد نسبة الفقراء وترتفع معدلات البطالة , ويخلق الفقر آلف وسيلة لاسواء إشكال العمالة المبكرة, والتسول على أبواب المنازل والمحلات التجارية وتحت قباب المآذن , وعلى الأرصفة والطرقات, وكل عام هو زيادة في الكوارث والأزمات.
لم تكن اليمن في منأى عن الأزمات , أو حتى بعيداً عن نيرانها, بل إنها أزمة تتلوها أخرى, ولايعرف اليمنيون حالة استقراراً تامة منذ عقدين من الزمن , لقد عصفت بهم نيران " الإصلاحات الاقتصادية " أو مايسمى في المصطلح اليمني " بالجرع " التي تبنتها الحكومات المتعاقبة منذ تولى عبدالكريم الارياني رئاسة الوزراء في النصف الثاني من عقد التسعينات وحتى اليوم, وخلفت تلك الإصلاحات العديد من المشاكل الاقتصادية لعل أبرزها ارتفاع البطالة إلى أكثر من 45% وتزايد مؤشر الفقر إلى حوالي 67% , إضافة إلى انخفاض الموارد الطبيعية في مقابل ارتفاع نسبة النمو السكاني.
اليوم وبعد خمسة أشهر من اندلاع الثورة الشبابية أصبح الاقتصاد اليمني على شفا الانهيار, وخصوصاً مع توقف الإيرادات وإحجام الدولة عن القيام بمسؤولياتها في كثيرٍ من القطاعات, وحسب الدكتور الميتمي فان اليمن تحتاج إلى ملياري دولار خلال الستة الأشهر القادمة لتوفير الخدمات العامة الأساسية, وإعادة الحياة إلى شكلها الطبيعي.
جنون ارتفاع الأسعار
الأزمة الاقتصادية الحالية التي تضاعفت معها معاناة الناس, وتدهورت معها الكثير من الخدمات وخصوصاً الخدمات الصحية والتي ترتب عليها انقطاع الكهرباء عن محافظة الحديدة ومدينة معبر الواقعة في طار محافظة ذمار’ والذي تسبب في وفاة العشرات من الأشخاص جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المرافق الصحية.
إضافة إلى ذلك فقد الريال اليمني 20 في المائة من قيمته أمام الدولار, مما ترتب عليه ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الأساسية بنسب تراوحت مابين 20% إلى 40%, وارتفاع أسعار المحروقات في السوق السوداء إلى 250% حيث قفز سعر الدبة 20 لتر من 1500 إلى 5000 ريال , وذلك عقب توقف إنتاج البلاد من النفط نتيجة لتفجير أنابيب من قبل جماعات مسلحة يُشك في تبعيتها للحزب الحاكم’ وهو ماترتب عليه ارتفاع أجور النقل بصورة خيالية.
وقد قفز سعر كيس السكر وزن خمسين كيلوغرام إلى 11 ألف ريال (50 دولارا) من تسعة آلاف ريال قبل الأحداث في حين صعد سعر الدقيق إلى 5400 ريال مقابل 4500 كما زادت أسعار حليب الأطفال والسمن وغاز الطبخ بنسب متفاوتة, وقد أدى ارتفاع سعر صرف الدولار وتدافع الناس على شراء هذه السلع وتخزينها، بعد أن كشفت وزارة التجارة والصناعة أن المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق اليمنية تكفي الاستهلاك لفترة تتراوح بين 4 و6 أشهر، إلى ارتفاع أسعار تلك السلع.
اضافة الى ذلك فقد قال مسؤول حكومي كبير يوم الثلاثاء الماضي أن اليمن خسر إيرادات تقدر بنحو مليار دولار نتيجة لتوقف خط الانابيب النفطي الرئيسي في البلاد عن العمل.
وقال المسئول لرويترز "يخسر اليمن نحو عشرة ملايين دولار يوميا نتيجة توقف الانتاج والتصدير منذ منتصف مارس, وأضاف المسؤول أن الدولة التي يبلغ تعدادها نحو 23 مليون نسمة تعتمد على صادرات النفط لتمويل ما يصل الى 70 بالمئة من ميزانيتها.
مساعي دولية لإنقاذ الاقتصاد اليمني
وفي الوقت الذي تحدثت أنباء مؤكدة عن تجميد بريطانيا والولايات المتحدة كافة معوناتها ومساعداتها لليمن بشكل نهائي ، أكدت صحيفة الوسط في عددها الأخير الصادر الأربعاء قبل الماضي أن مساعى أمريكية وأوروبية تجري حاليا على مستوي دولي لإنقاذ الاقتصاد اليمنى بعد مرحلة صالح, وذكرت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن جهودا أمريكية وأوروبية تسعي إلى إنقاذ الاقتصاد اليمنى المتهالك, واشارت الصحيفة نقلا عن المصدر الدبلوماسي الأجنبي الموثوق أن المملكة العربية السعودية تعهدت بتقديم معونة مالية لليمن بعد صالح تقدر ببليون دولار كدعم لعملية التنمية في اليمن بالإضافة إلى كمية النفط البالغة 3 ملايين برميل قدمت مجانا لحل الأزمة في المشتقات النفطية وتعود عائداتها لخزينة الدولة.
السفارة الأمريكية بصنعاء قدمت معونات غذائية إلى اليمن بقيمة 10 مليون دولار، قدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبرنامج الغذاء العالمي, وقالت السفارة في بيان لها إن هذه المساعدات الغذائية، التي تحتوي على الدقيق والفاصوليا وزيت الطهي، ستعمل على الاسهام في دعم 416،000 شخص في صعدة ومنطقة حرض في حجة.
وأضاف البيان الذي نشره موقع " نيوز يمن " إن "المواد الغذائية وقدرها 6،300 طن متري ستسهم في عملية برنامج الغذاء العالمي "للمساعدات الغذائية الطارئة للأشخاص المتضررين من جراء الصراع في شمال اليمن" - وهو برنامج يهدف إلى تلبية احتياجات الأمن الغذائي لنحو 300،000 من النازحين المحليين وأكثر من 100،000 شخص من المتضررين جراء الحرب في المحافظات الشمالية في اليمن.
يشار إلى أن السفارة الأمريكية، قد أشرفت وحتى هذا الوقت من العام، على تخصيص قرابة 35$ مليون دولار لليمن لمشاريع الحالات الطارئة والإنسانية.
أحزاب اللقاء المشترك كانت قد حذرت من أسمتهم "بقايا النظام الأسري" من الإستمرار في المعاقبة الجماعية للشعب اليمني عبر إصطناع الأزمات الإقتصادية وقطع الطرقات وحصار المدن وإخفاء المشتقات النفطية ومضاعفة الإطفاءات الكهربائية والتسبب بالحرمان حتى من مياه الشرب ووفاة المرضى بالعديد من مستشفيات الحديدة ومعبر وتهديد حياة عشرات آخرين.
وسخرت أحزاب المشترك من إستمرار بقايا النظام في تضليل الرأي العام بشأن المتسببين في إرتكاب هذه الجرائم الجماعية لمعاقبة الشعب الذي ثار ضد النظام ورفض بقائه وتوجيه الإتهامات للآخرين, كعادته ومحاولاته البائسة في التنصل عن المسئولية في إرتكاب هذه الجرائم الجماعية.
وجددت أحزاب المشترك مطالبة من أسمتها بالعصابة المارقة عن إرادة الشعب ومطالبه المشروعة بالتوقف عن إرتكاب مزيداً من الجرائم والرضوخ لإرادة الشعب وتسليم السلطة.
وجددت التأكيد على أن إنعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي وقطع الطرقات وتصاعد وتيرة الاطفاءات الكهربائية وماترتب عليها من أزمات في المواصلات ومياه الشرب وإرتفاع أسعار السلع الأساسية هي مجرد أزمات يفتعلها بقايا النظام, كعقوبة جماعية للشعب اليمني على مواقفه الرافضة لهم وإلتفافه حول شباب الثورة السلمية
قلق دولي متزايد بشان اليمن
القلق الدولي المتزايد بشأن اليمن دفع الاتحاد الاوربي الى التعبير عن قلقه الشديد من تداعيات الوضع المتأزم في اليمن, وقال بيان لوزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بعد اجتماع لهم في لوكسمبورغ "إن الاتحاد الأوروبي يراقب عن كثب تطورات الوضع في اليمن"مؤكدين أن أعمال العنف لن تحل الأزمة التي يواجها اليمن .
وشدد البيان على "أن من يقف بوجه تحقيق السلام في اليمن يجب ان يحاسب كما يجب محاكمة كل المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين في اليمن".
وأعرب البيان عن دعم الاتحاد الأوروبي للجهود التي يبذلها نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لتعزيز وقف إطلاق النار باليمن وإخلاء المدن اليمنية من تواجد المسلحين بالإضافة الى إشادته بالجهود التي يبذلها لتعزيز الحماية للمتظاهرين السلميين في اليمن.
ودعا الوزراء في بيانهم القيادة اليمنية الى الوفاء بالتزاماتها الخاصة بنقل السلطة تماشيا مع المبادرة الخليجية وتلبية لتطلعات و رغبات الشعب اليمني
كما أكدت منظمة اوكسفام الإنسانية البريطانية، يوم الثلاثاء الماضي، أن الاضطرابات المستمرة منذ خمسة أشهر فاقمت الأوضاع الإنسانية السيئة في اليمن.
وقال مدير المنظمة بالوكالة عزيز العثراوي: "إن الاهتمام يتركز على الحركة الاحتجاجية، إلا أننا نخشى من تفاقم احتياجات الأشخاص العاديين الذين باتوا منسيين وسط هذه الخلافات السياسية".
وأكد العثراوي أنه حتى قبل الحركة الاحتجاجية كان هناك سبعة ملايين يمني يعانون من سوء التغذية، وأشار المسؤول في المنظمة إلى أن الغذاء في اليمن باهظ الثمن وغير موجود.
ويشهد اليمن الذي يعد أفقر بلد في الشرق الأوسط، حركة احتجاجية واسعة مطالبة بإسقاط النظام منذ يناير.وأسفرت الاضطرابات في البلاد عن أزمة في الوقود والكهرباء، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وثمة تحذيرات أخرى أطلقها عدداً من الأكاديميين المتخصصين في الشأن الاقتصادي لليمن, وخصوصاً بعد أن قامت الكثير من الشركات العاملة في اليمن والمصانع بتسريح العمال من وظائفهم ليثقل بذلك الكاهل الاقتصادي لبلد يترنح في طريقه الطويل, ويعيش على هبات المانحين وقروض البنك الدولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر