الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العربي ورابطة عمرو موسى للجوار

محمود عبد الرحيم

2011 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


رحل عمرو موسى عن الجامعة العربية، وبعيدا عن تقييم أدائه سلبا وايجابا، و مدى امكانية وصف مواقفه بالمتأرجحة غالبا، والمنسجمة كثيرا مع إرادة الحكام لا الشعوب، والتى خطها الأحمر القرار الأمريكي، إلا أن الشئ الايجابي البارز في رصيده كأمين عام للجامعة هو طرحه "رابطة دول الجوار"، التى كانت في صيغتها الأولى قبل تحفظات كثير من الدول العربية عليها، خاصة مصر ودول الخليج، تعني بالأساس التحالف العربي مع القوى الأقليمية ذات التأثير والتماس جغرافيا وسياسيا واستراتجيا، بل وثقافيا مع العالم العربي كتركيا وإيران، اللذين يستطيعان أن يمثلا الرافعة للوضع العربي ، ويحدثان مع العرب ليس فقط توزان مع الكيان الصهيوني رأس حربة المشروع الامبريالي الغربي في المنطقة، وأنما تفوق نوعي على كافة الأصعدة، وتحويل حالة التنافس والصراع التي تغذيها تل أبيب، خاصة بإتجاه إيران إلى مساحة للتكامل والتعاون وتعظيم المصالح المشتركة.
وإن كان لي أن أنصح أمين عام الجامعة العربية الجديد نبيل العربي، فهو أن يتبني هذا المشروع، ويقاتل من أجل إنفاذه على الأرض، وليس الانشغال بلعبة "السلام" العبثية مع الكيان الصهيوني، وحديث المفاوضات الذي ما إن ترفع واشنطن يدها عنه، حتى يتبناه الأوروبيون لملء الفراغ و مواصلة الحركة في ذات المكان، وإلهاء الفلسطينيين عن خطوة الاعتراف الأممي بدولة فلسطين ذات البعد الرمزي في الأساس.
صحيح أني انزعجت من حديث العربي عن أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية متروك للبرلمان المصري القادم، كما لو كنا إزاء عدو أو دولة في حالة حرب يحتاج استئناف العلاقة معها إلى تصديق من ممثلي الأمة، عقب ضغوط خليجية معلنة، وإبداء إستياء من استقبال القاهرة مسئوليين إيرانيين والحديث بإيجابية عن طهران، وكنت أتصور أن تطبيع العلاقات قاب قوسين أو أدنى بعد الثورة المصرية ورحيل وزير خارجية نظام مبارك المتصهين، لكني سأبني على تصريحات العربي الأولى، وأراهن على مهاراته الديبلوماسية، ورؤيته السياسية الناضجة، وقدرته على تجاوز هذه الضغوط الغبية، مدعوما بروح جديدة تأخذ في الاعتبار البعد الشعبي في ظل ربيع الثورات العربية، وتوق الشعوب إلى تحالفات جديدة تراعي مصالحها، لا تخصم منها كما هو الحال في الارتباط المذموم مع تل أبيب وواشنطن، ونهج التبعية والانبطاح الذي لم يعد له مكان في هذه الحقبة الثورية، "حقبة الشعوب".
وأظن لو قمنا بإستطلاع رأى الشارع العربي من المحيط للخليج حول استبدال التطبيع "الإسرائيلي" بالتطبيع مع إيران، ستكون النتيجة لصالح إيران حتى من قبل شعوب دول الخليج أنفسهم.
أما عن تركيا، فقد اكتسبت شعبية واسعة عربيا، خاصة منذ حرب الكيان الصهيوني على غزة، ومواقفها المتتابعة إزاء تل أبيب، و إزاء الديكتاتورية العربية إبان الثورات العربية المتوالية، ولا توجد حساسية تجاهها حتى رسميا، ربما لوضعيتها الخاصة بحكم عدم وجود "فيتو أمريكي" على تحركاتها، واتخاذها مواقف ضد "إسرائيل"، لكنها لا ترقى لحالة العداء.
وما أود أن الفت إليه النظر أن هذه المهمة الصعبة بحق، ليست فقط منوطة بنبيل العربي كأمين عام للجامعة العربية، وأنما بالدولة القائدة مصر التى يُفترض بها بعد ثورتها المجيدة أن تعيد بناء تحالفاتها وتستعيد دورها، وتحدد دوائر الحركة حسب المصلحة الوطنية والقومية، وبالتأكيد ستتبعها وتدعمها بقية الدول العربية حال القيام بهذه الخطوة الشجاعة، بإعتبار مصر القاطرة لأمتها العربية.
وثمة اشارات ايجابية نأمل أن تثمر ونرى لها صدى على الأرض، من قبيل استضافة رئيس بعثة المصالح الإيرانية في تليفزيون الدولة المصرية في حوار مطول لأول مرة، وزيارة وفد شعبي مصري لطهران، وما يشيان به من تحول في النظرة لإيران والقطيعة غير المبررة التى يجب أن تنتهي بأسرع ما يمكن، هذا بالترافق مع فتح حوار استراتيجي بين كل من القاهرة وأنقرة، وأيضا زيارة وفد شعبي يتقدمه شباب الثورة.
ولا شك أن تزامن هذه الاجراءات ترسم صورة متفائلة ، وتعد خطوات مهمة على الطريق الصحيح، نرجو ألا يعرقل مسارها قوى الشر في الداخل والخارج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟