الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات على هامش مؤتمر السميرا ميس للمعارضة السورية

حمزة رستناوي

2011 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية




*أي اجتماع لمعارضين أو شخصيات و قوى سياسية سورية من ناحية المبدأ أمر ايجابي, فكثيرا ما اتُّهمت المعارضة السورية و المشهد السياسي السوري بالتشتت و ضعف التنسيق..الخ

*و أهميّة الاجتماع أنه تم في الداخل – في دمشق , و كذلك كونه علني , و ليس في منزل خاص تحت جنح الظلام و خوفا من الرقيب الأمني و المداهمة.

* لماذا تحقق هذا الاجتماع الآن و ليس قبل عشر سنوات أو سنة أو شهر مثلا؟

الجواب بسيط جدا, فما كان لهكذا اجتماع أن يتم لولا خروج السوريين إلى الشارع مطالبين ب:"إسقاط النظام ", و كذلك لولاً رغبة السلطة السورية في عقد هذا الاجتماع , خاصة أنه جاء في سياق الحديث عن مشروع حوار وطني برعاية السلطة .

*بقراءة البيان الختامي للمؤتمر نجد أن مقرّراته جاءت حيويّة توحيدية متبنّية لمطالب الحراك الشعبي و الاحتجاج السوري في الإطار العام و بلغة دبلوماسيّة أقل انفعالاً , فمثلا جاء في البيان الختامي:

1- دعم الانتفاضة الشعبية السلمية من أجل تحقيق أهدافها في الانتقال إلى دولة ديمقراطية.

2-إنهاء الخيار الأمني, وسحب القوى الأمنيّة من المدن والبلدات والقرى

تعقيب:

هذا يعني و بإعادة الصياغة :"إسقاط النظام القمعي الغير ديمقراطي- و الأمني..الخ "

و تم استبدال كلمة "إسقاط" بعبارة: الانتقال إلى دولة ديمقراطيّة...الخ.

لكونه بلغة السياسية و ضمن موازين القوى الحاليّة و أخذا بالاعتبار المخاطر المحتملة ...فعمليّة الإسقاط لن تتم بشكل فوري و حاد , بل أنّا يرجّح أ ن تكون بشكل انتقال تدريجي سلمي مُبرمج من نظام سلطوي أحادي إلى نظام ديمقراطي تعدّدي.

*بشكل سابق و متزامن و لاحق لعقد المؤتمر ثمّة أحداث مؤلمة على الأرض من الصعب إهمالها أو تجاوزها , عنوانها العام انتهاك حقوق و آدمية الإنسان السوري و التزييف و التعتيم الإعلامي على ما يجري على الأرض . فهل عندما ينتقل الحوار في المراحل اللاحقة إلى حوار سلطة/ معارضة " أو جزء من المعارضة" , هل سيكون الحوار متزامنا مع استمرار العنف و " قمع الانتفاضة الشعبية السلمية " الذي يدعمها المؤتمرون وفق تعبير و توصيف بيانهم؟

أم أن للحوار مقدّمات و شروط أهمّها : وقف العنف و الشفافية و الاعتراف بالأخطاء و الندّية بين المتحاورين...الخ و هذا التساؤل ستجيب عليه الأسابيع القادمة.

*من الأمور الايجابية في المؤتمر أن المجتمعين لم يدّعو تمثيلهم " الانتفاضة الشعبية السلمية " و لم يدّعو تمثيلهم المعارضة السورية بأل التعريف.

فقط هم معارضة و شخصيات وطنية مستقلة يعبّرون عن وجهة نظرهم, فهم جزء من المعادلة السياسية , و ليسوا الجزء الأهم في موازين القوى على الأرض, و هذا لا ينقص من أهمّيتهم و قدرهم شيئا.

*جرى هجوم إعلامي من قبل الناشطين السياسيين الشباب و "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" على المؤتمر و حتى المؤتمرين و قد وصل البعض منها إلى تخوينهم؟!

و أعتقد أنّ هذا من قبيل الغلو , فالثورة حدث بمقدار كونه ذو توتّر مرتفع فهو حدث توحيدي انفتاحي البعد, حدث مُجِّمع على الأقل لمن لم يعارضوها فيزيائيا على الأرض أو لمن لم يناصبوها العداء كلاميّا. فكيف بمن قضى سنوات من عمرة في السجن ثمنا للحرية و كيف بمن " تعاهدوا فيه على البقاء جزءاً من انتفاضة الشعب السوري السلمية" ومن تبنّوا جلّ مطالب المحتجّين و إن كان ذلك عبر لغة سياسية هادئة.؟!!

*بالتأكيد يمكن انتقاد المؤتمر و المؤتمرين , كل من وجهة نظره, و لكونه بالفعل كحدث قابل للانتقاد , يحتوي من سلبيات و الايجابيات , و لكن ليس لدرجة الخصومة, لا نريد معارضة تخوينيّة الغائيّة, فالمعارضة في المثال السوري و العربي بشكل عام من المفترض ألا تكون معارضة فئة لفئة, أي معارضة لسلطة فقط , بل هي معارضة و بديل فكري و أخلاقي و سياسيّ للنظام الاستبدادي , فالديمقراطيّة تجربة و تدريب و يمكن النظر إلى هذا كتمرين ديمقراطي يجب الاستفادة منه و من عِبَرِه.

*كما ذكرت سابقا : هذا المؤتمر و المؤتمرات الشبيه به , من الجدير بها أن تكون مؤتمرات ذات صفة انفتاحيّة توحيديّة, ليس لها فيدو على أي شخص أو فئة ماعدا من تلوّثت أيدهم بدماء السوريين مثلاً . الدعوة لها يجب أن تكون عامة و بتنسيق معيّن , و أن تشمل معارضين في الخارج مع ضمانات بعدم التعرض لهم, و سعدتُ بالتوضيح الذي عرضه المحامي أنور البني و كذّب فيه ما نقله مراسل جريدة السفير عن استبعاده من الدعوة و عن وجود فيتو على بعض الأسماء, و أوضح فيه أنّ المحامي خليل معتوق مثّل "مركز حقوق الإنسان الذي يديرانه " بصفة مراقب

* طالب المجتمعون بضرورة" إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي"

حسنا هذا جميل , أتساءل أليس من الأجمل أن يكون إطلاق السراح سابقا للمؤتمر.

فالكثير من المجتمعين قد تركوا زملاء لهم : رياض سيف- نجاتي طيّارة , مازن عدي ..ما زالوا في السجن و حتى الآن؟

آمل أن تكون مؤتمرات قادمة أكثر تمثيلا ً و على خطا الانتقال السلمي إلى نظام مدني ديمقراطي تعدّدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يوسع استهدافاته.. وإسرائيل تؤكد حتمية الحرب مع لبنا


.. أوامر إسرائيلية جديدة بعمليات إخلاء إضافية لمناطق في شرق رفح




.. الفاشر.. هل سيكون بداية نهاية حرب الجنرالين؟ | #التاسعة


.. للمرة الأولى منذ عقدين.. عاصفة شمسية تضرب الأرض |#غرفة_الأخ




.. كأس الاتحاد الإفريقي.. نهضة بركان يستضيف الزمالك في ذهاب الن