الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيطان ملتون في الفردوس المفقود.. تحليل نقدي

عبدالله عامر

2011 / 6 / 29
الادب والفن


شيطان ملتون في الفردوس المفقود
تحليل نقدي
صور الشيطان في ملحمه ملتون " الفردوس المفقود " باعتباره البطل الاسطوري والحربي للقصيده .فبالنظر الي تاريخ الشعر الملحمي نجد ان احد سمات البطل هو دخوله في صراع يعوقه عن تحقيق اهدافه , وبالنظر الي ملحمه ملتون نجد ان الشيطان هو الشخصيه الوحيده التي تجسد فيها هذا الشرط حيث انه لا الله الاب ولا الله الابن كان لديهما ما يتعارض مع مراميهم او الوصول اليها اما بالنسبه لادم فان بدايه القصه فعليا تبد من بعد السقوط . وبناءا علي هذا فان ملتون كان مجبرا علي جعل الشيطان في هذه الصوره الاسطوريه للفردوس المفقود وتكمن صحه هذا الادعاء ايضا في كونه مقتفيا اثر قواعد الشعر الملحمي التي اسس لها هوميروس في ملاحمه .
واحده من اكثر الامور التي تضرب لنا في البطوله مثلا في الشعر الملحمي هو اسلوب الحض والتحفيز الذي يتبعه القائد مع اتباعه . وفي الفردوس المفقود نجد الشيطان واقفا علي روؤس اتباعه مظهرا لامبالاته بما حاق بهم من اهوال علي اثر السقوط العظيم فهو فقط ينظر الي الامور من جهه انه اول من سن سنه الخروج علي الله والثوره علي ملكه وحاكميته فيقول :
100- دافعا الي المعمعه الضاريه
101- بقوه لا يحصي عددها من الارواح المدججه
102- ممن تجاسروا علي مناؤه حكمه وانحازوا الي صفوفي
وبهذا هويستمد قوته غروره و " عزيمته التي لا تفل " التي ستؤهله الي شن حروب ضروس ضد ملك الله في اي وقت ودون الالتفات الي العواقب
"حقده الذي لا ينفد " وصموده الذي لايعرف التسليم ولا الاستسلام " وعوامل نفسيه اخري وردت في القصيده جعلته يمد اتباعه بدفعه قويه للارتقاء بروحهم المعنويه تهيئه لحرب اخري ضد الله . هذه الثقه نابعه من ايمانه العميق بذاته وانه مهما تعرض للمحن والخسائر فان كل هذه المكونات النفسيه ستجعل انتصارات الله سدي لاتحقق اي هدف لها لان غرضها الوحيد هو استسلامه النفسي وسقوطه للمره الثانيه .
وكأي قائد حربي محنك يعرف كيف يختار كلماته التي سيلهب بها مشاعر وحماسه هؤلاء الاتباع الذين اوشكوا علي الرضوخ لامر عدوه اللدود الله وكذا امر الياس الذي تملك اجسادهم وعقولهم , يقف في خطبه طويله يستنهض بها فيهم مشاعر الاباء والرفض والثوره يعلمهم ان الثائر لايبالي ان كان معه الحق او لا لان مقياس الحق هنا قد تغير فاصبح هو الحق والحق للقوه
111- اما الخضوع وطلب المغفره
112-والركوع في خشوع امام سلطانه
113-وهو من ذاق بطش ذراعي هذه منذ برهه
114-خاف فيها علي ملكه. فهي الذله والمسكنه
استخدم الشيطان اسلوب النمذجه والمحاكاه مع اتباعه ليجعلهم يتبعونه بشكل غير مباشر ويقتدون به في غضه الطرف عن الهزيمه المنكره التي لاقوها علي يد جيش الرب
واعلن الشيطان مااحب ان اسميه الحرب البارده علي الله فهو ادرك ان القوه العسكريه للمعسكرات الالهيه تفوق كثيرا قدره ثواره العسكريه وان الدخول معه في اي معركه من النوع التقليدي فانها حتما سوف تبوء بالفشل ولن يكن تقييمها اكثر من مغامره عسكريه فاشله من قائد استراتيجي لا تحركه سوي عواطفه الثوريه فاستحدث اليه تحويل خير الله الى شر وعد هذا حرباً من نوع اخر على المنظومه الالهيه . وحقيقة تعكس هذه النظرة والطريقة فى التفكير وعيا عميقا بالذات حيث انه رفض الاحساس الفطرى بالتبعية لله والطبيعة الهيراركية الهرمية للكون وظن انه مساوى للمكون الالهى
248-لقد جعلنا العقل نظراء ولكنه تفوق بالقوة
وهنا قد استخدم عقله الذى يجعله فى مرتبه الالهيه وعندها ستكون فرص الانتصار لدية افضل
ولم يقتصر القول على ان الشيطان بطلاً للقصيدة عل استنباط ذلك من افعالة واقوالة بل ايضاً امتد للصورة التى رسمها ملتون للشيطان والتى بدورها استدعت ملاحم هوميروس والصورة الخرافية للبطل الحربى فى الكلاسيكيات القديمة
198-تيتان او مثل ابناء الارض الذين نازلوا جوبيتر
وما يستدعى القول بان الشيطان هو البطل الملحمى لهذه الرائعة الشعرية ايضا كونة صاحب هدف وغايه مما يفعلوا فهم ليس ذلك المخلوق العبثى الذى يقدم على الفعل ولا يستطع تقييم تبعاته بل هو مكون فكرى ونفسى يبحث عن سلطة حتى ولو كانت فى الجحيم
263-سيد فى جهنم اكرم من عبد فى الجنة
وبالنظر الي الكتاب التاسع نجد انه يتناول الشيطان من الناحيه العقليه له والقدره علي الاقناع والخداع فمنذ البدايه كان حاذقا في اختياره للافعي التي بواسطتها تسلل الي الجنه لان كلاهما ماكران علي حد زعمه . ويضع لنفسه معيارا لنجاح خطته فهي حرب استنزاف الكر والفر فيها له شأن كبير فيقول :
135/9- وسوف احظي وحدي بالمجد من بين
136/9- شياطين جهنم حتي انجز في يوم واحد تدمير
137/9- ما صاغه الجبار وصنعه في ست ليال وايام
ومره اخر تظهر مهاراته في اختياره للضحيه والعنصر الزمكاني للاغواء حيث ظهر لها وحيده مستغلا هذا الضعف في ايمانها - باعتبارها دائمه الجدال في الامور الايمانيه التي لا تتطلب جدال من وجهه نظر ادم – اعتمادا علي مقدمات منطقيه اعتبرت بها الجنه سجن جدرانه الخوف والطاعه والتي بدوره استغلها الشيطان في تصدير مقدمات مغلوطه تسوقها الي نتائج خاطئه وعندها السقوط
---------------------------------
المراجع :
(1) الابيات الشعريه ترجمه الدكتور محمد عناني
(2) المقال ترجمه عن مقال كتبته باللغه الانجليزيه بعنوان
"Milton`s satan in paradise lost,
Critical essay and character phychological analysis "
By : Abduallah Ammer
(3)spark notes : summary and analysis of Milton`s paradise lost "web site "
(4) the true hero in paradise lost "essay "
(5) a devil of a problem : satan ahero in paradise lost "essay








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بالعود والغناء.. طفل فلسطيني يبارك لأبناء الشعب اللبنا


.. تغطية خاصة | الأسد: الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة




.. «كنت ملحدًا» خالد الصاوي يكشف تفاصيل أصعب أيام حياته


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت- الشاعر عماد حسن - الأحد 1




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر عماد حسن: سميرة سعيد من أجمل الن