الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن.. «الشبح الغاضب».. وأنا غاضب!!

كمال مراد

2004 / 11 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كثيرون مثلي لم يكونوا على دراية كافية بالجغرافيا وأسماء المدن وأهم المحاصيل الزراعية وتضاريس العالم القريب أو البعيد... رغم أن مدارسنا تحشو الصندوق الذي يُسمى (دماغ) بسلسلة طويلة ومعقدة من المعلومات الجوفاء والأرقام الخشبية الباردة المفتقدة للحس والحاجة...
وفي معترك الحياة اليومية، ننسى الكتب المدرسية... ولا يبقى في الذاكرة إلاّ بعض المواقف والانطباعات...
وبفعل قوة الحدث.. تنفض نشرات الأخبار الغبار المتراكم على ذاكرتنا لتحيي من جديد أسماءً ومصطلحات تغدو جزءاً من حياتنا اليومية.. وتبعد عنّا حميمية مفردات دافئة تفتقد للطعم واللون والرائحة...
■■■
صباح الخير!!... أي خير؟؟!!.. وأي صباح؟؟!!.. اليانكي يأمر... وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو يأتمرون!!..
■ شو الجديد عندك؟.. لا جديد إلاً «النظام العالمي الجديد»..
■ كيف شغلك؟.. مازلت أعمل حتى الآن.. وخوف يهيمن على الغد... بالأمس طردني حزب الطبقة العاملة من صفوفه.. وبالأمس أيضاً طردتني الدولة على مادتها التعسفية.. واليوم، بعد الانتقادات الشديدة على إقرار مجلس الشعب للمادة التعسفية (137) والتي كانت قبل التعديل (138)... اقترح رئيس المجلس:« أن يتم استبدال الجهة التي يحق لها صرف العامل لتصبح رئيس الجمهورية بدلاً من رئيس مجلس الوزراء»... ووافق المجلس (بالإجماع) على هذا التعديل مع بقاء المادة (تسريح دون ذكر الأسباب)..
أليس من مقتضى العدالة القانونية والدستورية الإلغاء الكامل لهذه المادة التعسفية، بدلاً من إضافتها لأعباء رئيس الجمهورية.. ولماذا الإصرار على إعطاء التعسف مسوغات قانونية وتشريعية؟؟!!..
وفي الحديث عن مفهوم العدالة والإنصاف.. لماذا لا يحولون كافة المسرحين على هذه المادة، (بغض النظر عن رقمها)، إلى القضاء السوري، ليتمكنوا من ممارسة حقهم في التقاضي ورفع الغبن عنهم.. ليعودوا لممارسة حقهم في العمل؟!..
وأسأل: لماذا أعفت السلطة التشريعية، السلطة القضائية من تنفيذ مهامها ونقلت مسألة النظر في سلوكية أي عامل غير مرغوب فيه لرئيس الجمهورية؟؟!!.. هل لأن تطبيق القوانين المرعية من السلطة التنفيذية مشوب بعدم النزاهة؟!..
مع كل الاحترام والتقدير لمجلس الشعب كأعلى سلطة تشريعية في البلاد، إلاّ أنه أخطأ مرتين في التعامل مع هذا الموضوع!..
■ شو أخبارك؟.. أخباري: أنتظر السرفيس لأحظى بمقعد جانبي... أنتظر بداية شهر يدفئ الجيب ويستر البدن!!..
■■■
رائحة الدم تغلف المكان... الزمن يمتد في المدى حاجباً خط الأفق!!..
بالأمس مخيم جنين.. اليوم «الشبح الغاضب» في الفلوجة.. وغداً؟؟!!.....
يحدونا الأمل.. نمزق الصور التركيبية «لعالم اليوم» على طريقة رعاة البقر وراء المحيط... نعود نقرأ من جديد:
• اجتاح الغزاة الإسرائيليون مخيم جنين منذ نيسان 2002 (38) مرة، ولم يُخضعوه!!...
• الفلوجة: «بنت النهر».. «مدينة المقاومة».. أسماء لمدينة واحدة: الفلوجة.. أذاقت الاستعمار البريطاني طعم الهزيمة.. الفلوجة: اسم عريق له نكهة مميزة ودلالات كثيرة:
• في مختار الصحاح، الفلوجة: الأرض المصلحة للزرع... وفي لسان العرب: فَلَجَ على خصمه من باب نصر..
من يتمشى في حارات الفلوجة يقرأ على جدرانها (رغم الحصار والنار):
ـ إرفع رأسك، أنت من أهل الفلوجة!..
ـ عفية رجال الفلوجة!..
ـ والنعم رجال فرضوا على أمريكا حظر التجوال!..
ـ الموت للخونة.. لا للجواسيس!...
ومن يتمشى في حارات وأزقة أحزمة الفقر في بلدنا يقرأ أسماء تلك المدن الصامدة في وجه الغزاة: (إتصالات الفلوجة ـ ملحمة بعقوبة ـ بقالية جنين....)..
لم تعد الأسماء مجردة.. لم يعد الانتظار محكوماً برؤية «أسياد العالم»... مازال في الذاكرة مخزون يلهب صقيع الموت المخيم على الأرجاء...
عندها.. صباحكم خير.. لتصبحوا على وطن!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو