الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لابديل عن الحوار الوطني

فيصل يوسف

2004 / 11 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كثرت المطالب والدعوات في السنين الأخيرة، ومن قبل مختلف القوى والفصائل الوطنية والديمقراطية في البلاد، بإجراء مصالحة وطنية وعقد مؤتمر وطني، كمدخل لتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الراهنة(الإقليمية والدولية)لاسيما في أعقاب سقوط النظام الديكتاتوري في بغداد على يد الويلات المتحدة وحلفائها ، ومن ثم إدارتهم للعراق، بموجب قرار دولي .....
لقد صدرت تلك النداءات على شكل بيانات، ورسائل ، موجهة للسيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد، إلا إنها لم تلق التجاوب من قبل الجهات المعنية ، وبالتالي لم يتمخض عنها أي صيغة عملية لتحقيق المطلوب ، لكن المبادرة التي قامت بها اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ، من خلال عقدها لندوتين في إطار طاولتين مستديرتين، في شهري نيسان وتشرين الأول من العام الجاري ، حضرهما شخصيات من مختلف الطيف السياسي والثقافي في البلاد ـ في السلطة والمعارضة في آن واحد - أسست- عمليا - لنواة عمل في غاية الأهمية حيث برهنت على إمكانية التواصل واللقاء بين مختلف الفرقاء داخل الوطن على الرغم من منغصات السنوات السابقة ، ولم يلمس من مداخلات الحضور إلاحرص الجميع على أهمية وتعزيز الوحدة الوطنية في مواجه الأخطار المحدقة بالبلاد ، وعمق ارتباط المعارضة بالوطن السوري،( اقصد المعارضة بمعناها الواسع) وتجاوزها لمعاناتها ، وآلامها في السجون ، ناهيك عن الفاقة والحرمان ، والاستعداد لدى جميعهم لبدء صفحة جديدة للعمل سوية ، من اجل( سورية لكل أبنائها) ، بعيداً عن الانتقام ، وردات الفعل ، وان لابديل للإصلاح السياسي ، إذا أريد معالجة جذرية للمشاكل الراهنة ، وضمن خطوات تدريجية متزنة ، تأخذ بالحسبان الظروف الذاتية والموضوعية المحيطة ببلادنا ، ومشاركة الجميع دون استثناء ، في مشروع الإصلاح الشامل ، ودعم التوجّه الإصلاحي لرئيس الجمهورية... وعلى العكس تماما من آراء المشككين بمثل هذه اللقاءات الوطنية وبالمعارضة الوطنية.
إن اجتماع السلطة، والمعارضة في ندوتي الوطن بفندق البلازا بدمشق ، وتحت سقف واحد (وإن بتمثيل شخصي) وبإدارة فصيل شيوعي، يحظى باحترام الجميع ، خطوة رائدة ، ومبادرة شجاعة لإزالة كل عناصر سوء الفهم ، وتوطيد أسباب التعارف والاحترام المتبادلين بين مختلف مكونات المجتمع والوطن وتعبيراتهما ، ومشاركة الجميع في تعزيز اللحمة الوطنية ، وهذا بطبيعة الحال، يتطلب من السلطة أن تتبنى هذه المبادرة وتجعل منها مؤسّسة وطنية دائمة ، يجب أن تستهدف صوغ برنامج وطني متكامل وواضح ، تبغي تعزيز العيش المشترك،والسلم الأهلي، واحترام حقوق الإنسان ، وتطوير الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ،و تحمل على عاتقها استمرار الانفتاح، والتواصل مع مختلف تعبيرات الوطن في الداخل والخارج ، وتشجعها للمشاركة في هذا المشروع الذي يعزز ويكرس نهج الدفاع عن حقوق المواطنين،ومصلحة البلاد ، وهذا ما يستوجب على الحكومة أن تنحو باتجاه الانفراج في الوضع الداخلي ، والبدء بإجراءات ملموسة، لتعزيز الثقة وفي أكثر من صعيد ، وعلى أن يستتبع بجملة مبادرات موازية أخرى ،وفي المقدمة منها:
1-الإفراج عن سائر معتقلي الرأي ، والتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم ، وبأسرهم
2-ردّ الجنسية للمواطنين الأكراد ، ممن نزعت الجنسية عنهم بموجب الإحصاء الاستثنائي عام 1962 ، وإلغاء كافة السياسات التمييزية المطبقة بحقهم ، بحيث يكون ذلك مؤشرا من اجل تمكينهم لممارسة حقوقهم القومية ، داخل الوطن السوري مثل باقي المواطنين
3-إلغاء الأحكام العرفية ، والعمل بثقافة "حقوق المواطنة" المتساوية للجميع في الحقوق والواجبات ، بغض النظر عن العرق، أو الجنس ، أو الدين.....
قيل الكثير حول الندوة الأخيرة ،حيث تراوحت المواقف منها بين أكثرية استحسنت المبادرة، ووجدت فيها فاتحة خير ، وبين ممتعض بسبب عدم دعوته اسما ، أو لأن الدعوات لم تكن للأحزاب بل للأشخاص!، وتخوف من قبل البعض بان تنتج مثل هذه الندوات معارضين من شاكلة أعضاء "مجلس الحكم" في العراق(ربما من جرّاء خوف هؤلاء على مصالحهم المعززة بقدر إقصاء الآخرين وعدم إشراكهم في شؤون البلاد فأهل العراق أدرى بشعابها ولهم خصوصيتهم كما لنا ايضاولهم تجربتهم ولنا تجربتنا لأن اتساع الدائرة الوطنية –كما يقول أحدهم يسحب البساط من تحت أرجل هذا الأنموذج الذي يريدا بقاء الأمور على ماهي عليه ضمن البلاد حفاظا على المصالح الشخصية المكتسبة ) في الوقت الذي شكك فيه بعضهم - وانطلاقاً من ذهنية التخوين المقيتة - بأن الندوة من صنع السلطة، وتمت تنفيذا لرغباتها إلى آخر مثل هذا الكلام الذي يجدفون به، وفي جميع الأحوال ، فان الأغلبية الساحقة من المهتمين بالقضايا الوطنية اعتبرتها( أي الندوة) خطوة في الاتجاه الوطني الصحيح، وهي تأمل المزيد منها ، وبموجب آلية لا تستثني التيارات الرئيسة في البلاد ، وفق مبادىء واضحة تبغي مصلحة الوطن والمواطن، ودون شك فان تمثيل معظم المواطنين في مثل هذه الحوارات، أمر متعذر في هذه المرحلة لأسباب كثيرة وأشير إليها من قبل بعض الكتاب....
لا يختلف اثنان، بإن الحوار الوطني وسيلة هامة كي نفهم بعضنا بعضاً، حيث به تتكرس قيم التواصل والتفاهم، وبالتالي فإن توسيع دائرته، وشموليته وعدم حصر إجراءه بتسميات محددة مثل:" الحوار السياسي" فقط وما شابه ذلك من مصطلحات تنظيرية (القصد منها تضييق الخناق على الحوار, والحد من افقه وشموليته, على جميع أبناء الوطن لتبقيه في مساحات بعينها للأسف! )، لاسيما ان مثل هذا الحوار – وفي ضوء التجربة - يمد واقع الوحدة الوطنية بالمزيد من الحيوية والفاعلية ، لأن الحوار المفتوح على كل القضايا والأمور، والذي يدار بشفافية ونزاهة،كفيل بإجلاء حقائق الوحدة الوطنية وتقويتها .
فالتحديات الداخلية والخارجية, تلزمنا جميعا بتعميق خيار الحوار طريقا وحيدا؛ لتمتين الداخل ، وتجاوز كل المخاطر التي تواجهنا في مختلف المجالات.
لذا فإن أي مبادرة وطنية للحوار والتواصل، يجب أن تكون موضع تقدير واحترام كل من يهمه مصلحة الوطن , وحسناً فعلت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين عندما أنجزت ندوتين في غاية الأهمية ، إن في التوقيت ، أو الحضور , وإننا اليوم بحاجة إلى جهود حقيقية لتعزيز هذا الخيار الحواري وتجاوز كل ثقافة ونهج استئصاليين، لأنهما لا يؤديان بنا إلا إلى المزيد من الإرباك والضياع، ويخطئ من يتعامل مع مبادرات الحوار بعقلية الخاسر والرابح ،أو الغالب والمغلوب!!، وذلك لأن الوطن كله هو الرابح حينما تسود ثقافة الحوار، وتتكرس تقاليد التواصل، لننبذ جميعا- كل من موقعه – وباء الإقصاء أيا كان المصدر ضمن السلطة وخارجها، فلا بديل عن الحوار الوطني- البتة - وإن طال الزمن.
فيصل يوسف عضو المكتب السياسي للحزب
للحزب الديمقراطي التقدي الكردي في سوريا
12-11-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق استراتيجية -النصر الشامل- ضد حم


.. شكري حذر خلال اتصال مع نظيره الأميركي من -مخاطر جسيمة- لهجوم




.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح | #رادار


.. الجيش الإسرائيلي: طائرتان مسيّرتان أطلِقتا من لبنان تسقطان ف




.. حرب غزة.. مصدر فلسطيني مسؤول: السلطة الفلسطينية لن تدير معبر