الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا ساقاطع الإستفتاء !

محمد المراكشي

2011 / 6 / 30
كتابات ساخرة


لا أحتاج كما غيري من مغاربة كثيرين جدا لا تستطيع لا آلة الحساب المخزنية او غيرها عدهم و إحصاءهم إلى الذهاب إلى استفتاء برؤية واحدة ،فإنا أتحسس من كل شيء يأتي من ذاك المخزن ! و أنا وهم في ذلك نطبق وصايا أبائنا و أجدادنا الذين نبهونا لعدم الإئتمان للمخزن و الواد و البحر ! و لا أجد حرجا في القول أني لهذا السبب الوجيه جدا لن أجعل قدمي تطأ مكتب تصويت ،فأنا لست إبنا عاقا أو بعبارة أصح لست "مسخوط" الوالدين !
و لنهب أن أبي أو جدي او أمي أو غيرهم لم يتأت لهم أن يقدموا لي هذه الوصية الثمينة،فإني أجد أن للمتصوفة الحقيقيين الذين يعج بهم تاريخنا تأثيرا عابرا للزمن حين نبهونا على طريقتهم إلى ان الدنيا الفانية لا تستحق كل هذا العناء في مشاركة الآخرين مهازلها ..فانا جد متاثر هذه الأيام بتصوف الحلاج و أبي العلاء ..أرغب في الذهاب بعيدا عن أبواق ومزامير السيارات و الحناجر المدفوعة الثمن التي ستصطدم بالغلاء و الفقر و القهر مرة أخرى يوم الثاني من يوليوز،لتقول في أسف ملعون مغبون:"و كأنك يا أبو زيد ما غزيت ! ".
لكني و التاريخ امامي و خلف ظهري يقول ذاك القول التربوي الرائع الذي اشترك فيه المتصوفة عبر العالم و الثقافات من كنفوشيوس إلى الجيلاني ،أستغرب موقف متصوفة البودشيشية الذين اخرجوا مريديهم و مريدي جيوب مريديهم ليستعرضوا عضلاتهم بالشارع معبرين عن موقفهم الداعم للدستور الممنوح !
غريب هذا النوع من التصوف البودشيشي الذي اكتسب تسميته من زهد رائده في الدنيا و بعده عنها لتربية النفس على الذكر و حب الله ! يجعلني هذا الأمر أتساءل :أهي عودة أخرى للمتصوفة و الطرقيين إلى أرض الواقع ؟ ! لا أظن انه غير ذلك فالبودشيشيون الذين ملأوا الشوارع حاملين الأعلام و مرتدين تي شورتات "نعم" بدل لباس الصوف و البرنوص أسقطوا العجب في أيدي الجميع ! إذ كيف يعود هؤلاء من عالم المثل إلى عالم السياسة ،و كيف يصبحون بين عشية و ضحاها قوة شارع مخزني استعان بكل ما يجده أمامه كي يفرض رؤية الاستبداد !
لو أن البودشيشيين يكملون أجرهم فيؤسسوا الحزب البودشيشي الحداثي الديمقراطي !
ساكون فعلا من مناصري حق هذا الحزب الحداثي البودشيشي في التحول من الابتهال إلى مقاعد البرلمان ..فبرلماننا لا يصلح فعلا سوى لاعتزال العالم الخارجي ! على الأقل سيغلق افواه أحزاب الفضائح و خيانة المبادئ ،تلك الأحزاب التي تسابق الزمن للحصول على كعكتها بعد "نعم" التاريخية التي ستبني بها المستقبل و الملكية البرلمانية !
مرة أخرى اتفاجأ بأن هذه الأحزاب "الكبيرة" لم تنته من بناء ما تريد منذ استقلال المغرب،فلماذا لم تستعن بخبرة "تاعطاشت" لتختزل الزمن ! لكنها لا تريد البناء الحقيقي ،و الناس اختبروها في كل المحطات الفاصلة في تاريخ المغرب و اكتشفوا بما لا يدع مجالا للشك أن ذيلها معوج !
ليس على مثل هذه الأحزاب التي لم تستطع عبر كل "تاريخها" أن تجمع ولو عشر مريدي البودشيشية يعول في بناء البلاد ! أما إن حصل فعلى الناس تتحسب لأن تسقط السماء التي بنوا بمواد مغشوشة !
حين تتحول الشوارع إلى زوايا ، و مريدين ،و ابواق لرؤية واحدة..و حين تتنصل أحزاب الماضي (الوطني) من تاريخها وشهدائها و مبدئيتها ..و حين يغرق المخزن الشوارع ب"نعم"ـه الوحيدة دون اتاحة للفرصة للرافضين ،لا يبدو أن أمر الذهاب للتصويت أمر مجدي في هذه البلاد !
لذلك ،فإني سأنتصر لسبب آخر يدعوني إلى مقاطعة الإستفتاء و هي رغبتي الجامحة و المخطط لها مسبقا في الاستجمام مع اصدقائي على شاطئ جميل بسيدي إفني لم تصنعه أحزاب البناء و لا المخزن و لا ابتهلت من أجله البودشيشية !
ابنوا كما شئتم ،فلكم استفتاؤكم ،و لي حريتي !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لننتظر ما بعد 1 يوليوز
ميس اومازيغ ( 2011 / 6 / 30 - 19:39 )
يا بن جلدتي تقبل تحياتي.نعم انها نصيحة لكل المغاربة من ابائنا الأولين هؤلاء الحكماء الذين لم يلجوا مدرسة ولا كتابا قرآنيا واظيف الى علمك ايضا ما قاله احد المجاديب.
السيبا لا لا والهناء لا الا في حكام فيلالا)اني يا بن جلدني اايدك وساقاطع الأستفتاء )ما دام ان المخزن قد لعب لعبته وكسب نعم حتى قبل ولادة مخلوقه العجيب وقبل ان يتبين ما اذا كان ذكرا ام انثى لكن انتظر معي ما بعد 1 يوليوز.

اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي