الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان وأمريكا .. الغزل الماجن

مصطفى مجدي الجمال

2011 / 7 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أعلن المسئولون الأمريكيون ، وبالتحديد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ، أن الولايات المتحدة تواصل ما أسمته "اتصالات محدودة" مع جماعة الإخوان المسلمين في إطار العملية الانتقالية في مصر. وأكدت الوزيرة الأمريكية أن هذه المحادثات قد بدأت منذ بضع سنوات ، وكشفت عن أهم الموضوعات التي يتم بحثها مع الإخوان وهي : استمرار الإخوان في سياسة عدم اللجوء للعنف ، واحترام حقوق الأقباط والنساء.
على الفور خرج المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين محمد سعد الكتاتني ليصرح لوكالة رويترز بأن الجماعة ترحب بأي اتصالات رسمية (ولاحظ كلمة رسمية هذه) مع الولايات المتحدة لتوضيح رؤيتها.
هذان التصريحان يطرحان مسائل كثيرة جدا سأحاول الحديث المختصر عن بعضها. أولها أن كلينتون لم تحدد مع من ستجري الاتصالات؟ مع الجماعة نفسها أم مع الحزب السياسي الذي أنشأته الجماعة مؤخرًا مستفيدة من إنجازات ثورة 25 يناير؟ الوزيرة تتحدث صراحة عن الحوار مع الجماعة وليس الحزب فقط.. فهل نصدق إذن ادعاءات الإخوان بأن الجماعة ستحصر نفسها في النشاط الدعوي والخدمي بعد أن أصبح لها حزب سياسي.. من الواضح أن التداخل العضوي بين الجماعة والحزب لا يمكن فصله أو الحد منه، وهو ما يبطل كل حجج الجماعة عن الانخراط الحقيقي في قيم الديمقراطية والمواطنة..
ثانيًا : الوزيرة كلينتون من أسوأ وزراء الخارجية الأمريكية انحيازًا لإسرائيل ، وعداءً للحقوق العربية ، فهل أصبحت شهوة السلطة عند الإخوان أقوى من أي شيء آخر ، أي أقوى من المبادئ والحقوق ، وفي مقدمتها شعارهم الأثير أن "فلسطين إسلامية"..
ثالثًا : لم يكف الإخوان عن اتهام الآخرين بالاتصال بجهات أجنبية ، بينما تاريخهم هم يحفل بمثل تلك الاتصالات ، وخاصة في فترة الحكم الناصري حيث كانت كوادر الإخوان وتنظيمهم الدولي يجوبون العواصم الغربية ويشتركون بنشاط في وسائط الدعاية الاستخبارية الغربية من صحف وإذاعات موجهة ضد تأميم القناة وضد القرارات "الاشتراكية" ..الخ ، ثم كان دورهم الكبير في الترويج لنظام السادات حتى أواخر السبعينيات ، ثم تصاعد دورهم أكثر في التعبئة للجهاد ضد الاحتلال السوفيتي لأفعانستان ، وكان هذا كله يتم بمباركة ووساطة المخابرات السعودية التي كانت بمثابة ممثل مباشر وغير مباشر للمخابرات الأمريكية..
رابعًا : وما معنى الحديث عن اتصالات "رسمية" حسب تعبير الكتاتني بين جماعة سياسية في بلد وبين وزارة خارجية الولايات المتحدة وأجهزتها الاستخبارية.. هل يتشوق الإخوان إلى الاعتراف الدولي بأي ثمن ؟! وما الهدف من هذه الاتصالات ؟ هل يريد الإخوان تسويق أنفسهم كنسخة مصرية من النموذج التركي لحركة إسلامية ترحب بأن تكون جزءًا عضويًا مهمًا في الناتو، الحلف الكثر عدوانية في عالمنا وعصرنا ؟
خامسًا : لماذا يغمض الإخوان أعينهم عن حقيقة مخجلة في السياسة الأمريكية تجاه الجماعات الرافعة لمسميات إسلامية.. فالإخوان في سوريا وليبيا مقاتلون من أجل الحرية ، والإخوان في مصر مطلوبون للحوار "الرسمي" ، بينما حركة حماس الإخوانية تظل حركة إرهابية حسب القاموس الأمريكي..
سادسًا : أين الشفافية في كل هذه الاتصالات .. أم أن الإخوان يتصورون أنفسهم دولة مستقلة داخل الدولة يحق لهم إجراء اتصالات وعقد اتفاقات سرية مع الأمريكان حتى دون إبلاغ أعضاء الجماعة بأي شيء ..
سابعًا : يبدو للكاتب أن الدبلوماسية والاستخبارات الأمريكية تحاول أن تلعب دور العامل المساعد في عقد تحالف ثلاثي في مصر بين الإخوان والمجلس العسكري وطبقة رجال الأعمال المرتبطين بالأسواق الرأسمالية العالمية ، فيما يمكن حسب تصور الأمريكان أن يشكل بديلاً لنظام مبارك الذي تبعثرت أركانه تحت ضربات ثورة الشعب المصري..
أي أن الإخوان يحاولون سرقة ثورتنا ، والتهام معظم كعكة السلطة ، وهم مستعدون في سبيل هذا لدفع أبهظ الأثمان لنيل رضا الإمبريالية الأمريكية..
لكن هذا بالتأكيد سيعريهم أكثر في أعين الشعب.. وحتى في أعين شباب الجماعة أنفسهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصاعد الدخان قرب منطقة الكابري بالجليل الغربي بعد انفجار طائ


.. النمسا.. الفيضانات تدمر بلدة دويتش – فايستريتز وتوقعات بهطول




.. دراسة كندية تحذر: تضخيم صوت محرك السيارة مرتبط بالسادية


.. صباح العربية | اكتشاف أكبر مغارة في لبنان وحفل جديد لعمرو دي




.. طيران الجيش الإسرائيلي يستهدف منزلا في محيط مستشفى غزة الأور