الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتصادٌ وديمقراطية ..وثورةٌ عربية !

وليد مهدي

2011 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


(1)

لا اسميه سخفاً ، إنما هي خفة عقل ، أو سمها تسطحاً ورؤية ضيقة تلك التي تنادي بالديمقراطية والتحرر الفردي المجرد عن غطاء اقتصادي ..
الموازين تنصب مقلوبة ، والمعايير توضع بلا مبالاة ودقة حين توصف الليبرالية الغربية ، التي تعني في احد وجوهها حرية الفكر والعقيدة ونمط الحياة ، بانها السبب وراء الديمقراطية التي سببت الازدهار والرخاء في الغرب ....!
الديمقراطية والليبرالية نتائج لمخاض ، لصيرورة عبر التاريخ قام بتأصيلها النظام الاقتصادي الرأسمالي في الغرب الذي ظهر للوجود قبل قرنين تقريباً بعد الثورة الصناعية و ظهور العملة الورقية في منتصف القرن التاسع عشر وما اسهمت به من تسهيلات في التعاملات المالية التي استدعت مدبرين لشؤون اصدار وخزن وتحويل هذه السندات القانونية التي تثبت حقوق الملكية الفردية بطريقة جديدة دينامكية فاعلة ...!
لا اقول إن ظهور العملة الورقية هو السبب المباشر ، لكن ما يسرته من تعاملات ومرونة في الاقتصاد العالمي ادى إلى بروز دور اكبر يلعبه " القطاع الخاص " في الانتاج الذي لا تسيطر عليه الدولة ، او الإقطاعيين ، اذ اصبح بمقدور الافراد والمجموعات والتنظيمات التجارية والانتاجية ( الشركات ) ان تدبر شؤونها بمعزل عن سلطة الدولة وان تنمي ثروات البلاد وتدعمها إلى درجة إن الشعب لن يبقى بحاجة للدولة إلا لحفظ الامن والقانون فقط .. كما كان يحصل في الولايات المتحدة التي كانت ملاذا للخارجين عن القانون كما تحكي لنا افلام (الكاوبوي ) و ( المافيا ) إضافة لكونها مطمعاً للباحثين عن الذهب والثروة بطرق اقرب للاخلاق ..
بالتالي ، نشوء الدولة الامريكية منذ تأسيسها وانتصار شمالها الصناعي على جنوبها الزراعي في الحرب الاهلية كان المحرك الاساس له ( دون التنكر لبواعث اخرى ) هو توفير غطاء قانوني وإطار سياسي ينظم شؤون الصناعيين والتجار والمصرفيين الذين شكلوا عصب الرأسمالية هناك ضمن دولة تمثلهم تمثيلاً حقيقياً ..
كذلك الحال وإن اختلف ببعض الوجوه بسبب المرحلة التاريخية بالنسبة للثورة الفرنسية وحراك الغرب الاوربي على الكنيسة ، الطرق التجارية الجديدة والثورة الصناعية دفعت بالدولة بان تصبح شيئاً فشيئاً ابعد عن الامساك بمقود الاقتصاد
القطاع الشعبي الخاص وما يمثله من برجوازية و رأسماليين لا يمارسون اعمالاً سياسية بشكل مباشر اصبح يدفع الضرائب للدولة بشكل يجعلها بحاجة لهذه المدفوعات لكي تستمر ، الدولة التي تكاد ان تكون " عالة " على الشعب لولا توفيرها الامن وفرضها للقانون وتشريعها لهذا القانون وتنظيمها لصيرورة عمل الكيان الكلي الجامع لهؤلاء المواطنين ..

(2)

هكذا اذن ، الدول الغربية سارت شعوبها نحو الانتاج دون الحاجة لإنتاج الدولة بشكل كبير ، جل انتاج هذه الدول تحت يد اناس مستقلين ، فكانت النتيجة ان الاستقلالية مطلب طبيعي جداً ضمن هيكلية هذه الدولة ...
الليبرالية ( التحررية ) و ( الديمقراطية ) نتائج ليست إلا لتحولات تاريخية في الهيكل الاقتصادي الاجتماعي ... ، الاستقلالية الاقتصادية انتجت بشكل محتوم استقلالية الراي والديمقراطية ..
الحرية كمفهوم سياسي حق طبيعي لشعوب القرن الحادي والعشرين ، ومنها الشعوب العربية لكن التجربة العراقية علمتنا حقيقة إن الديمقراطية الهابطة من السماء دون " غطاء " بنيوي اقتصادي في هيكل الدولة العام إنما تعني مشروع تقسيم وفتن طائفية ..!
لماذا ؟
لان البشر غالبيتهم تسيرهم الحاجة المادية المرتبطة بالغريزة والعواطف ، حين لا تلبى هذه بمجتمعاتنا العربية ، تفرغ طاقتها في العمل السياسي الذي يصبح مراماً لاشباع هذه الحاجات ..
حين ينهض قطاع خاص قوي ومتين , لن يقوم بالسياسة إلا رجالها ، لعدم حاجة الكثيرين لها من اعضاء البرلمان العراقي اليوم !
لو سألنا اين القطاع الخاص في العراق وما هو دوره في تدعيم الاقتصاد العراقي ؟
الجواب بانه يكاد لا يوجد قطاع خاص مؤثر وفاعل في ديمومة الدولة ..
السؤال يتحول إلى :
كيف يمكن لدولة ان تصبح ليبرالية ديمقراطية بدون حرف وصناعات وانتاج زراعي يوفر على الاقل نصف استهلاك السكان وما يحتاجونه ..!؟
فعندما يصبح الشعب هو المنتج والمالك الحقيقي لقوته ورفاهيته ، حينها فقط تصبح الدولة ديمقراطية واقعية تنظم الاعمال وتسير شؤون البلاد لكنها لا تملك الاقتصاد فعلياً ..!
هذا ما لاحظناه في القرن الماضي من نمو وتطور الاقتصاد " الخاص " في الدولة التركية ، فما ان دخل هذا القطاع القرن الحادي والعشرين بكل ثقله وقوته إلا وتقلصت قبضة العسكر التركي على شؤون ومقدرات البلاد ...
الاقتصاد التركي قوي بمسانده الشعبية في القطاع الخاص ، كذلك هو الاقتصاد في الصين الشيوعية ..
لكن في العراق، الديمقراطية لم تعن إلا مزيداً من الفرقة ، لان الشعب لا يملك شيء ، نظام الدولة الاشتراكي السابق يتناقض بشكل صارخ مع الواقع السياسي الذي فرضته الولايات المتحدة في العراق بعد غزوه ... وتستمر في فرضه رغم انف العراقيين وما مشكلة الكهرباء إلا نتيجة الاهمال المتعمد للإدارة الامريكية لنمط الكهرباء الوطنية العراقي الاشتراكي القديم !
الدولة العراقية الحالية تملك مقدرات البلاد ، الشعب ينتخب ممثلين عنه ليمتلكوا مقدراته .. ويدفعوا له مرتباته او مستحقاته ..
اما في الغرب ، الشعب ينتخب ممثلين عنه .. ليجمعوا منه ضريبة توفير الامن ، لكن جل الشعب ولا اقول كله يعمل في القطاع الخاص مستقلاً عن الدولة ، بل غالبية الغربيين لا يهتمون بالسياسة ولا يشاركون بالانتخابات ، وهذه حالة صحية جداً وطبيعية في ظل النظام الديمقراطي الطبيعي المستنبت في ارض التحولات التاريخية للمجتمع !!
وهذه هي المفارقة ، الشعب العراقي يذهب بنسبة تصل إلى 60% لصناديق الاقتراع ، وهو ما لا يحصل في اميركا ، لينتخب " لصوصاً " يسرقوا ثروته ويصدروها إلى حسابات سرية في بنوك اوربا والولايات المتحدة وكندا ..

لكن ، لو كان القطاع الخاص العراقي هو الممسك بزمام الاقتصاد ، فما الذي سيحصل ؟
اعتقد بان نسبة المقترعين ستقل عن 30% ، ومن يصلون للسلطة سيكونون متزلفين لباشوات البورصة كما هو توني بلير وساركوزي في بلادهم ، وكذلك حين ندخل إلى المجاميع والحوارات في فيسبوك وتويتر سنجد ان قلة قليلة فقط من مرتاديها سيتحدثون بالسياسة ...!
اليوم وضع الإنترنت مختلف تماماً ، سواء المواقع المصرية والسورية والعراقية بوجه الخصوص جميعها تفطر وتتعشى سياسة ، لماذا ؟
لان هؤلاء الشباب وبصريح العبارة يغيب عن اذهانهم وعي حقيقي لدورهم الفعلي في بناء الدولة اقتصادياً في المقام الاول وليس بالسياسة التي تحتل المقام الثاني ..
حين يصبح الناس هم مالكي قوتهم الحقيقيين ، حين ذلك يكون مطلب الحرية السياسية خطوة اساسية مهمة على الطريق ..
نعم ، الانظمة الشمولية لا تسمح بتعاظم دور الانتاج المحلي الخاص ولا تيسر تطور القطاع الخاص خوفاً من فقدان السلطة ، هذه الانظمة في عموم العالم العربي دنى اجلها لا محال ..
لكن ، على شباب الثورات العربية وقبلهم رجال الاعمال والصناعيين العرب ان يعوا لحقيقة العامل الاقتصادي ودوره الاساس في قيام دولة ديمقراطية بمقومات طبيعية وليست مصطنعة مريضة كحال الدولة العراقية اليوم ..

(3)

سوريا بدها حرية .. هذا هو احد شعرات الثورة السورية ..

وحسب رايي ، الشعب السوري وما يمتلكه من قطاع خاص لا باس به ( يشكل 70 % من الاقتصاد السوري ! ) واقتصاد قريب من الاكتفاء الذاتي ، يجعله اكثر الشعوب العربية اقتراباً من الحرية السياسية الموضوعية الطبيعية ..!!
القطاع الخاص هو الغطاء الواقي الحقيقي لأي نظام ديمقراطي في العالم ..
النظام السوري اوغل في دماء شعبه ، وحقيقة .. فقد هذا النظام شرعية استمراره بسبب ذلك ، لكن هذا لا يمنع ان نذكر بأن النظام " الدموي " في سوريا لعب دوراً هاماً في تشغيل وتحريك هذا القطاع عكس نظام البعث العراقي وانظمة قومجية كثيرة اخرى ...
إذ نلاحظ العكس في النظام المصري المنهار ، فرغم تشدقه بانه اعطى فسحة من الحرية الاعلامية السياسية اكثر من غيره من الانظمة العربية إلا انه نظام يجري به النيل من اقصاه إلى اقصاه ويستورد ثمانية الاف طن من القمح سنوياً لسد حاجة الشعب ، فيما نظام " الاسد " كان يصدره حتى وقت قريب ..؟!
الحرية الاعلامية والسياسية في العراق الجديد ، وفي مصر السادات ومبارك وكذلك تونس بن علي ، حيث الاقتصادات الريعية الجوفاء في هاتين الدولتين ، هي حرية جوفاء وخيانة ترهن الوطن ومقدراته بأيدي غير مسؤولة ..
المعارضة السورية اجتمعت في تركيا ، واجتمعت في دمشق ، ولم تصدر إلا بيانات سياسية ولا تضع في حساباتها مسؤولية بناء دولة حقيقية ، هم من " هواة " السياسة وليسوا محترفيها الذين يجب ان يكونوا بالمقام الاول خبراء اقتصاديين بمختلف الاختصاصات .. !
صفوف المعارضة عموماً في العالم العربي تمارس العمل السياسي لما تعانيه من خواء قيمي وفكري و افتقار لممارسة العمل الإنتاجي الحقيقي الذي يخدم الدولة ... طبعاً لا نبرئ الانظمة من دورها في قهر وتسطيح النخبة سواء اكانت معارضة او موالية ..
المعارضة لو ارادت خدمة بلدها " سوريا " او اي بلد عربي آخر ، عليها ان تفكر بآليات تفعيل الاقتصاد وتدوير زخم عجلته بقوة اكبر كي تزحزح الدولة عن الامساك بخيوط الاقتصاد ، عصب الدولة العصرية الاساس ....!
هذه هي الاولوية ، اما التفكير بمجلس انتقالي , يمهد الطريق لديمقراطية " الحرامية " على الطريقة العراقية فهذا امتهان لسوريا واستغلال لعواطف الجماهير كاستغلال اشرار الرجال لعواطف العذارى البكر ..اللواتي لا خبرة كافية لديهن في الحياة ...!
سوريا تحتاج لاقتصاد قوي في نفس الوقت الذي تحتاج فيه لازالة هذا النظام القمعي الدموي ..
سوريا بحاجة إلى رجال اعمال ومصرفيين يضعون نصب اعينهم إن المرحلة القادمة هي تدعيم الحرف والصناعات الشعبية والزراعة عبر التسهيلات المصرفية والقروض الميسرة ..
ولنقلها بالشامي :
" سوريا بدها مصاري لتمكن المشاريع الصغيرة والمتوسطة مشان تصير فيها حرية حقيقية وليست دم قراطية متل العراق " ...
ومحاولة الغرب ادخال بقية دول الربيع العربي في عولمة الخراب والفقاعة الاقتصادية الكونية كما فعلت في العراق عندما فتحت حدوده على المنتجات والسلع الاستهلاكية التي حطمت الاقتصاد العراقي وجعلته سوقاً مفتوحة انعشت ايران وتركيا وسوريا والسعودية والكويت ..
فهذا لن يقود اي بلد عربي ضعيف ينضوي تحت رحمة منظمة التجارة العالمية وشروط البنك الدولي إلا إلى الضياع كما هو عراق اليوم الذي رغم قوته و نفطه فهو مشرف على التقسيم ..
البلاد العربية بحاجة إلى ايدي مسؤولة تمسك اقتصادها لا تطيع اميركا التي تحاول انقاذ نفسها ليس إلا من ورطاتها الاقتصادية ومغامراتها الحربية بربط اي دولة ضمن منظومتها البترودولارية لتستمر بضعة سنوات اضافية في عمرها الفاني ليس إلا ..
الاستثمارات الاجنبية صحيح انها تسند الاقتصاد ، لكنها ترهن الدولة بيد فئة من الراسماليين الذين سيتحكمون بمسارها السياسي بطرق ديمقراطية عبر نفوذهم في احزاب معينة كما هو حاصل في الولايات المتحدة وحزبيها الجمهوري والديمقراطي ..!!
سوريا بحاجة إلى بناة واعين وليس لمعارضين هتافين ينعقون مع كل ناعق ، خوت جيوبهم فاشترت اميركا ضمائرهم ..
دولة مثل الولايات المتحدة لا يغيب عنها إن الدول العربية بحاجة إلى نهوض اقتصادي يبدأ من الاسر الانتاجية وليس من المصانع والشركات الكبرى ذات حصص الاسهم الغربية كما هي في دول الخليج ..
وكذلك ما يجري في العراق من فساد ، اميركا تدرك إنه لا يعالج إلا بتهميش دور الدولة الاقتصادي كمحور في عمليات الانتاج لتكون مجرد منظم ليس إلا ..
اميركا تدرك كل شيء ، لكن نهوضاً اقتصادياً بهذه الشاكلة لا يخدم مصالحها مطلقاً
فانتبهوا يا شباب سوريا واليمن وليبيا والمغرب العربي ..
وعوا عبرة التاريخ جيداً يا شباب العراق ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد وليد مجدي
فؤاد النمري ( 2011 / 7 / 1 - 14:15 )
بقدر ما أقدر الدارسين في الماركسية بقدر ما أخشاهم
ليس لدي اعتراض حدي على وصفك نفسك بمجدد للماركسية لكن أن تقول أن القطاع الخاص هو الواقي للديموقراطية فهو كفر بواح ا بعده كفر
رسمت صورة دقيقة لنشوء النظام الرأسمالي لكن مثل هذه الدقة لم تنسجم مع أفكارك حول نشوء الدولة وطبيعتها
الدولة هي الحارس الأمين للإمتيازات الطبقية فكيف تكون ديموقراطية ناهيك عن وقاية الديموقراطية!؟
تحياتي


2 - شكراً لجهدك
رعد الحافظ ( 2011 / 7 / 1 - 15:19 )
فكرتكَ الرئيسة في المقال من انّ التحرر والإستقلال والإكتفاء الإقتصادي الشعبي والقطاع الخاص , سيكون عامل مهم لتقليل الإهتمام الشعبي بالسياسة إلاّ بمقدار الضرورة لإنتخاب حكومة تصون الأمن والقوانين والحريّات العامة هي فكرة واقعيّة صحيحة تنطبق وتتماشى مع إقتصاد السوق وتشجيع القطاع الخاص ليقوم بدوره المهم
النظام الإشتراكي فعلاً يحتكر الإنتاج ليحتكر معه السلطة
كون السلطة تحتاج لقوى الإنتاج ودعمها ( حتى لو كان بشكل ضرائب )
هنا وجدتُ تناقض في مفهومك ( النظري ) عن الحالة السورية عندما قلت الشعب
يمتلك 70 % من قوة الإقتصاد وهو مستقر سياسياً
بينما الواقع على الأرض يقول العكس / الشعب عموماً مُضطهد والسلطة محتكرة منذ نصف قرن بيد طغمة معينة
أيضاً في نقدكَ للسياسة الأمريكية تقول عنها ( في قضية الكهرباء العراقي ) أهملت النمط الإشتراكي العراقي
هذا معناه أنّها تسعى لطريقتها الراسمالية التي طبقوها قبل أيام في كركوك وإعتمدوا على أنفسهم بتوفير الكهرباء بعد أن ملّوا وعود الحكومات المركزية والمحلية
فتعاقدوا مع ( شخص ) يبيعهم كذا ميكا واط تبدأ اليوم حسب ما سمعت
الإقتصاد الحُرّ كما إسمهُ يحرر البشر


3 - مبالغات كثيرة وتحليلات متضاربة 1
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 1 - 16:02 )
هناك الكثير من عدم الاتساق المنطقي في التحليلات الواردة في المقال تصل لدرجة التضارب .. ويبدو أن الكاتب يراهن على أن القارئ لن ينتبه إليها .. أو ربما أن الكاتب نفسه لم ينتبه إليها وهو يكتب .. وتلك مشكلة أخطر.
فالأولى تعبر عن تذاكي بينما الثانية تعبر عن نسخة رثة من الاقتصادوية الماركساوية.
فمثلا يفصل الكاتب فصلا تاما بين السياسة والاقتصاد ويصور لنا الغرب على أن الاقتصاد فيه هو الذي قاد قاطرة السياسة (اقتصادوية رثة) .. ولدرجة أنه يعتبر (ظهور العملة الورقية) من أهم أسباب ظهور الرأسمالية .. وهو قول استخفافي لأن العرب والهنود عرفوا العملة الورقية قبل الغرب بقرون ورغم ذلك لم يؤد ذلك إلى ظهور الرأسمالية .. بل إن كثير من الدول المتخلفة تستخدم العملة الورقية الآن ولم يؤدي ذلك لتطور الراسمالية فيها .. فما السر يا ترى؟؟
طبعا سيسارع الكاتب بالقول أن هناك أسباب أخرى .. إذن ما الداعي لاختزال الأمور في العملة الورقية وفقما يوحي الكاتب؟؟
فنظام الإنتاج لا يحتزل هكذا بكل استخفاف في فيتشية العملة
أظن هناك رهان على ترفيه القارئ من خلال تقديم أكبر قدر من التسطيح الجاذب للقارئ على حساب التحليل الموضوعي


4 - بهلوانية تحليلية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 1 - 16:13 )
يصف لنا الكاتب التطور -الطبيعي- للراسمالية الغربية بكثير من الاستخفاف عندما يزعم أنها -سارت شعوبها نحو الانتاج دون الحاجة لإنتاج الدولة بشكل كبير- .. إذن فالدولة الغربية -عالة- على المجتمع وطارئة .. كما يصورها الكاتب .. ولهذا ازدهر الاقتصاد وأصبحت الحرية مطلب طبيعي للغربيين.
هذا التوصيف يتشوش عندما ينزل الكاتب إلى الواقع العربي ويكاد ينصحنا بأن نلتفت إلى الاقتصاد و-نترك- السياسة للسياسيين -غير الهواة- قاصدا رجال الوضع الراهن ولنركز فقط على الاقتصاد .. لأن النظام الدموي - بكلمات الكاتب - في سوريا لعب دوراً هاماً في تشغيل وتحريك- (الاقتصاد) .. هكذا بكل أكروباتية ينتقل الكاتب من أطروحة الدولة الليبرالية الغربية التي خلقها الاقتصاد إلى أطروحة مناقضة هي الدولة الاستبدادية السورية التي خلقت الاقتصاد .. وهو لا يكاد يدرك أن هنا تناقض من نوع ما .. بل حذلقة كشفت خفة وتسطح منطق التحليل..
فالمنطق الأول بالمقال يدفع باتجاه الدعوة إلى تخفيف قبضة الدولة عن الاقتصاد وترك القطاع الخاص ينمو .. أما المنطق الثاني فيدفع باتجاه -الامتنان- للنظام الدموي لأنه خلق الاقتصاد بل والقطاع الخاص .. بهلوانية تحليلية


5 - تصحيح واعتذار
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 1 - 19:30 )
أول من أخترع العملة الورقية هم الصينيون من ألفي عام . . لذا اعتذر عن ذكري للهنود والعرب على أنهم عرفوا العملة الورقية.
لكن تبقى النقطة التي اثرتها واضحة - كما اتمنى


6 - ابا الليث العزيز
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 7 / 1 - 19:52 )
تحيه وتقدير
كما توقعت سيكون هناك تعليق كرد على تعليق وهذا شأن السفهاء مع الأعتذار لك
اكرر الأعتذار على هذه المقدمه والأعتذار للأستاذين النمري وغندور
لقد طرحت مثال تركيا اسمحلي ان اقول
ان العسكر قلص قبضته بأمر اسياده الذين امروه سابقاً بغير ذلك لأنتهاء مرحلة الأنقلابات والجديد هو استدعاء العثماني الغبي المتطرف ليعيث فساداً في المنطقه وفق ما رسموه للمسلم باالظاهر اردوكان وفي الخفي يحتفل بأعياد اخرى
الخطر اليوم من العثماني الجديد الذي ادخل المنطقه اكثر من خمسة قرون في الظلام ليسلمها لأعدائها الكبار والمحليين والرداحين من قبيل من يجندونهم هنا وهناك
اتمنى ان نختار امثله تتناسب مع عمق الموضوع فالنموذح التركي سطحي هش تابع قذر
اما سوريا فهي البلد الأكثر تعرض للتآمر المحلي والأقليمي والدولي وهي ضمن هذا الفهم(عندي) خارج القياس الضغوط المسلطه على سوريا منذ قيام سلطة آل سعود ولنقل منذ1936 العام الذي يعرفه كل متابع لشأن المنطقه
اثمن فيك كل بحث عن جديد واثمن الرغبه المتعلمه الطامحه لشيء يخدم البشريه وفيكم كشخص وما تحمل استمرار البحث والنقاش


7 - الديمقراطية والضريبة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 7 / 1 - 20:13 )
استمتعت بمقالك رغم أن لي عليه بعض الملاحظات. سأكتفي هناك بواحدة.
رأيي بالنسبة للعراق والجزائر وهما متشابهان من الناحية الاقتصادية.: اقتصاد الريع. هنا الحكاية معكوسة مقارنة بأوربا القرن الثامن عشر والتاسع عشر. الدولة لا تحيا على ضرائب المواطنين بل العكس هو الصحيح. الدولة الريعية تمسك بخناق الشعب لأنها دولة توزيع للريع كنعمة طبيعية.
من الصعب أن تنجح الديمقراطية في مجتمع ريعي لأن الناس لا يشعرون أن لهم فضل على الدولة والدولة لا تشعر بأنها مدينة للناس وأن عليها أن تقدم الحساب عن كيفية التصرف بأموالهم. المواطن في الغرب هو أساسا دافع الضرائب.
لعل الضريبة كانت صانعة الديمقراطية إلى حد محترم، بالإضافة طبعا إلى عناصر أساسية أخرى.
إلى حد الآن، وحدها البرجوازية دافعة الضرائب تمكنت من التغلب على الدولة التقليدية، دولة الإقطاع والنبالة والقبيلة.
تحياتي


8 - للسيد الجاسم صاحب الليث
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 2 - 08:29 )
لم أفهم تعليق السيد صاحب ا-الليث- عبد الرضا حمد جاسم عندما تحدث بتعمد للغموض عن -السفهاء- والتعليق على التعليق .. وكأن تعليقه لا يأتي منزها عن التعليق على التعليقات
ولا أذكر أني طلبت من -اعتذار- عن أي شيء .. لذا فأنا أرفض اعتذاره الذي تطوع به دون أن أطلبه منه .. بل أطالبه بدلا الاعتذار بالإفصاح إن لم يكن ير في ذلك حرج يعتذر عنه مسبقا
من الواضح أن كل هذا خارج سياق المقال .. لكنه ربما يظهر الجو العام للمشجعين العجزين على النقد ويفصل القراء بين قادرين وعاجزين عن فهم ما يكتب .. مع عدم الاعتذار لأي شخص لم يطلب اعتذارا ولم يفهم ما كتبت ..


9 - الاستاذ النمري
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 2 - 16:40 )
شكرا لتعليقك ايها المعلم الماركسي المخضرم

كونك مخضرماً وواسع الفحص الماركسي الكلاسيكي في صيرورة تاريخ نشوء الدولة لا يبرر إنك لم تقدم توضيحاً مبسطاً في تعليقك يدلل على ما تقول

ساكون لك من الشاكرين لو بينت لي سيدي الكريم حقيقة وطبيعة الدولة على النمط الامريكي , وكيف لا يكون القطاع الخاص هو حامي ديمقراطيتها ودونالد رامزفيلد اقترح قبل اعوام - خصخصة - الجيش الامريكي !!!

ارجو ان توضح لي وللسادة القراء معنى هذا بتعليق مفصل , أو بمقال منفصل لو تكرمت ايها المعلم الجليل

لك فائق شكري


10 - الكريم رعد الحافظ
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 2 - 16:46 )
اشكر رؤيتك الشفيفة التي استنبطت روح المقال بلا جهدٍ ولا كلل ....!

بالنسبة لكون ثلاثة ارباع الاقتصاد السوري هي قطاع خاص
فهذا لا يتناقض مع كون الممسكين بمقود هذا القطاع موالين او تابعين للنظام
هذا شيء طبيعي يا اخي

ليسقط النظام , ولترى كيف سيوالي هؤلاء انفسهم النظام الجديد ...!!

ليست هذه هي القضية اطلاقا

القضية هي ان هيكلية الدولة الاشتراكية تتناقض تماماً مع الديمقراطية السياسية بغض النظر فيما اذا كان قطاعها الخاص يدين بالولاء لمن

فراس المال جبان يا اخي يا رعد وكمال يقول المثل السريلانكي :

كل من يتزوج ماما .... يصير بابا !!!


11 - الشقيق امير الغندور
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 2 - 16:54 )
احييك اخي الكريم على هذا الهجوم النقدي اللاذع .. الفاقع

احييك من قلبي , فانا احب هكذا حماس وروح نقدية وثابة

النقد هو الذي يصنع الواقع , ويجعل التاريخ يتحرك

لكن عندي ملاحظة بسيطة على تحليلك الرائع

لا استخف ابداً بالقارئ ولا برايه
واثمن نقده حتى لو كان على طريقة المصارعة الحرة ...!

بالنسبة للنظام السوري لا ادافع عنه كما تتصور
لكنني اذم واقبح المعارضة التي ترتمي في احضان اميركا
وضربت مثلاً في المعارضة العراقية التي التئم شملها في لندن قبل الغزو

هذه المعارضة هي التي تحكم عراق اليوم كاحزاب تمسك بتلابيب السلطة بمشاركة الاميركان
الأ .. فلتبعد الاقدار شرها المستطير المخبوء في الانتهازيين - الهواة - عن سوريا كما بعدت ثمود
واتمنى اخي الفاضل ان لا تكون انت منهم


12 - العملــــة الورقية_لامير الغندور
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 2 - 17:03 )
لم اقل انها إلا ....

((لا اقول إن ظهور العملة الورقية هو السبب المباشر ، لكن ما يسرته من تعاملات ومرونة في الاقتصاد العالمي ادى إلى بروز دور اكبر يلعبه - القطاع الخاص - في الانتاج الذي لا تسيطر عليه الدولة ))

هذا ما اوردته في متن المقال

كيف لك ان تستخف بعقل القارئ والمتابع لتلصق بي ما لم اقله ؟؟

فعلا الصينيون هم اول من استخدمها وليس العرب والهنود كما تسرعت وذكرت هذا ابتداءا

وشكرا للعم - جوجل - الذي ساعدك في تدارك الموقف

مع ذلك

الصينيون لم يحققوا بالعملة الورقية ما حققته الراسمالية الغربية بعد انتصاف القرن التاسع عشر

وكما قال السيد النمري
كان تحليلي لنشوء الراسمالية دقيقا
والنمري معلم ماركسي , ولا ينبئك مثل خبير

للمزيد من المعرفة يا اخي امير ارجو الاطلاع على نظريتي في الازمة المالية الاقتصاد الكوني , تجدها دراسة موسعة بملف اكروبات ( بي دي اف ) على الرابط :

http://www.doroob.com/wp-content/library/global_economy_walid_mahdi.pdf

هذه دراسة خاضعة لتقييم خبراء في الاقتصاد وسبق ونشرت في مجلة المستقبل العربي التي تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت


13 - رفيقي ابا الحيدرين عبد الرضا حمد جاسم
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 2 - 17:12 )
اشكرك حرصت وملاحظتك الدقيقة

فعلا النظام التركي تابع قذر
لكنني اختلف معك في كونه هش ...!!

النظام التركي ديمقراطي يحظى بشعبية لا باس بها , تقريبا النصف كما افرزت الانتخابات الاخيرة

طيف شعبي واسع يدعم هذا النظام
اما تبعيته لاميركا فهذا طبيعي .. طبيعي .. جدا , وتدل الارقام والاحصائيات بانه حقق قفزات اقتصادية مبهرة خلال العقد الماضي

ويؤكد الخبراء الاوربيين في الاقتصاد بان تركيا لو انضمت اليوم للاتحاد ستنعش اقتصاده وتخلصه من مشاكل عديدة

لكن انت تعرف , والجميع يعرف لماذا يكره السياسيون الغربيون تركيا

المقال موضوعي محايد رفيقي وعمي وتاج راسي
واتمنى ان يفهم منه بانه يناصر نظام على حساب آخر
لست مع اي نظام , وادرك حقيقة المؤامرة على سوريا حكومة وشعبا في الوقت نفسه اشير إلى حقيقة ان النظام الذي يوغل في دماء شعبه بهذا الشكل الافضل له ان يتنحى , ويترك عباد الله لخالقهم

اكرر شكري لملاحظاتك الهامة


14 - السيد عبد القادر انيس
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 2 - 17:20 )
تحية وشكرا لك على هذه القراءة والملاحظة

نعم , الدولة المصرية والتونسية كذلك , دولٌ ريعية
لكن , هل ايران .. وسوريا ... ريعيتان ..؟ ولماذا ؟

ورايك بان البرجوازية تغلبت على الدولة الريعية واقعي ولا يخفيه غربال
مع انني ماركسي ( على طريقتي ) واعادي البرجوازية منهجاً
لكن حتى الاستاذ النمري يعترف في مقالاته الاخيرة بان الدول العصرية تكاد ان تكون .. دول الطبقة الوسطى

اشكرك مجددا


15 - عدم وضوح المفاهيم
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 2 - 18:02 )
شكرا أخ. وليد مهدي على ردك الرقيق وأعتذر عن نقدي اللاذع .. فربما كان السر يعود إلى عادة تلقفتها منذ الطفولة حين كنت أتعرض لنقد لاذع إذا ما أرتكبت أخطاء بسيطة في الدراسة
كما أن تعليقاتك أثارت تساؤلات جديدة بصدد مفهومك عن -القطاع الخاص- .. فعندما تقول: بالنسبة لكون ثلاثة ارباع الاقتصاد السوري هي قطاع خاص .. فهذا لا يتناقض مع كون الممسكين بمقود هذا القطاع موالين للنظام .. ليسقط النظام , ولترى كيف سيوالي هؤلاء انفسهم النظام الجديد- فأظن أن ما تصفه هنا لا علاقة له بالقطاع الخاص في مفهومه الرأسمالي .. وإلا كان بإمكاننا أن نوصف الإقطاع على أنه محض احتكار رأسمالي .. وأن نوصف رأسمالية الدولة بأنها محض دولة رفاهية اشتراكية . وهكذا تتوه المفاهيم
أضف لهذا وجود خلط بين دور الدولة الغربية وبين الدولة الاستبدادية في الاقتصاد بازدواجية واضحة .. ثم أضف إليهما سرعة الانتقالات في المقال وستدرك ما أعنيه في تعليقي من وجود تسرع شديد في التحليل .. يفوق تسرعي في حدة النقد
تحياتي


16 - الاخ امير الغندور مرة اخرى
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 3 - 06:28 )
نعم اخي الكريم

لا اخفي اقتضاب المقال , وحاجته للانفتاح والتوسعة اكثر , لكنها المراعاة للاستساغة من قبل القارئ دون التوهان في اصطلاحات اكثر .. تركها للنقاش في مساحة التعليقات اولى برايي اخي الفاضل

لا يوجد خلط اخي الكريم بين الدولة الراسمالية والدولة الاستبدادية
الكل يعرف حقيقة الانظمة العربية ومن بينها النظام السوري
فهو لم يفتح المجال امام تنمية القطاع الخاص إلا ليحافظ على وجوده امام العزلة الغربية التي تضيق دهراً وتنفتح بضعة شهور
مع هذا
توفرت لدى السوريين - ثقافة الاقتصاد الخاص - لو صحت التسمية
وهم على الطريق إذن ليصبحوا دولة ديمقراطية حقيقية
لكن هذا ايضا لا يعني إن زوال النظام سيؤدي لتحول ديمقراطي سريع
هناك تبعات جمة ومنها ما يعرفه الجميع عن نفوذ الدولة المستتر في القطاع الخاص عن طريق رجال اعمال ومتنفذين

كذلك توجد بطالة في سوريا , وهذا يعني إن الاقتصاد السوري , سواء الخاص او العام لم يأخذ مداه او حيزه المطلوب بعد في توفير فرص العمل والتنوع الإنتاجي بصورة تامة

ايضاً لا تهمل مسالة -التنمية البشرية- وتاهيل قوى العمل والإدارة السورية في القطاعين وهو ما ضاقت عنه الصفحة


17 - شبحية مفهوم الدولة الريعية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 3 - 06:32 )
من العجيب كذلك أن تكتب ما يلي: -نعم , الدولة المصرية والتونسية كذلك , دولٌ ريعية
لكن , هل ايران وسوريا ريعيتان؟ ولماذا؟- فالعجيب هنا أنك تؤكد -ريعية- مصر وتونس . وتتشكك في ريعية إيران وسوريا .. وهذا أحسبه توصيف ينم عن الخلط المفاهيمي في مفهوم -ريعية- الدولة وهو الخلط الذي سمح لك بتوظيفه للتأكيد على ريعية مصر وتونس والتشكيك في ريعية إيران وسوريا .. ما يعني أننا بصدد مفهوم لا يعتمد على محددات واضحة كمية مثلما نسبة الريع في إيرادات الدولة بل أصبحنا أمام مفهوم -مزاجي- يعتمد على -رؤيوية- من يستخدمه
وهذا يؤكد ما قصدته سابقا بخصوص عدم ضبط المفاهيم واتساعها المطاطي لتشمل ما تريد أن تقوله حين تريده .. فمثلا ورد في المقال أن الدولة تخلق الاقتصاد في منطقة ما ولكن يخلقها الاقتصاد في منطقة أخرى .. وهذا بالطبع نابع من -شبحية- مفهومي الدولة والاقتصاد في المقال
أقدر رغبتك الشديد في التنظير وفتح أراض بكر للتفكير في هذه الأمور .. لكن إن اعتمدت هذه الرغبة على -شبحية- المفاهيم .. فسنكون أمام مشكلة-


18 - تسرع في الكتابة
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 3 - 06:56 )
منذ أول فقرة بالمقال نجد تسرع في الاستنتاجات، حيث تقول: -.. تسطحاً ورؤية ضيقة تلك التي تنادي بالديمقراطية والتحرر الفردي المجرد عن غطاء اقتصادي- .. ففي هذه الفقرة، أنت تتخذ موقفا مؤدلجا مسبقا من خلاف لم يحسم بعد (لدى غير المؤدلجين بالطبع) حول: هل تؤدي الديمقراطية إلى التقدم؟ أم يؤدي التقدم إلى الحرية؟
فمن الواضح هنا أنك تسخف النظرة التي تنادي بالديمقراطية .. وهو تسخيف من المؤكد أنه يتعارض مع الثابت من أفكار ماركس الذي لم ينكر ما نجزته الديمقراطية الغربية بل انطلق لمد مسار التاريخ إلى ما بعد الديمقراطية وليس إلى ما دونها .. وهو ما لا يدركه كثير من لا ينتبهون للفرق بين الماركسية -السوفيتية- والعالمثالثية وبين ماركسية ماركس
كوعندما تخاطر بكتابة جمل كهذه في سياق نشوب الثورات العربية فلابد أنك تدرك وقوع في خندق الرجعية المعادي للثورة .. هكذا فقط لأنك لم تضبط مفاهيم المقال ولا حتى فهمك لمطالب الثورة التي تحسبها أنت تنادي بالديمقراطية والتحرر الفردي -المجرد- عن غطاء اقتصادي - وفق كلماتك .. فمن قال لك أن الثورة العربية تنادي بتجريد الديمقراطية عن الغطاء الاقتصادي؟؟ أظن هذا خلط آخر


19 - الرجعية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 3 - 07:14 )
أنت تقول: -لا يوجد خلط اخي الكريم بين الدولة الراسمالية والدولة الاستبدادية- .. أستاذي أنت تقول في مقالك أن الاقتصاد في الغرب خلق الدولة الليبرالية .. بينما الدولة في الشرق -الاستبدادية هي التي خلقت الاقتصاد .. فكيف لا يوجد خلط في مفهومك عن الدولة وعن الاقتصاد .. بل هناك خلط نابع من تبنيك لنظرة استشراقية عتيقة عن الشرق والغرب وهو واضحة في المقال .. لكن كونك لا تدركها أو تنفيها بعد كشفي لها .. فهذه مسألة أخرى
وعندما تقول: -توفرت لدى السوريين - ثقافة الاقتصاد الخاص - لو صحت التسمية .. وهم على الطريق إذن ليصبحوا دولة ديمقراطية حقيقية .. .. ثم ايضاً لا تهمل مسالة -التنمية البشرية- وتاهيل قوى العمل- .انتهى .. فهل تظنني هندي أحمر حتى أصدق هذه الأسطورة .. أي قطاع خاص وأي تنمية بشرية .. رجاء قليل من الاحترام لعقلياتنا .. وكفى دفاعات ديماغوغية عن أنظمة استبدادية بذريعة أنها تحقق تنمية موهومة لا نراها إلا في بيانات الطغاة .. فهل نحن بصدد علم أم هزل؟
التنمية البشرية لها مؤشرات كمية لا علاقة لها بالتخريف. مؤشر سوريا بعد المائة. هل تعرف كم دولة في العالم؟ كفى رجعية وديماغوغية ولاعلمية


20 - السيد امير الغندور مرة اخرى تتلو (1)
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 3 - 10:43 )
اخي الكريم

لم اذكر كلمة - ريع - في مقالي اعلاه , وتجنبتها ما استطعت
لان لها تعريفات مختلفة تتفق على انها تمثل المردود المضاعف او المورد الثابت
وهناك تعريفات حديثة تسمي وارد الاستثمار في الخدمات والسياحة بانه ريعي ...

اضطراب ومطاطية المصطلح جعلتني لا استخدمه في المقال اعلاه فاذهب وراجع
تعليق الزميل عبد القادر انيس هو الذي جعلني افتتح المناقشة بذكر المصطلح في التعليقات
لانه استعمل هذا المصطلح
ولقد قمت بدروي بسؤاله .... ماذا يسمى الاقتصاد المختلط بين الريعي والإنتاجي حيث يوجد مدى معين من انتاج القطاع الخاص الصناعي والزراعي في سوريا وايران
هل يبقى محتفظا بنفس التسمية ام ماذا ؟

المناقشة كانت لابعاد الخلاف المفهومي والتمسك بجوهر المسار العام للموضوع بتبيان هيكلية الاقتصادات العربية غير المؤسسة على الإنتاج الحقيقي الزراعي والصناعي

لماذا تحاول ان تقول عن لساني ما لم اقله بما يتعلق بسوريا وايران ؟
استفسرت فقط ولم اعط رايا فيهما على الاطلاق ... لانني اعرف الازمة الاصطلاحية التي يعاني منها هذا العلم بسبب التضارب بين الفكر الشيوعي والراسمالي وما خلفاه من ازمة منهج تتبدى _يتبع


21 - السيد امير الغندور مرة اخرى تتلو (2)
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 3 - 10:53 )
تابع

في نقاشات الاخوة في الحوار المتمدن بمختلف المجالات والاقتصادية منها خصوصا

الحرب الكلامية اللفظية يا اخي الكريم تبعد القارئ عن الفهم

انت اخي الغالي تناقش تباينات في فهم استيعابك المفهومي والاصطلاحي
وهذا له محلٌ ثان

كم كنت اتمنى ان تناقشني في الهيكل العام للموضوع كما فعل باقي الزملاء ؟

كيف سخفت انا الديمقراطية ؟
حين ادافع عنها ضد المرتقين على سلمها بسرعة دون وجه استحقاق؟
هل يسمى رسم الديمقراطية بمنهجية اكاديمية رصينة الجذور تسخيفاً أم ترصيناً لها ضد المتطفلين الذي يلوكون اصطلاحها مثل علكة ؟

قصدي واضح اخي من جملة المقال
ونصيحتي لشباب هذه الثورات واضحة بان حقوقهم مشروع لكن حذار من المتسلقين على اكتافهم دون علم ولا هدى ولا كتابٍ منير

الثورات العربية بعد ان تنجح تحتاج لكنس - الهواة - الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون إنهم يحسنون صنعاً

كيف اصف نظام الاسد بانه دموي ثم اكون مدافعا عنه
كيف اقول بان النظام فقد الشرعية , ثم تجعلني في مقام المدافع عنه ؟

هذا اغرب ما قرأته من تعليقات في حياتي
انت تهاجم لكي تهاجم وليس لاثبات راي تؤمن به عن قناعة

تحية


22 - هجمات نصية لا هجمات شخصية
أمير خليل علي ( 2011 / 7 / 3 - 11:46 )
ربما معك حق .. في أني أهاجم بأكثر مما أوضح مقصدي من الهجوم .. فللأسف لغتنا العربية وأسلوبيتها تجرنا معها في استطرادات الهجوم مقابل تقلصات التوضيح والشرح غير العنترية .. وهي نزعة لا أظنني خلو منها .. وعنها أعتذر .. ولا تنس أن هذه النزعة بارزة جدا في أول كلمات مقالك أنت نفسك حيث سفهت ملايين البشر بكلمتين أو ثلاثة حين وصفت سخافتهم وخفة عقلهم .. هذه مشكلة راسخة داخلنا ونحتاج دوما لترويضها
رفضك لسمة -الرجعية- ربما يكون صحيحا داخلك .. لكن قصدي هو أن كلماتك وتعبيراتك في المقال نفسها التي تستخدمها في المقال - وهذه اول مرة أقرأ لك - تعطي انطباع مخالف تماما .. وخاصة إذا وضعناها في سياق اللحظة التاريخية الراهنة
ولا أريد أن أعظك بالكتابة الملتزمة - رغم أنها جزء أساسي من تكوين أي كاتب تقدمي- فهدفي كان يقتصر على توضيح التضاربات في كلمات وأفكار المقال التي جعلته يخرج مختلفا عن مواقفك التي تتبناها .. بحيث أصبح كالسكين الذي يقطع يد صاحبه إن أراد أن يستخدمه
واعتذر عن هجماتي -الفاقعة- .. فهي مدفوعة بكل تسرع نحو الانتهاء من كلمات وحسم مواقف من النصوص وحدها وليس لها أي دافع آخر
تحياتي وتقبل اعتذاري


23 - للسيد امير الغندور مع وافر الاحترام
وليد مهدي ( 2011 / 7 / 3 - 16:22 )
لا عليك يا اخي

ولست ايها الكريم ملزماً باي اعتذار

هو مجرد نقاش , واعتقد توصلنا إلى الحدود التي تزيل سوء الفهم وإن كنا لا نزال مختلفين في زاوية الرؤية

واختلافنا بكل تاكيد صحة ..!!

دمت اخاً عزيزاً

اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح