الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحة صدور

حسن الشرع

2011 / 7 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من ركائز ثقافتنا العربية جملة أشياء سأذكر لكم بعضها تتصل بموضوع المقال منها العزة بالإثم وعدم الاعتذار وادعاء الجاهل للعلم والفضل وضرب الأخماس بالأسداس..وبما أن ثقافتي عربية خالصة فإنني مازلت أتمسك بهذه الخصال وبغيرها مع تيقني بمنكريتها لكنني وخارج المألوف سأدعي جهلا بما تردد في السنوات القليلة الفائتة وما دأب الناس على النطق به في العراق (الجديد) ،ذلكم هو ما عرف بصحة الصدور ...ولمن يجهل هذا الأمر كما هو حالي قبل فترة وجيزة أقول إن الصدور هي ليست ما اشتملت القلوب التقية أو المستنيرة على رأي البعض أو المريضة أو العمياء على رأي آخرين ولا اقصد بالصحة حالة البدن وخلوه من العلل والأوجاع ولا الصدور التي لا يليق بشيخ مثلي بثقافته وسنه إلى يصفها لكي لا اترك لقارئ فتي أن يضرب الأخماس بالأسداس فاقع في دائرة الشبهة والأفك والضلالة. إن صحة الصدور عندنا نحن أهل العراق خطاب حكومي يثبت أو ينفي تزييف أو تزوير محرر أو وثيقة أو شهادة رسمية وهذا أمر جديد.
فتحت بريدي الالكتروني بصعوبة تحيط بي من كل صوب فبطارية الحاسوب تكاد تنضب وخدمة الشبكة لا تذكرني بقصة الأرنب والسلحفاة التي مرت بذاكرتي فحسب بل جعلتني انظر إلى التباطؤ العراقي في كل شيء ،المهم أني أخيرا نجحت في الوصول إلى رسائل بريدي وشعرت بالراحة وأنا انظر إلى تنبيهات وتذكيرات الفيسبوك بأعياد ميلاد كثيرة لأصدقاء أخذتهم مني أوروبا وأميركا وآخرين يسكنون على مقربة مني ولا أراهم وآخرين لا نعلمهم الله يعلمهم ...رحلوا وتركوا عناوينهم التي لا توصل إليهم أحدا ..ورحت أرسل رسائل التهنئة الواحدة بعد الأخرى...شعرت بشيء من التعب وأنا أحاول اقتناص العبارات غير المكررة...فالكلام على الفيسبوك مقروء من قبل الجميع ،ربذهني.سر هذا اليوم ؟ولماذا كل هذه المناسبات، لكن شيئا ما قدح في ذهني..هتف هاتف في داخلي ..انظر فاليوم الأول من تموز ( واحد /سبعة) عندها شعرت بالتراخي وفقدان الحماس ورغبة في الذهاب خارج الموقع والموضع خارج الزمان والمكان...العراقيون جميعا من أبناء هذا الجيل والجيل السابق بحاجة إلى صحة صدور ميلادهم!!!.
روى لي أحد الأصدقاء طرفة..كان مع لفيف من الموفدين إلى فرنسا حيث تم إيقافهم في مطار شارل ديكول وبعد مدة من الزمن تبين أن أعضاء الوفد كلهم من مواليد(1/7)الأمر الذي أثار الريبة في أوساط سلطات المطار! ما عسى صحة الصدور أن تفعل في مثل هذه الحالات.
أخبرتني والدتي رحمها الله يوما أني ولدت في رمضان قبل حلول العيد بأيام ثلاثة قبل الفيضان الكبير بسنتين..ذلك توثيق مبين سيخلصني من عقدة (1/7) طبعا ليس على الحساب الرسمي فمازال دفتر نفوسي القديم يشرفني باني من أبناء ذات الجيل الذي يحتاج إلى صحة صدوره المتعبة من دخان سكائر( الجمهوري، وبغداد المحسن،واريدو، وسومر بسن طويل).الجيل الذي أنهكته معونات الشتاء وأوراق فقر الحال وشهادات عدم المحكومية وحسن السلوك واستشهادات المختار والاختيارية والتأشيرات السنوية في دفتر الخدمة العسكرية وما رافقها من نسخ الأعذار وتأجيل السوق والنقل ولجان شرحبيل...إنها سعير متلاحق من الإجراءات فما قيمة صحة الصدور..
ما سبب كل هذه الفوضى هل أنهم الرعية أم ولاة الأمر؟ الكلام كثير عن أوراق فاسدة ووثائق مزيفة وشهادات لا تعادل الورق الذي خطت عليه. عند الرعية وعند الولاة ، لكني أرى العفو العام عن من تبقى من جيل ابتلي بشرحبيل .
أما من زيف وتولى فهل يغني عنه صحة صدور جنسيته الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ