الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين لله والوطن للجميع .. يا ناس

سعد هجرس

2011 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من كثرة الأخبار التى نقرؤها يومياً عن إنشاء أحزاب دينية منذ الثورة، نكاد نعتقد أن "ثورة 25 يناير هى هبة الإسلاميين"، أو أنهم هم الذين أضاءوا شعلتها، فى حين أن المتابعة النزيهة والمنصفة للوقائع توضح لنا أن كثيراً من فصائل الإسلام السياسى التى ارتفع صوتها اليوم بصورة أقرب إلى الضوضاء لم يكن لها ناقة ولا جمل فى هذه الثورة، بل إنها أصدرت فتوى عند اندلاع الثورة خلاصتها "تكفير الخروج على الحاكم"، ولم يكن الحاكم فى ذلك الوقت شخصاً آخر سوى حسنى مبارك!
أما أكبر الفصائل التى شاركت فى الثورة فقد كانت جماعة الأخوان المسلمين. وهى قد شاركت متأخرة وغادرت مبكرة. أما شبابها الذين كان لهم دور إيجابى من البداية حتى الآن فإنهم شاركوا ضد رغبة مكتب الإرشاد فى معظم الأحيان.
ومع ذلك، ورغم أن القانون الجديد للأحزاب الذى صدر بعد الثورة يمنع قيام أحزاب على أساس دينى، فأننا رأينا "تسونامى" أحزاب ذات مرجعية إسلامية منها:
حزب العدالة والحرية (إخوان مسلمون)، حزب النهضة (إبراهيم الزعفرانى منشق عن الأخوان)، الاتحاد من أجل الحرية (منتصر الزيات المحامى)، حزب ا لنهضة (ممدوح إسماعيل محامى الجماعات الإسلامية)، حزب النور (السلفيون)، حزب للصوفيين، حزب لعبود وطارق الزمر، حزب الوسط (أبو العلا ماضى)، حزب عبدالمنعم أبوالفتوح، كما أعلن الداعية عمرو خالد عن نيته تأسيس حزب نهضوى تنموى .. والبقية تأتى.
فهل قامت ثورة 25 يناير من أجل تحويل مصر إلى "إمارة إسلامية"؟!
الذى رأيناه فى ميدان التحرير أن المطلب الرئيسى للثوار كان إقامة دولة الحق والقانون، وإرساء دعائم دولة حديثة. وعندما حاول البعض رفع شعار ذو نكهة طائفية كان الرد الفورى والمدوى هو الشعار الذى يزلزل الميدان "مدنية .. مدنية".
إذن ما يحدث الآن من طوفان لإنشاء أحزاب دينية هو عكس مطالب الثوار على طول الخط، وتشجيع هذا الاتجاه مسألة تبعث على الحيرة إن لم يكن الريبة أيضاً. وهو على كل الأحوال اتجاه يتناقض مع نص وروح قانون الأحزاب الذى صدق عليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة. والأهم أنه يتناقض مع مصالح الوطن والأمة. لأنه باختصار يهدد مبدأ المواطنة، ويتنافى مع متطلبات دولة الحداثة، ويفتح الأبواب أمام الفتنة الطائفية.
***
ولا يفيد بهذا الصدد تعلل البعض بوجود أحزاب "مسيحية" فى الغرب لأن الأحزاب الديموقراطية المسيحية الغربية لا يدعو أياً منها لاقامة "دولة مسيحية"، ولا يرفع أيا منها شعار "المسيحية هى الحل"، ولا يعادى أياً منها العلمانية والعلمانيين، أو يصف العلمانيين بأنهم "كفار" أو "شياطين الإنس"، ولم يتم ضبط أحدهم متلبساً بتأييد الإرهاب واستخدام العنف لتصفية الخصوم السياسيين أو اغتيالهم معنوياً أو جسدياً.
***
لذلك .. فإنه بدلاً من اللجوء إلى الاستشهاد بالأحزاب الديموقراطية المسيحية، فإنه من الأفضل أن نستشهد نحن بنموذج حزب العدالة والمساواة التركى. فهذا حزب تتشابه مرجعيته مع جماعة الأخوان المسلمين المصرية. ومع هذا فإنه يتبنى برنامجاً سياسياً ويتعايش مع دستور علمانى. ويقود تجربة مدنية ناجحة دون أن يدخل هذا البلد، الذى يشكل المسلمون أغلبية سكانه، فى دوامات كالتى تواجهنا الآن.
***
فلماذا يصر البعض على استنزاف الجهود الوطنية فى هذه المتاهات التى تهدد ثورة 25 ثورة وتضحيات شهدائها من أجل الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت