الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمتي نزيهة

أحمد بسمار

2011 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عمتي نزيهة *

عمتي نـزيـهـة, ألف رحمة على روحها. وكم تحتاج اليوم إلى ألف ألف رحمة. لأنه يا ويل ويل من تغضب عليه, ويا (نيال) من ترضى عليه. لسانها اللاذع وغضبها القاهر كان يرهب حينا كله. ويطلب رضاها النساء والرجال والشيوخ والأطفال, تجنبا لحقد ما تنشر من نقد وإشاعات حسب رضاها أو عدمه… وبعد مرور كل هذه الأعوام واستقر الناس واطمأنوا بعد وفاتها.. عادت ذكراها لخاطري كلما فتحت قناة الجزيرة الفضائية لأسمع ما يقوله الصوت الآخر عن بلدي ســـوريــا. أرى صورا عن اليمن وليبيا شاهدتها على غير قناة من دقائق قليلة, لأسمع مذيعة الجزيرة الملفحة أو المذيع الأنيق مرددين أنها من مدينة حمص أو حماه أو حلب أو اللاذقية.. فضائية الدنيا السورية تقدم لي منظر مظاهرة شبابية مؤيدة في حي باب توما بدمشق رافعة صور رئيس البلد..ويدفعني الريمونتكونترول إلى محطة العربية, فأرى نفس المتظاهرين ولكن الصور تحولت إلى يافطات ثورية نارية تريد إسقاط النظام… فأتذكر عمتي نزيهة.. وأطفئ الجهاز, رغم اعتراض زوجتي التي ترغب متابعة الأحداث باستمرار وقلق.. فأفتح لها التلفزيون من جديد.. مغادرا الصالون إلى مكتبي.. لاجئا إلى الأنترنيت والمواقع الإعلامية المختلفة. ومنها موقعنا الحوار المتمدن (غير فضائية الحوار الجديدة المعروفة) التي تحولت إلى محطة ميدانية متخصصة في المقابر الجماعية وشهود العيان الذين يظهرون مرة برتبة مجند وأخرى برتبة عقيد أركان حرب.
موقع الحوار.. موقع الحوار الذي تعرفت عليه من بضعة سنين, وتعودت في البداية على علمانيته وأفكاره اليسارية واحترامه للحريات العامة وخاصة لجميع معارك الحرية والدفاع عن حقوق المرأة في عالمنا العربي والإسلامي.. وخاصة هذا الاتجاه الفولتيري المفتوح للرأي والرأي الآخر. دون الالتزام بالرأي أو الرأي الآخر. تاركا حرية النقاش المهذب للمشتركين, حتى دون أن يلعب دور القاضي أو الحكم. تاركا لذكاء الكتاب والمفكرين المحافظة على التوازن الديمقراطي في النقاش ونشر النبأ والجدل. ولكنني لاحظت ـ مع بعض الحسرة والألم ـ أن هذا الحياد بدأ ينحسر منذ آخر السنة الماضية. وبدأ الموقع يلتزم مع هذا أو ذاك. أو يؤمن حماية خاصة لذلك أو ذاك من الكاتبات والكتاب الذين يتبؤون دائما مركز الصدارة الدائمة في الموقع, مع الحرمان المؤكد من إمكانية الرد على مواقعهم الصاروخية الموجهة باستمرار ضد السلطة السورية الحالية, ولا شيء آخــر سوى السلطة السورية الحالية. وأبسط التعليقات المهذبة عليهم لا تقبل ولا تنشر. فوقعت في حيرة وأنا الحيادي في هذه المعمعة, حيث لا السلطة الحالية ترضيني.. كما لا أرى في غالب مانيفستات المعارضة الهيتروكليتية الحالية ما يقنعني بإمكانياتهم الغامضة لاستبدال هذه السلطة. بالإضافة أن الطرفين يعتبران الحياد وعدم الالتزام بكل حقيقة يصرحون لنا بها خيانة. وبالرغم من أن حقائق الطرفين لم تعد تقنع أية حكمة وأي عقل سـلـيـم. إذ أية حكمة وأي عقل باقتتال أبناء شعب واحد. ألفان قتيل معلن حتى هذه الساعة وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين. ولكل طرف, بإعلامه النصيب الأوفى من المقابر والقتلى. وكل من الطرفين يريد هناءنا ومستقبلنا ورفاهنا وإهداءنا أحلى ديمقراطية وأصفى وأحدث حريات في العالم.

********
آخر خبر :
France 24 الفضائية الفرنسية الممولة من وزارة الخارجية الفرنسية, تعلن عن نصف مليون متظاهر في دمشق يطالب بإسقاط النظام.. و25 قتيلا سقطوا ضحايا برصاص قوات الأمن, بينما فضائية الدنيا السورية قدمت لنا كل هذا اليوم مظاهرات ومهرجانات تأييد حاشدة في جميع المدن السورية, وخاصة في جميع أحياء مــدن حـلـب وطرطوس وبانياس ودمشق...

يتبقى الهاتف والأنترنيت. أنادي أصدقائي ومعارفي وأكثر الجامعيين الذين تعرفت عليهم هنا في أوروبا وعادوا إلى البلد. كلهم يردد لي تعال..تعال.. المقاهي والمطاعم مليئة بالحسناوات والمواطنين والهرج والمرج.. وكل شيء تــمــام.. تــمــام.. جواب سوري تقليدي ثابت أسمعه على التلفون منذ ثلاثة أشــهــر.............

من أصدق؟؟؟... من أصدق.. لم أعد أصدق أحدا... وهذه مشكلة مريرة مؤلمة..عندما تفقد الحقيقة.. ماذا يفعل المواطن العادي؟؟؟!!!..............

آه لو كانت عمتي نـزيـهـة ما زالت في عالمنا اليوم.. لعرفت الحقيقة المنتقاة.. منها وحدها... ألف رحمة عليها.

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة

*عمتي نزيهة
اسم مستعار حفاظا على ذكرى عمتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أستاذ احمد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 7 / 1 - 23:50 )
ياعزيز أؤكد لك أن ما قاله لك أصدقاؤك عن الوضع في سوريا صحيح تماماً فأنا أعيش داخل البد ولن أقول لك في أي منطقة لأن شبيحة المعارضة سيقولون فوراً أني من رجال النظام علماً اني تأذيت من النظام بأكثر مما تأذى أي واحدٍ منهم ولكن علمانيتي المستمدة من تدريسي لمادتي الرياضيات والفيزياء سنين طويلة طبعتني بطابع الحياد لأن العلم محايد يقول الحقيقة كما هي . أما الملاحظة التي أبديتها بخصوص المنبر فأنت محق تماماً إذ أني أرسلت لهم مقالاً منذ فترة بخصوص الوضع في سوريا محللاً بشكل محايد ومبيناً مساويءكلاً من النظام والمعارضة ودوره في ما يجري وأخطاءه .فلم ينشر .حتى أنهم لم يدرجوا اسمي بين كتاب المنبر ولست أدري ما السبب


2 - أهلين بالشبّيحة
موجيكي المنذر ( 2011 / 7 / 2 - 03:22 )
مرحبا سيد أحمد

ترددت قبل ترك تعليقي هذا لسبب أوردته حضرتك في سياق مقالك، فالحيادي الذي يرى أكثر من اللونين الأبيض والأسود فهو إما شبّيح (!)، أو خائن!

لن يفيدنا أن نحلف بكل مقدسات الأنس والجن أن ليس لنا أي علاقة بما يجري داخل سورية إلا خوفنا ولهفتنا ولوعتنا وحرقتنا وحسرتنا على هذه الواحة الفريدة المتبقية وسط صحراء رملية حارقة مجدبة تسمى الشرق الأوسط وتوابعه، مازالت متماسكة أبية، وإن نسبياً، بوجه هذا القحط الزاحف القادم من الجنوب

يقولون أنْ لا بد من هدم لإتمام بناء، قولٌ ليس بالضرورة صحيح

هدم ماذا؟ ... وحرق ماذا؟

مايحتاج للهدم والإتلاف أولاً وفعلاً هو موروثات الماضي السقيمة اللعينة .. هي اللعنة اللعناء

قامت وسقطت أنظمة كثيرة في بلادنا، منها وطنية ومنهااستعمارية، ومازلنا ننتظر هذا النظام اليوطوبيائي الذي يبشرنا به كل معتلٍ للعرش قبل وبعد امتطائه أكتافنا وأرزاقنا

ولكن اللعنة المستوطنة في رؤوسناوموروثنا تأبى، ولن تسمح، أن يتحقق هذا النظام الوردي الذي يبشرنا به ثوارنا العُـتّـد

نحتاج ثورة تقلب مفاهيم الماضي لا ثورةً تكرّسها

هذا هو الفرق بيننا وبينكم ياشبيحة الطرفين


3 - السيد احمد وصديقه ديوب...
درويش السيد ( 2011 / 7 / 2 - 05:10 )
عفارم عليكم ..لاتصدقوا احد واستمروا بهمروجة علمانيتكم المشككة ...فالحالة السورية ياسيد احمد ليست معركة بين ابناء الشعب الواحد كما يحلو لك دائما ترديده , وفولتيريتك العصماء تريد صندقة الحوار المتمدن وتفصيله على مقاس فهمك واستيعابك الفولتيري ...فلا تستطيع فولتيريتك رؤية الصراع في الوطن بين مكتوم انفاس وجلاد ..بين معتر سدت كل السبل والابواب امامه واغوات ..بين مهدور كرامة و بلطجي يتبختر ويتمختر مستقويا بقناصة وكاتم صوت.. فاسمح ياسيد احمد لفولتيريتك بالتنفس ولا تكتمها وتثكلها بهراءات من مثل ..(لم اعد اصدق احدا ) ...وهراءات صديقك ديوب عن شبيحة المعارضة وتحية لك ولصديقك ولبلاد حقيقتك الواسعة!!! مشاء الله قديش واسعة ومكترة كمان؟


4 - شـكـر.. و تحية
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 7 / 2 - 08:30 )
أشكر كلا من السادة
محمد ماجد ديوب
موجيكي المنذر
درويش السيد
على تعليقاتهم وانتقاداتهم وتفسيراتهم الشخصية والعامة...
آملا أن تلتقي معلوماتنا وتحليلاتنا وما يصل لقناعاتنا من آراء مختلفة, حتى نستطيع يوما أن نلتقي, سواء في غربتنا, أو على أرض ســـوريــا الغالية, لنقدم كلنا ما نستطيع, ضمن إمكانيتنا المحدودة للحفاظ على سلامة البلد وشعبه. وأن نسعى لتأمين مستقبله وحرياته ووحدته, بعيدا عن كل تدخل أو خطر خارجي..وخاصة عن كل تمزق إثني أو طائفي.
ولكم كل شكري ومودتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


5 - محور الشر
سيلوس العراقي ( 2011 / 7 / 2 - 09:52 )
السيد احمد
ما لا تريدون أن تصدقونه هو أن سوريا جزء رئيسي في محور الشر الارهابي المتسلط على الشرق الاوسط (والعالم) وسلامته وامنه ومستقبله، في السياسة ليس هنا عواطف جمة، هناك حقائق تقول ان سوريا هي اقليم للارهاب وهي ولاية ايرانية وساحة حرب متقدمة لايران ضد اميريكا والغرب ومصالحهم كما ضد مصالح العرب، يرعاه الاسد بالنيابة عن امام قم الايراني، ويخدم الحركات الارهابية في لبنان وفلسطين، (ارجو أن لا يكونوا بحسب رؤيتك الفولتيرية هم دعاة سلام وليسوا بارهابيين)، والحقيقة هي ان ايران قد استعمرت سوريا ولبنان وحماس وترغب في امتداد نفوذها في كل الشرق، السيد احمد الدفاع عن الاسد سياسيا سيكون ممكنا في حال فك ارتباطه نهائيا بايران وحزب الله وايران، هذا هو بيت القصيد وعلينا أن نثق ان الاسد مثله مثل المالكي في بغداد لا يخدم مصالح سوريا بل هم تابعون ومجرد خدام لولاية الفقيه، وهذا إن كان يليق بالعراق باكثريته الشيعية المؤمنة بولاية الفقيه المخلص لهم، فهو لا يليق بشعب سوريا اوحتى لشعب لبنان، لندع الشعب السوري يقرر ما يريد مع التقدير لقبولك بالآراء المخالفة لآرائك، تحياتي


6 - رد إلى : سيلوس العراقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 7 / 2 - 17:47 )
يا سيد سيلوس العراقي.
كنت أنتظر منك بعض الحكمة والعقل والتهذيب تجاه بلد وشعب, استقبلا مليوني لاجئ ومشرد عراقي أثناء الغزو الأمريكي لبلدك العراق(إن كنت حقا تنتمي إليه). أنا لا أعترض على النقد إن كان بناء وحياديا. أما أن يكون حاقدا حربجيا عرقيا وطائفيا. فلا يمكنني سوى الصمت حزنا على إنسان يدعى الفهم والحداثة والكياسة والنقد والسياسة.. ولا يقدر ما صنعت ســـوريــا لشعبه في محنته.
يا رجل.. هل قرأت مقالي؟... وهل تفهم اللغة العربية؟؟؟!!!... أعــد أصـول الـلـغـة والقراءة ومعنى ومغزى الكلمة.........................
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة


7 - الأخ أحمد
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 7 / 2 - 21:58 )
أجد أنه من العبث أن يقبل العقل المشبع بالغيبيات والقيم المطلقة والمستسلم لأحكام السماء الواهية أن يصدق أن هناك بشرأ لاتهمهم إلا الحقيقة لذاتها إن أصحاب هذا العقل حملوا صراعات الصحراء بين القبائل وحدًثوها فجعلوها أكثر بشاعة إذ جعلوها حروباً طائفية ومذهبية فصًلوها على قياس مصالحهم وأصدروا من أجلها الفتاوى العظيمة ليقتل ثلث الشعب السوري من أجل أن يعيش الثلثان الآخران وهنا نسأل ماذا لو أفتى من يسمونهم مشايخ السلطان على تعبير السيد القرضاي وأفتوا بقتل المتظاهرين وأنا متأكد أنهم لايشكلون واحد على عشرين من السكان ليعيش 19على 20
هكذا هم وهذه عقليتهم ما العمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


8 - لم لاتتوقف عن الكتابه
عيسى مزرف ( 2011 / 7 / 3 - 12:32 )
يا سيد احمد انت لازلت تنفخ في قربه مثقوبه فالنظام الاسدي لايمكن له ان يكون مخلصا في
دعوته الحواريه كما ان معارضتنا المتفرقه لايمكن لها ان تتفق على اسس تحمي سوريا
من الانحدار الى هاويه الحرب او الوقوع في الحفره التي تخاف منها انت ...


9 - لا محل للعواطف
سيلوس العراقي ( 2011 / 7 / 4 - 14:32 )
السيد المحترم أحمد
اشكرك اولا للاوصاف التي وصفتني بها، على كل حال، يبدو أنك لا تميز بين المواقف والحق وبين العواطف، اسامحك على هذا، علما باني قد أشدت بعواطفك تجاه سوريا واحترمها، لكن أنا لست من النوع الذي يقايض على المبادئ الانسانية وقول الحق حتى لو كان على حساب جميع العواطف، وما علاقة قبول لجوء العراقيين الى سوريا بقول الحق في نظام يقتل أبناءه، احترم عواطفك ومشاعرك تجاه سوريا، ولكن احب أن اقول لك أن النظام السوري ليس لديه أي مشاعر وعواطف طيبة تجاه شعبه، وانت تريد مني أن أتعاطف مع نظام مجرم لأنه يقبض المساعدات الدولية لقاء قبوله لجوء العراقيين، ويقبض الثمن والاسناد من ايران وحزب الله لقاء قتل شعبه؟ أتمنى أن ينجو الابرياء السوريين من قساوة نظامهم الوحشي، مع التحيات ،

اخر الافلام

.. جودي سكيت.. يكشف عن أشياء مستحيل أن يفعلها ومفاجأة عن علاقته


.. تساؤلات حول تقرير واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غ




.. بعد الوصول إلى -طريق مسدود- الهدنة لا تزال ممكنة في غزة.. «ج


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر




.. تحرك دولي لإطلاق تحقيق مستقل بشأن مقابر جماعية في قطاع غزة