الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية إنتهاك حقوق الإنسان

عمر دخان

2011 / 7 / 2
حقوق الانسان


يبدو أن رئيس أكبر جمعيات حقوق الإنسان في الجزائر لا يدرك فعلا معنى وظيفته، او طبيعة المهام المطلوب منه القيام بها، و تمضي الانتهاكات بحق الإنسان و حقوقه الواحدة تلو الأخرى دون أن نسمع له صوتا أو حسا، إلى درجة تجعل الكثيرين يتساءلون عن جدوى مثل تلك المنظمات التي لا تحمل من الدفاع عن حقوق الإنسان سوى الاسم، و لا نسمع لها حسا طوال العام، بل و تم تحويلها من غرضها النبيل إلى وسيله لتحقيق الشهرة و المال، و التملق للنظام السياسي من أجل الحصول على مناصب سياسية، ناسيين أو متناسين تماما الهدف النبيل التي تحمل المنظمة اسمه.
رئيس هذه المنظمة يتحول فجأة إلى أسد هصور، يصول و يجول، و يزأر ذات اليمين و الشمال كلما تعلق الأمر بتعليق محايد من المنظمات الدولية حول حقوق الإنسان في الجزائر، فنجده بدل أن يحاول دراسة تلك التقارير أو على الأقل القيام بعملة و إصدار تقارير خاصه به، نجده يهاجم تلك المنظمات و تقاريرها و كأنه أصبح متحدثا باسم الحكومة لا باسم حقوق الإنسان، بل و يستميت في التهجم على تلك المنظمات الدولية و كأنها انتقدت شخصه أو تحاول الإساءة لبلده بشكل متعمد، غير مدرك أن مثل تلك المنظمات هي حقا ما يمكن أن نطلق عليه منظمات دفاع عن حقوق الإنسان، و هي منظمات تدرك معنى كلمة حياديه و تسير على ذلك المنهج دون انحراف، أما مثل منظمته فلا تعدوا كونها بوقا يتحدث باسم شيء آخر لا علاقه له بحقوق الإنسان إطلاقا.
التخلي عن نبل المهنة طمعا في منصب ما، أو رضا شخص ما ذي نفوذ يتنافى تماما مع مبادئ أي إنسان يدعي أنه يسعى إن إحلال احترام حقوق الإنسان في الجزائر، و يفرغه و يفرغ مؤسسته من أي محتوى حقيقي، و يجعل أي شخص متابع له ولو من بعيد يدرك إدراك اليقين أن تلك المؤسسة لا تقوم بدورها الحقيقي الذي تحمل اسمه، و لكنها تخدم أغراضا شخصيه و مطامع أفراد، و هو على ما يبدو أصبح العامل المشترك في الجزائر بين الأحزاب و المؤسسات و الشركات و حتى المشاريع الفردية، و يا ليت عاملهم المشترك كان شيئا إيجابيا.
المنظمات الدولية لن تستفيد شيئا من تشويه سمعة بلدك المشوهة أصلا، و هي على عكس المنظمات المحلية تنشر أرقاما حقيقه وواقعيه، تستند فيها إلى معايير صارمه و دقيقه، بشكل يجعل تقريرها غير قابل للنقاش حتى من قِبل أشد الدول قمعا و ديكتاتوريه، بينما في الجزائر نرى من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان هو من يهاجم أي محاولة حقيقيه من داخل و خارج البلد للدفاع عن الإنسان، و لأنه يدرك جيدا أن لديه خيوطا خبيثة يتغذى منها، فهو يعتقد أن كل المنظمات الإنسانية هي منظمات ذات أغراض دنيئة و أهداف خفيه، و هو لا يعدو كونه يرى انعكاس نفسه في المرآه، خاصه و أنه يتهم منظمات يشهد لها العالم أجمع أنها منظمات بنيت على مبادئ و غايات نبيله، و شعار " مؤسسة غير ربحيه" بالنسبة لها ليس شعارا يتم تعليقه في مكاتبها كما هو الحال في الكثير من جمعيات المجتمع المدني في الجزائر، بل هو واقع مؤسسات ليس لها أي أهداف ماليه وتضع لنفسها أهدافا حقيقه من أجل محاربة التعدي على حقوق الإنسان في كل مكان.
من المحزن فعلا أن نرى منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان مشلولة تماما و مفرغة بشكل كلي من معناها، و لا نرى نشاطا لها سوى فيما يتعلق بالطعن و التشكيك في تقارير مؤسسات عالميه، و من المؤسف أن يحول المشرفون على تلك المؤسسات مؤسساتهم إلى مكاتب إعلاميه ناطقة باسم النظام السياسي، و يسخروها من أجل مهاجمة أي تقرير يرون فيه فضحا لتقاعسهم و تقاعس مؤسساتهم عن القيام بأي دور حقيقي في مجال إقرار حقوق الإنسان و نشر الوعي الإنساني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج