الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرير الشعب من غزو العقول

احمد عبدالمعبود احمد

2011 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


تحرير الشعب من غزو العقول

( ( فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) ) من الغريب بل و من المفارقات أن تجد شعبا يمتلك من الحضارة أكثر من سبعة آلاف عاما و يفضل الاستعباد على التحرر و الفوضى على الاستقرار حتى اختلط الحابل بالنابل بفضل حاكمة المستبد الذي استطاع أن يقدم لهم خلال الثلاث عقود الماضية - - كوكتيل من الفساد و الانحراف و الانتهازية و الرجعية - - حتى أصبح الجهل بصحيح الأمور السمة السائدة لمعظم افرادة فانحدرت الأخلاق و تلاشت القيم و أهمل التعليم و تدهورت الصحة و كأنه تغييب موجه لخدمة فكرة التوريث فكيف يتحرر هذا الشعب ؟ لا اعلم ! وبين مرارة الماضي و حلاوة المستقبل و استشراقة بإحلال الأمن بدلا من الخوف و الديمقراطية بدلا من الدكتاتورية و الحقيقة بدلا من السراب الذي عاشه المواطن المصري طامعا في دستور للحقوق و الواجبات فيجده دستورا للرئيس و نجله و شرطة في خدمة الشعب فيجدها منتهكة لحقوق الإنسان ثم يفيق على وهم كبير اسمه رجال أو ضباط الشرطة الذين تسببوا في انفلات و شراسة أمنيه غير مبررة ولم يتم محاكماتهم حتى الآن كأنهم ماذا لوا فوق القانون و لكن ما عانته مصر في الفترة الماضية من أوتوقراطية التي يسمونها للشعب بالديمقراطية أو تزوير الانتخابات تحت مسمى النزاهة و الشفافية أو حزب الأغلبية الذي تحول في لحظات إلى كابوس - وهم كبير كالسراب و وباء يشمئز و ينفر الناس منه أما أصحابة فدخلوا الشقوق كالفئران !! و بعيدا عن التشوهات المجتمعية الأخلاقية و العلمية و الأدبية و الدينية و التي أدت إلى فساد الحياة السياسية والاقتصادية بالإضافة إلى المجالس المحلية و رشاويها و بلاويها فقد عانينا الأمرين لدرجة الاستسلام حتى أدركنا أن صلاح الحال من المحال فقدنا الأمل في كل شيء بفضل الحاكم المستبد الذي عاش لنفسه و لاسرتة بتعاونه مع إسرائيل و خدمة مصالحها ليضمن بقائه بالسلطة ومن بعده نجله و من خلال تقييمنا للأحداث قبل و بعد ثورة 25 يناير اتضح لنا إننا كنا مستعمرين فكريا و مغيبين عقليا بفعل فاعل ( مبارك و عصابته المفترية )التي أطاحت بأحلامنا و طمست هويتنا فهذا رئيس الوزراء يقنعنا بأن اقتصاد البلد يسير في الاتجاه الصحيح و سوف نجنى ثماره قريبا و من بعدة يهل علينا حسنى بطلعته البهية و يتمسح بالانحياز لمحدودي الدخل و يرفع العلاوة و الناس بسذاجة تصدقه و تتلمس له الأعذار فقد استطاع بخداعة أن يخدع الشعب حتى وقت قريب إلى أن فاق الشعب من الخدعة الكبرى بعد ما سرق أموالهم و أراضيهم هو و حاشيته و لم يتوقف عند هذا الحد بل عندما سلط علينا إعلامه المأجور الذي لا يميز بين الخبيث و الطيب حتى أصابنا بالترهل الفكري لدرجة أننا أصبحنا ندير أمور حياتنا برتابة و ملل اى على طريقة مبارك و فلوله حتى هذه اللحظة للأسف الشديد و أطلق الفضائيات الممولة من الخارج و الداخل لتصرفنا عن واقعنا وتبعدنا عن مستقبلنا بالتفاهات فتعرض علينا مثلا احداث مباراة مصر و الجزائر و كأنهم المخطئون و في الحقيقة نحن المذنبون ثم نتبارى من الرئيس للوزير في الاعتذار للجزائر و شعبها دون خجل ؟ و عندما غنى شعبان عبدا لرحيم -- بحب عمرو موسى و بكرة إسرائيل -- أحب الناس عمرو موسى بكل طيبة منهم حيث الطيبة فيهم بلوه ! اى بمعنى (العبط) لأنهم لم يلتفتوا لتاريخه الهزيل فهو نفسه لم يكره إسرائيل بتأييده لتصدير الغاز لها و تهليله لاتفاق أوسلو للفلسطينيين ثم يعلن مؤخرا عن دفن عملية السلام في الشرق الأوسط و بنفس المغنى المأجور كره معظم الناس د / محمد البر ادعى عندما غنى ضده و اتهمه هو و كتاب السلطة و أذناب النظام السابق بمساعدته لأمريكا في دخول العراق وان زوجته أجنبية و نجلته متزوجة بمسيحي و غيرها من التهم التي لا أساس لها من الصحة و بنفس طيبتهم لم يلتفتوا لتاريخه الناصع من رئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية و حصوله لجائزة نوبل و قلادة النيل وغيرها من الجوائز فقد صورة الإعلام الرديء على انه خائن في حين انه و في أحلك الظروف التي مرت بها ثورة التحرير كان يطلق عبارته الشهيرة -- على النظام أن يرحل -- فنفاجأ باتهام الفئة الضالة له بالعمالة لصالح أمريكا و لم يصدقوا بأن في مصر رجال تمتلك حرية الكلمة و التغيير و السعي لتحقيقهما منذ أن أطلق شعاره معا سنغير و للان لم يعي الحاقدون بأنه الملهم لثورة يناير فمتى يتحرر الشعب لا اعلم ؟ ولكن ماذا ننتظر من فئة استحلت الرشوة و الإكرامية لتسهيل مصالحها بدء من رغيف الخبز إلى رخصة السيارة و غيرها عملا بقاعدة الضرورات تبيح المحظورات وذلك لان دعاة الخطاب الديني بالمساجد و الزوايا نسوا دورهم و أصبحوا يروجون لأفكارهم و انتماءاتهم أكثر من ترويجهم لنشر تعاليم و مفاهيم الدين بمفهوم وسطية الإسلام و لان الدين عندنا أصبح تجارة لمن لا تجارة له فهذا الصبحى الغير صالح يكذب و يتجمل من اجل الانتصار لرأيه و إرضاء لجماعته أمام خالد المنتصر أما الشيخ الحوينى فيضع الحل لمشكلة الفقر بالغزوات و يحل الأزمة الاقتصادية بالرق و الجواري و يتهم النساء بالجهل و يقتصر التعليم للرجال - و الشيخ محمد حسان الذي يحرم و يحلل بيع الآثار في آن واحد !! ويفتى أيضا بأن من يتهم المجلس العسكري بالخيانة فهو مرتد كما يقصى المعارضين للدولة الدينية بالرحيل إلى أمريكا وينجرف وراءه الشيخ المحلاوي و يصف المطالبين بالدولة المدنية بالكفرة و عبدة الطاغوت و لم يعطوا لأنفسهم فرصة لمراجعة النفس و للتعقل فماذا لو أصبحت مصر في الأيام القادمة دولة مدنية أما د/ محمد بديع مرشد الجماعة فيرى أن هزيمة 56 و نكسة 67 و سقوط مبارك انتقام الهي بعد التنكيل بالإخوان فبأي منطق هذا لا اعلم أما الشيخ حسن أبو الأشبال الذي يؤكد أن من لا ينتخب حازم صلاح أبو إسماعيل فهو أثم شرعا و لو اعترضت على ذلك فأنت لوطيا بمنظور غزو العقول بثقافة الجهل ! فهؤلاء هم دعاة الدولة الدينية دولة الخلافة حتى يتحول الحكام أو أهل الفتوى إلى موظفين من قبل السماء و من يخالفهم فهو كافر كما كفر السلطان العثماني احمد عرابي و تسبب بفرمانه إلى احتلال مصر (70) عاما إذا لماذا لغة الخطاب الديني تكفيرية هل لضعف الحجة أم لثقافة الجهل ؟ أم إننا محتاجون لتحرير عقولنا لأنك عندما تصطدم بأحدهم عند مناقشته في فتوى دينية أو حكم شرعي و نحتكم فيها للعقل و الاجتهاد يتهمك بالإثم و الفجور و الكفر فلماذا ؟ أنهم ينظرون إلى الدولة الدينية كقربانا يتقربون بها إلى الله و الذي اعتقد أن معظم المنادين بها معظمهم ممن قالوا نعم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية دون فهم للمستفتى عليه فهم لا يختلفون كثيرا عن قاتل د / فرج فوده الطامع في رضا الجماعة و المتقرب لله و للفوز بجنته بقتله للعلماني الكافر كما فهم من فتوى المشايخ و قس على ذلك قتل عبود الزمر للسادات أيضا ثم اعتذاره بعد ذلك كل هذا و لم نتطرق للدولة المدنية التي تحترم سيادة القانون وحقوق المواطنة وذات المرجعية الإسلامية فأيدها شيخ الأزهر في ميثاقه و يرفضها الإخوان و السلفيون على خلفية الاختلاف أو الحقد أو الكراهية بينهم و بين العلمانيين و اللبراليين اللذان يؤيدونها فهل هذه هي دعوتهم بالتي هي أحسن أو و شاورهم في الأمر ؟ اعتقد لا و لكن ما اعلمه هو أن التطور و المدنية شيء و التخلف و الرجعية شيء أخر في عصر غزو العقول إذا لابد من ثورة -- لمحاسبة النفس و تغيير السلوكيات -- لكي نرفض الماضي و ننظر للمستقبل بعين الثوار المتطلعين لغدا أفضل من اجل ( تعليم – صحة - صحافة – إعلام – عدالة اجتماعية – ديمقراطية و غيرها 000 ) مع ريادة الأزهر الشريف للخطاب الديني لنشر الوسطية و تهميش الوهابية و ذلك من خلال إعلام حر نزيه لتوعية الشعب و تنويره مما بثه هؤلاء الظلاميين في عقولنا مع إرساء الدستور الذي يحفظ الحقوق و يرعى الحريات لنحقق مقولة ( ارفع راسك فوق أنت مصري ) و ليعلم أبواق النظام السابق و رموزه في كل موقع و خلابيص الطبل في كل مكان و رواد مطاعم الجهل و أدعياء العلم و الفتوى في الدين و السياسة من ( الصحافة إلى الإعلام ) إنكم أضعتم أحلامنا و طمستم هويتنا بكذبكم و نفاقكم للحاكم وحولتم حياتنا إلى واحة من الأحلام فحسبنا الله و نعم الوكيل و لكننا بعون الله قادمون متحررون من ماضيكم و متمسكين بأفكارنا المنادية بتحرير العقول بعد غزوها بالضلال و التضليل و بمبادئ ثورة 25 يناير من اجل مصر وطن التنوير و التطهير في ظل دولة مدنية قادمة بعون الله عنوانها لا لغزززززززززو العقول 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر في ازمة وهابية
بشارة خليل قــ ( 2011 / 7 / 2 - 19:42 )
اناس باعوا ضمائرهم ووطنهم مصر من اجل دينارات البترول.خذ عينة من الرابط لن تصدق اذناك مما تسمع
http://www.youtube.com/watch?v=6VQZbEZDk5I&feature=player_embedded


2 - المدنية)) وردة في عروة الجاكتة ))
asmaaelshrief ( 2011 / 11 / 9 - 15:51 )
المطلوب من التيارات السياسية التي تنادي بمدنية الدولة أن تقول شعارات قريبة من ذهن المواطن العادي الذي يسمح له وعيه بالمقارنة الصحيحة فيكون

الشعار مثلا((لجميع متساوون أمام القانون ))((دين لله ...والوطن للجميع

اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ