الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول التيار الديمقراطي العراقي

دانا جلال

2011 / 7 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مجتمع ورَّثَ تاريخاً للبدء والبدايات ، لجدل الفكر و التنظيم، في تعاقب حضاراته، وخلية القمع للدولتية في ظهورها الأول، ونصوص قانونية حَددتْ ونظَّمت لغة القهر الطبقي في مَّسلات وألواح طينية. في هكذا مجتمع، الحديث عن جذر تاريخي للديمقراطية، هي محاولة لتجميع شتات الفكر وجنينية الحركة في مفاصل زمن مختصر وهامش التاريخ .
الديمقراطية في بلاد مابين النهرين لم تجري مجرى النهر، كانت أشبه بواحات منفردة ومتباعدة في ظهورها، وإطلالاتها، بصيغ" فردية "،"نظرية"، بعيدة عن هيكلة مؤسساتية أو اطر تنظيمية.
التاريخ المعاصر للعراق لم يشذُ عن قاعدة التَّغييب، فالبنى الاجتماعية ونتيجة لإضعاف دور "الطبقة المتوسطة" اقتصادياً وفكريا من جهة، ونتيجة لطبيعة المجتمع العراقي وتكوينه وتعاقب أنظمة قمعية على إدارة شؤونه ومصائر عباده، جعل من قاعدة الصراع بين قوى الثورة والثورة المضادة "تناحريا"، تجلى فيه "شجاعة" شعبنا وليس "الجبن" كما وصفه "احد الجبناء ".
لا يمكن الحديث عن التيار الديمقراطي العراقي دون تناول تاريخ ونضال الحركة الشيوعية ، يمكن اعتبار ذلك قوة للحركة الشيوعية، ولكن حقائق التاريخ أكد بان عناصر "قوة الأمس" تتحول إلى نقيضها، لان ضعف التيار الديمقراطي هو ضعف للحركة الشيوعية وهذه الحقيقة بدأت تتوضح في نضال القوى الديمقراطية العراقية بعد سقوط الفاشية.
في أواسط القرن الماضي ونتيجة لنضالاته وتاريخه المجيد تحول الحزب الشيوعي العراقي إلى خيمة للنضال الوطني والتحرري والاجتماعي، لكنها وعلى خلاف "خيمة الفلسفة" التي انفصلت عنها بقية العلوم لتجاورها لاحقا وتتداخل معها، فان الخروج من خيمة الحزب الشيوعي لم يخلق تجاورا ناهيك عن الحوار الذي يجب أن يبدأ بين أطراف "الحركة الشيوعية في العراق" لان الحوارات الداخلية ضمن قوى التيار الديمقراطي العراقي ، يمثل خطوة مهمة ولابد منها لإنجاح التيار والبديل والديمقراطي . بقية قوى التيار الديمقراطي من "الأحزاب الوطنية ، القومية الديمقراطية ، الليبرالية ،اليسارية ، أحزاب البيئة" عليها أن تطلق حوارها الداخلي ومن مقدمات ومنطلقات بعيدة عن مسالة الشرعية التمثيلية وعقلية "الكبير والصغير"، "القديم والجديد" في التعامل والحوار.
يمكن الاستفادة من تجربة الحركة التحررية الكوردية في شمال كوردستان( كوردستان تركيا) حيث أطلق الزعيم والمفكر الكوردي عبد الله اوجلان قبل عشر سنوات مفهوم ( الحزب الجامع ) بغرض توحيد اليسار في تركيا وكان لوصول احد مرشحي السريان إلى البرلمان التركي ولأول مرة في تاريخ الجمهورية التركية من خلال "جبهة العمل الديمقراطي الحر" نموذجا لنجاح التيار الديمقراطي في تركيا.
عن الانتخابات:- من خلال تحالف مدنيون الانتخابي وفي ضوء ما أشار إليه الرفيق رزكار عقراوي من نقاط مهمة في تقييمه لتلك التجربة وتحديده لمكامن الخلل وأهمها بتقديري هو التركيز على الأهداف المرحلية للتحالف ، أي "تحقيق نتائج في الانتخابات البرلمانية العراقية " . أن التيار الديمقراطي العراقي يجب أن ينطلق من معرفته الدقيقة في ميزان القوى في العراق ومدى قدرته في التأثير ومجالات التأثير. إن المشاركة الانتخابية للتيار والتركيز عليه في النظام الداخلي سيخلق حالة إحباط بعد ظهور نتائج الانتخابات في حالة عدم النجاح وهذا ما لمسناه في الانتخابات البرلمانية الماضية .على "التيار الديمقراطي العراقي " أن ينطلق من حقيقة مهمة وهدف مركزي يتمثل ب" إنشاء تيار ديمقراطي عراقي أثناء النضال من اجل توحيد مكونات التيار في العراق"
حول الشفافية:- أشار الرفيق رزكار عقراوي في مداخلته المهمة حول" التيار الديمقراطي العراقي " إلى مسالة الشفافية ،وهي مسالة ذات أهمية قصوى ،لان الشفافية احد أهم مرتكزات التيار الديمقراطي الذي يميزه عن البقية.
وفي حديث الشفافية، هل تم مخاطبة جميع ألأحزاب والمنظمات الديمقراطية بغرض المشاركة ، وهل كان هناك حالات رفض؟ . هل تم استبعاد البعض وما هي الأسباب؟ هل تم مخاطبة الحركات الشبابية التي تبرز لاحقا كقوة مؤثرة بل ستتجاوز الكثير من الأحزاب العراقية؟ . أسئلة يجب أن نطرحها ونخوض في تفاصيلها ، لان المصارحة والمكاشفة مسالة ضرورية لا لنجاح التيار فحسب بل ولإنشاء تيار ديمقراطي عراقي جماهيري.
عن التيار الديمقراطي كوردستانيا:- بعد انتهاء أعمال المؤتمر التأسيسي للتيار الديمقراطي في "ستوكهولم "وتكلفي بواجب وشرف العمل في هيئتها ، قلت وبوضوح ( في ضوء هذا الوثائق أجد من الصعوبة مشاركة الأحزاب القومية الكوردية وان مهمة التيار الديمقراطي تتمثل بتبني القضية الكوردية وعدم تركها حصرا بيد الأحزاب القومية الكوردية ،مع احترامنا الكبير لنضال وتاريخ تلك الأحزاب،على التيار الديمقراطي العراقي أن لا يختزل القضية الكوردية بحزبين أو أحزاب المعارضة البرلمانية، فهناك قوى قومية ديمقراطية ويسارية كوردستانية لها وجودها الفعال ومواقفها المتقدمة .
يجب أن نوضح مكامن الخلل في عدم مشاركة الأحزاب الكوردية ناهيك عن الحزب الشيوعي الكوردستاني في التيار. الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني جزء من الاشتراكية الدولية والرئيس مام جلال نائب لرئيسها، عدم مشاركة الحزبين يؤكد وجود خلل ، أما في التيار الديمقراطي أو في الحزبين الكورديين. معرفة الخلل ومعالجته جزء من عملية ترسيخ قاعدة التيار سياسيا وفكريا.
بتقديري إن جهد التيار الديمقراطي في الشأن الكوردستاني يحتاج إلى قراءة مختلفة ومنطلقات جديدة في ضوء المتغيرات السياسية في الإقليم، هناك حركة شبابية ناشطة يمكن محاورتها ، إضافة إلى الأحزاب القومية الديمقراطية وأحزاب يسارية ومنظمات شيوعية وهي تعمل جميعها خارج إطار المعارضة البرلمانية. على التيار الديمقراطي العراقي ان يعمل في الشأن الكوردستاني دون أية حساسية و حذر الوقوع في موقف" مع وضد" لان المطلوب هو "مَنْ مع التيار الديمقراطي ومَنْ ضده" في الإقليم الفيدرالي وليس العكس.


حول النظام الداخلي :- بغرض مشاركة اكبر في التيار الديمقراطي العراقي وفي ضوء الأحداث السياسية في العراق والمنطقة فان توسيع المادة الأولى في النظام الداخلي ( تعريف التيار الديمقراطي) ليشمل الحركات الشبابية أمر في غاية الأهمية لان الحركة الشبابية جزء من التيار الديمقراطي العراقي ، فقدرة شباب ساحة التحرير على فرض مهلة ال100 يوم على الحكومة العراقية ،وشباب "ساحة السراي" في مدينة السليمانية ونجاحهم بفرض مطالبيهم في تناول ملف إنهاء الفساد والاحتكار في الإقليم مؤشرات مهمة لبروز تيار ، وان لم يكن منظما ،فانه يدخل في صلب التيار الديمقراطي وأهدافه.
الفقرة الثانية من المادة الثانية (السعي لخوض الانتخابات العامة وانتخابات مجالس المحافظات بقوائم موحدة لقوى وشخصيات التيار الديمقراطي) يعطي انطباعا بان احد أهم مهام التيار هي قضية الانتخابات، أي تكرار تجربة مدنيون وهو ما حذر منه الرفيق رزكار عقراوي وله في ذلك الحق.
الفقرة (5) ((بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تكفل احترام حقوق الإنسان والحريات العامة وترسيخ مبدأ المواطنة وسيادة القانون والمؤسسات الدستورية)). الفقرة بحاجة إلى إلزام الحكومة العراقية بالتزامها بالمعاهدات والوثائق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان .
لم يتناول النظام الداخلي قضايا "الطفولة" و"البيئة " رغم الطفولة المعذبة والبيئة المنتهكة والملوثة في العراق.
هل يمكن للمنظمات المهتمة بالطفولة في العراق وأحزاب البيئة المشاركة في التيار الديمقراطي؟ النظام الداخلي بحاجة إلى توسيع مجاله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زرع سنبلة في الارض خير من رسم غابة في السماء
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 7 / 4 - 12:53 )
اعتقد مفردة الديمقراطية او المعسكر الديمقراطي ان جاز التعبير يفترض ان تتواجد وتتمثل فيه اغلب ان لم تكن جميع فيئات الاجتماعية اوتيارات وطبقات الشعب للعمل والنظال معا لتحقيق اهداف انية مشتركة واخرى ستراتيجية تصب في مصلحة ومستقبل الجميع
وهنا اعتقد مفردة التيار لاتفي بالغرض بل اقترح تبديلها بالتجمع الديمقراطي او التحالف الديمقراطي العراقي وتعمل بمثابة حاضنة مشتركة للجميع و ذات اهداف سياسية واقتصادية واجتماعية معبرة عن امال وحاجات اغلب ان لم تشمل جميع مناطق العراق واقوامه وطبقاته وفيئاته الشعبية والاستبقى -تيارا- سجينة السجالات النظرية والخطابات التي لاتسمن ولا تغني

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات