الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقاعات الحوار الإعلامى

شهد أحمد الرفاعى

2011 / 7 / 3
الصحافة والاعلام


يمرالاعلام المصرى العربى بمحنة ، فهو فى غيبوبة شبه كاملة ، نعم إنه كذلك ،فقد أصبح يفتقد إلى المصداقية وحرية التعبير والفكر بل وأسقط من قاموسه الحوارى فضيلة إحترام رأى الآخر، والأهم من ذلك كيفية إدارة الحوار المهذب وإنتقاء اللغة المناسبة ، ولكل مقام مقال.

هذا ما لمسته حينما نشاهد كافة البرامج الحوارية الفضائية والمحلية.

أيضاً،ينسى أو يتناسى القائمون على إدارة الحوار الإعلامي ، أن نشر الكلمة الصادقة والملتزمة والتى تحث على مكارم الإخلاق والبعيدة عن الغش والتدليس السياسى والإجتماعى والدينى وخلافه فى المجتمع ، هى الأساس فى الحوار الإعلامى ،ولكن وللأسف ، ما يحدث هو العكس تماماً ، ففى جولة لى على القنوات الفضائية الإسلامية والإخبارية السابحة فى الفضاء بلا رقيب ، وجدت العديد منها يطرح موضوعات تشبه موضوعات النميمة النسائية فى حوار مشترك بين عدد من علماء الدين الإسلامى وشخصيات سياسية المفروض لها وزنها السياسى والدينى . وضعتنى بل أغرقتنى فى حيرة لم أجد لها حلا إلى الآن ، الحوارات لم أخرج منها بشىء مختلف عن كونها مجرد سرد نميمة وإغتياب لرموز النظام السابق لا تفيدنا فى شىء ، ولك ان تتخيل عزيزى القارىء أن تأتيك عشرات البرامج تسرد عليك نفس القصص والارقام وفى خلال ساعات قليلة وبصيغات تختلف فقط فى الإثارة المقدمة بها فلا تستطع الجزم أى منها تصدق؟ فهل أدرك القائم على هذه البرامج كم الجدل الذى سيخلق من وراء هذا التضارب فى الآراء؟ .

بعض القائمين على الشأن الإعلامى بمختلف وسائله لا يدركون أنهم يحملون على عاتقهم مسئولية بناء جيل بأكمله وتشكيل مجتمع بآسره بمختلف منظماته ومؤسساته ،وأنهم يسهمون وبشكل مباشر فى تشكيل حياة الناس بأبعادها الكاملة من إحباط ويأس وهزيمة أو طموح وإنتصار.

الحوار الإعلامى الهادف المفروض أنه هو الأرض الخصبة لنمو حرية الكلمة ، وإزدهارها ، وبعيدا عن مسارات التعصب وتأثيم الأفكار،ولكن فى مشرقنا العربى نحن لا نعى ثقافة الحوار وإنما لدينا إشكالية الصواب المطلق ، فكل منا قابض على رأيه وكلمته ولا يريد لها تبديلا،

فالعلاقة بين الاعلام والحوار علاقة هشة ، فلا الإعلام يعطى الحوار الجاد حقه فى التواجد على الساحة الإعلامية ، ولا الحوار وأهله وموضوعاته المختلفة يحترمون بعضهم البعض عند التحاور، بل منهجهم فى إدارة الحوار هو التنابز بالألقاب ،،،،فمن أين يأتى الحوار الإعلامى الهادف وسط هذا المناخ الفاسد والمتدنى؟

ولا يخفى على أحد أن الحوار الإعلامي الموجود على الساحة ما هو إلا بساط من النفاق على مختلف الأصعدة ، أو هو احيانا نوع من التلميع الإعلامى للنظام الحاكم الماضى أو القادم المجهول الهوية أو لفكرة ما أو لشخصية ما،
أيضا قد يكون نوعا من التغطية والتعمية الإعلامية على حدث ما سياسى ، إجتماعى ..الخ ،وأحيانا وهو الغالب يكون الهدف المرجو من الحوار الإعلامى هدفا تجاريا بحتا يخدم القناة فى المقام الأول التى يبث من خلالها، واذا كان الحوار على الساحة الفضائية ،وفى ذلك حدث ولا حرج، فما هناك سوى الصراخ والسب والقذف..الخ ، والنتيجة النهائية ، تكون نلتقى بعد الفاصل،

اعتقد أنه قد حان الوقت لتثقيف أنفسنا بأبجديات الحوار ، بدءا من الأسرة اللبنة الاساسية فى ارساء قواعد الحوار الديمقراطى الهادىء الواعى ، مرورا بالمواطن العادى فى الشارع العربى وتعاملاته اليومية ووصولا الى المثقف العربى الذى يجهل الغالبية منهم ما هو الحوار ؟ وأقصد هنا الحوار المسئول والذى فى نهايته يصل الى المتلقى بيسر وسلاسة ويضعه على أبواب فكر جديد يضيف له ولا يأخذ منه، يرتفع ويسمو به ولا يهوى به فى دهاليز الفكرالهلامى أو المتشدد ...الخ والتى لا يعلم منتهاها الا الله ومن يخطط لها.

بقلم / _ نجوى عبد البر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا