الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
دور وزارة الثقافة في المجتمع العراقي و المنطقة
فرات مهدي الحلي
2011 / 7 / 3اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق

كما هو معروف للجميع فان العراق يتمتع بموقع جغرافي يمثل ملتقى ثقافات الشرق , ايران و تركيا من جهه و العرب من الجهه الاخرى , بما تحويه تلك البلدان من قوميات, لكن- مع الاسف- فان دور وزراة الثقافة كان دوما منحصر في "ثورة الشعر الحر" الذي اراه المحاولة لملئ الفراغ الثقافي في المجتمع .
ولكي نكون منصفين فان دول الجوار العربية منها و غير العربية تثقف شعوبها ثقافة العدو التقليدي , فترى المواطن في السعودية مثلا يكره ايران لاسباب مذهبية و عرقية , و العراقي نفسه ليس بالملاك الطاهر فهو يكره هذا و يحب ذاك ! و لا بد ان نذكر ان نشوء الانظمة القومية و المذهبية قد اسهمت باثارت الكره بين شعوب المنطقة " فكلٌ بما لديهم فرحون" و الجوع و الجهل و الانظمة الدكتاتورية هي كل ما عندنا و الحمد لله !!
اما اليوم في العراق الديمقراطي فاننا ننعم بوزير ثقافة "فلته" اقصد انه وزير لن يتكرر في اي بلد من بلدان المنطقة لا بل حتى في العالم كله , هذا الوزير الذي قال كلمته الشهيرة يوم كان وزيرا للدفاع " والله لا اهد الفلوجة على روس اهلها " متناسيا ان من اهل الفلوجة اطفالا و نساءا و رجالا ابرياء ولكن ميكافيلية الدليمي كانت اكبر من دمعة طفلة مهجره من الفلوجة في عراء الصحراء تقول لمراسل احدى القنوات : "اريد ارجع للمدرسة اريد العب وية صديقاتي ". اصبح هذا – سيداتي انساتي سادتي - وزيرا للثقافة بكل ما يتمتع به من الولاء للراتب و المنافع الاجتماعية و سيادة رئيس الوزراء ايا كان . ولا نلقي اللوم على الوزير الجديد وحده فالوزارة بكل تشكيلاتها غائبة منذ زمن طويل , حتى اصبحنا نشك ان للوزارة تشكيلات و دوائر عامة , واليك الاسباب عزيزي القارئ لهذا الغياب عند معرفتك بالسادة المدراء العامين الافذاذ عهدا بعد اخر .
ان الانسان العراقي اليوم يعاني من مشاكل عديدة جلها هي غياب دور الدولة في تعزيز الروح الانسانية في شخصية الفرد العراقي , وانا هنا اتكلم عن المواطن العراقي من العامل حتى رئيس الدولة مرورا بالاديب و الشاعر و الفنان و الاستاذ الجامعي و الطبيب و رجل الدين و بائع السبح , ولست باحثا عن ثقافة مشخصة في حدود تحديد الميول و الاتجاهات الفكرية للمواطن فالساعي وراء ذاك ليس منا "مو ديمقراطي" .
قلت ان الوزارة عليها مسؤولية التفاعل الثقافي مع شعوب المنطقة على اساس حسن الجوار و الاخاء الانساني , كأن يخاطب وزير الثقافة العراقي نظيره الايراني رسميا لوقف تحشيد الاعلام الايراني ضد العراق خصوصا في ذكرى حرب الخليج الاولى , وان يكون في الوزارة دوائر كبرى تأخذ على عاتقها الترجمة و التبادل الثقافي مع دول الجوار , و ان ترتقي الوزارة بدار ثقافة الاطفال , و ان تصدر مجله باسمها تتلقف الجيد من الكتاب العرب و الاجانب على غرار مجلة العربي الكويتية بغض النظر عن موقفها من الكتاب او العناوين . و عليها ان ترتقي بالفنون الشعبية و الغناء و الرقص و الكاولية و الشعر الحر و الشعبي و العمودي و الادب بصورة عامة فهي وزارة كل الثقافات وليست وزارة ثقافة البعث الصدامي الارهابي التكفيري ... الخ
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. القدرات النووية الإيرانية: تساؤلات وشكوك حول فاعلية الضربة ا

.. ترامب: محادثتي الهاتفية مع بوتين لم تُحرز أي تقدم

.. روسيا تواصل زحفها العسكري بأوكرانيا وتراقب تراجع الدعم الأمي

.. مسار الأحداث| مطالبات أممية بتعليق الاتفاقات التجارية مع إس

.. صرخة فلسطينية خلال وداع شهداء إثر قصف إسرائيلي على غزة
