الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتمرد العقل العربى على قيوده كما تمرد برومثيوس؟!

ليلى فريد

2011 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


آقيمت فى لندن فى الثامن والعشرين من يونيو احتفالية بمناسبة صدور كتاب "العقل العربى مقيدا" باللغة الإنجليزية، للأستاذ الكبير طارق حجى. واستضاف الأمسية مقر أحد أهم مراكز الأبحاث فى بريطانيا. وحضرها مجموعة مختارة ضمت رجالا ونساء من جنسيات وشرائح عمرية مختلفة، من المهتمين بأوضاع الشرق الأوسط وبحقوق الإنسان، ومن المشتغلين بالإعلام والنشر والاقتصاد.
وطارق حجى قامة كبيرة، تتمتع بتقدير أهل الفكر والثقافة على المستويين المحلى والعالمى. احتل مراكز قيادية فى عالم البترول، واكتسب مهارات ثمينة فى علم الإدارة الحديثة، على المستوى العالمى. وهو كاتب ومفكر غزبر الإنتاج؛ فقد صدر له ثمانية وعشرون كتابا ، بالإضافة لعدد ضخم من المقالات والمحاضرات والأحاديث الصحفية والإذاعية والتلفزيونية، التى شرح فيها منهجه الفكرى، وأفصح عن آرائه التقدمية الليبرالية.
وبالإضافة للتقدمة للكتاب الجديد الذى أقبل الحضور على اقتنائه، هو والكتاب الآخر المكمل للطرح، والذى صدر للمؤلف فى العام الماضى: " الشرنقة العربية"، فإن الاحتفالية تضمنت كلمة للكاتب، كان محورها القضايا الآنية، وفى مقدمتها الإسلام السياسى، والدولة المدنية فى مقابل الدولة الدينية، وبالطبع الموضوع المحورى فى العديد من كتاباته، وهو قيود ومعوقات العقل العربى.
وجاءت أسئلة الحضور متمركزة حول رياح التغيير التى تجتاح العالم العربى، ومصر فى المقدمة، وماذا يخبؤه المستقبل لشعوب هذه المنطقة.
اللقاء كان ممتعا ومفيدا، فطارق حجى ليس فقط كاتبا متمكنا، ولكنه أيضا محدث بارع. وامتلاكه لأدواته، من ثقافة موسوعية، وعلم غزير، وتمكن من اللغتين العربية والإنجليزية، مع وضوح الأفكار وتركيزها، يجعل له جمهورا واسعا، ومعجبين كثيرين من العرب والأجانب على حد سواء. ومن وجهة نظرى، فإن من أفضل ما يتميز به، صفتان أصبحتا نادرتى الوجود فى عالم قادة الرأى. أولهما أن مواقفه وآراءه متسقة، واضحة، لا تتلون ولا تتغير؛ إلا بالقدر المحدود الضرورى لمرونة التفكير والبعد عن الجمود. أما الأخرى فهى الصدق والشجاعة فى التصريح بقناعاته، حتى لو لم تكن على هوى المستمعين.
طارق حجى فى كتاباته يعدد الإشكاليات العديدة المعقدة التى تكبل العقل العربى، ومن ضمنها تأثيرات النظم التعليمية المتخلفة، الاتجاهات الدينية المتشددة و المعادية للحداثة، بالإضافة للعقلية المنغلقةعلى الذات،. وفى الوقت نفسه يقدم الحلول؛ وفى مقدمتها منهج علمى، إدارة حديثة، وتعليم عصرى.
فى القرن الخامس قبل الميلاد صور"اسخيلوس" مأساة البطل التراجيدى "برومثيوس" فى "برومثيوس مغلولا"، ولكنٍٍ "شللى" أتى، مع مطلع القرن التاسع عشر، مبشرا بأن التمرد على القيود ممكن، فى" برومثيوس طليقا".
نأمل أن لا يحتاج العقل العربى لأربعة وعشرين قرنا كى يتحرر من أغلاله، ويكسر قيوده، لينطلق إلى الآفاق الإنسانية الرحبة، لاحقا بركب الحداثة و التقدم.


أحدث إصدارات طارق حجى بالإنجليزية:

The Arab Mind Bound-
The Arab Cocoon-
Tarek Heggy
Publisher: Vallentine Mitchell
5th Floor, Middlesex House, 29-45 High Street
Edgware, Middlesex HA8 7UU, UK








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟