الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري يعيد إنتاج مجزرة حماة بالتقسيط

محمد زهير الخطيب

2011 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



(إننا لن نسمح بحدوث مجزرة مثل مجزرة حماة) عبارة قالها السيد اردوجان والتقطها النظام السوري بجدية ليعيد إنتاج مجزرة حماة بنسخة معدلة تحير اردوجان وغول واوغلو.
المجزرة المعدلة تم انتاجها في مطابخ مخابرات النظام السوري التي اتقنت طبخات البحص والعلاك المصدي.
مجزرة حماة الاولى قتل فيها عشرون ألف في ظرف اسبوع ولم يعلم بها العالم الا بعد اسبوع، المجزرة الجديدة التي ستحير الادارة التركية هي على الشكل التالي.
قتل عشرين ألف ليس خلال اسبوع بل خلال عشرة أشهر وليس في مدينة واحدة فقط بل في كل مدينة وقرية في سورية، من القامشلي الى اللاذقية ، ومن جسر الشغور الى درعا.
وسيكون القتلى تحت تصنيفات كثيرة محيرة تضيع دماءهم بين القبائل، فقتلى من المتظاهرين على أيدي قوات الامن، وقتلى من المتظاهرين على أيدي المندسين وقتلى من الامن على أيدي المندسين وقتلى من المتظاهرين على أيدي الجيش وقتلى من الجيش على أيدي عصابات مسلحة.
لن يكون هناك مجزرة مثل مجزرة حماة عام 1982م، ستكون هناك مجزرة في كل مدينة وقرية في سورية، سيسقط فيها عشرون ألف شهيد خلال عشرة أشهر بالتقسيط كل شهر 2000 شهيد بين متظاهر ومندس وعنصر أمن وجندي، وأفراد في عصابات مسلحة تملك سيارات دفع رباعي وأسلحة متطورة حيرت الدولة. تعددت الاسماء والقاتل واحد، المجموع الكلي عشرون ألف قتيل سوري بالتمام والكمال يعادل عدد شهداء مجزرة حماة ولكن بالتقسيط المريح.
إنها مجزرة حماة ثانية أيها المجتمع الدولي، إنها المجزرة التي حذرت منها أيها السيد اردغان، أم ان حيلة النظام السوري انطلت عليكم، مالكم لا تتحركون؟!! أم انكم تنتظرون إلى أن يكتمل عدد القتلى إلى عشرين ألفاً، فلازال أمامكم بضعة أشهر ليصل الرقم إلى عشرين ألف قتيل.
السيد الكريم رجب طيب اردغان، هل خطر على بالكم هذا الاخراج الخبيث لمجزرة حماة الثانية؟ وإذا لم يخطر على بالكم أيها الطيب فهل تسمح لنا بان نلفت انتباهكم إلى معالم هذه المجزرة التي تم تنفيذ نصفها والعمل جار على قدم وساق لتنفيذ النصف الثاني بدم بارد لان جميع المتظاهرين سلميين وقد خرجوا إلى الشارع بصدور عارية وأيد فارغة الا من الاعلام ينادون حرية حرية، سلمية سلمية... إلى أن أصبح نداؤهم: الشعب يريد اسقاط النظام بعد أن قاتلهم النظام بالسلاح الذي اشتراه بمالهم والذي حرك دبابات لم تستخدم في حرب العدو منذ عام 1974 بل لم تستخدم إالا في قمع الشعب الثائر.
وهل لنا أن نعرف إن كان شرط تحرككم هو إنجاز جميع فصول المجزرة أولاً أم أن هناك أملاً في أن يبدأ تحرككم قبل إنتهاء فصولها وإجهازها على العدد السحري للمجزرة عشرون ألف قتيل بالتمام والكمال!!!
ثم بالاضافة إلى المجزرة التي تكتمل فصولها بالتقسيط هناك أمور مرعبة اخرى غير القتل، هناك اعتقال عشرين ألف آخرين في ظروف هي أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، والداخل فيهم إلى السجن مفقود والخارج منه مولود، ثم هناك تهجير عشرين ألف شخص بين تركيا ولبنان في ظروف إنسانية تدعو إلى الحزن والشفقة، ولو عادوا إلى سورية فمصيرهم بين القتل والسجن والذل، ثم هناك 64400 مطلوب ذكرهم رأس النظام في خطابه الاخير يعيشون في البراري والفيافي يفترشون الارض ويلتحفون السماء، ثم هناك بضعة آلاف ممنوعين من السفر لا يعلم عددهم من بعد الله عز وجل إلا المخابرات والراسخون في العلم.

لقد انتهت الثورة التونسية خلال بضعة أسابيع وبما لا يزيد على 300 شهيد، وانتهت الثورة المصرية خلال 18 يوماً ولم تقدم أكثر من تسعمائة شهيد في بلد عدد سكانه أكثر من ثمانين مليون، المجتمع الدولي قال لطواغيت تونس ومصر وليبيا: إرحل بعد بضعة أيام من الثورة، لماذا هذا الغزل غير العفيف مع النظام السوري؟!! لماذا لم يُقل الشرق ولا الغرب ولا أمريكا لطاغية سورية الذي قتل ألفي شخص في سورية إلى الآن: إرحل. لعل السبب هو ما صرح به رامي مخلوف من أنّ أمن إسرائيل من أمن سورية، ولئن كان هذا سببا كافيا للاميركان فلا نريده أن يكون لك سبباً يا سيد اردوجان، ونربأ بك أن تقف بجانب الظالم وأن تتخلى عن المظلوم. ماذا ينتظر المجتمع الدولي؟ مزيدا من حِزَم الاصلاح الكاذب؟ هذا النظام لا يريد الاصلاح، بل هو مستعصي على الاصلاح وليس له الا الرحيل.
إننا نحمّلكم مسؤولية المزيد من الدماء التي يريقها النظام السوري كل يوم، وإذا كنتم تراهنون على أنه سيرعوي وسيكف عن القتل فانتم لم تعرفوه بعد. إنه نظام فاقد للشرعية لا يعرف الرحمة ولايرقبُ في الشعب السوري إلاّ ولا ذمة. وليس له من صديق إلا الاشرار مثله، وليس للمجتمع الدولي من صديق في سورية إلا الشعب السوري، فالنصر النصر قبل أن تكتمل فصول مجزرة حماة الثانية التي تحدث تحت سمع العالم وبصره ولا تخفى ملامحها على كل بصير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخوان المسالمون
الهادي وحيد ( 2011 / 7 / 3 - 10:56 )
من متى صار الاخوانجية منار للحرية والعدالة الاجتماعية؟نحن نتذكر شعارهم عام 82 كان حرية المراءة, الانتقال السلمي للسلطة ,العدالة الاجتماعية,الافكار الدينية افكار على قدم المساواة مع الافكار الاخرى منزوعا عنها طابع القدسية.لذا كان استخدام القوة المفرط ضدهم امر ممكن تجنبه عبر الحوار معهم لانه كما نعرف ان الاخوانجية حواريون من الطراز الاول.ان مجزرة حماه 82 كانت مفروضة من النظام وليس من صنع الاخوان الذين لم يستخدموا الاغتيالات ولم يرفعوا السلاح ولم يدعموا من الطاغية صدام بل على العكس كما اتذكر كانو يرفعون الورود وكتب جون لوك


2 - مجزرة حماة
محمد زهير الخطيب ( 2011 / 7 / 3 - 17:32 )
الاخ الكريم الهادي وحيد
في اواخر السبعينات لم يكن هناك تغطية اعلامية لجرائم النظام السوري في حق المعارضين، وقد قامت الدولة باستباحة مدينة حماة وقتل 20 الف شخص في أيام ولم ينتشر الخبر الا بعد اسبوع، استخدام الاخوان لبعض القوة كخيار وحيد تركه النظام لهم،
مع ذلك، لتكن هناك محاكم عادلة بين الاخوان والنظام في دولة سورية الديمقراطية القادمة
دعنا اليوم نعمل معاً على نصرة الثورة السورية السلمية المطالبة بالحرية والتي يقاومها النظام السوري بجيش الوطن وسلاح الوطن
ودمتم بخير


3 - مجزرة
حسن ألكوردي ( 2011 / 7 / 4 - 11:59 )
ما أشبه أليوم بالبارحه بألأمس قام رفعت ألأسد شقيق ألأسد ألكبير بمجزرة حماة وأليوم يقوم ماهر ألأسد شقيق ألأسد ألصغير بمجزرة في جميع أنحاء سوريا لأن جمعهم من فصيل واحد...عفوأ نريد أن يحكمنا فصيل من بني أدم..وشكرأ

اخر الافلام

.. غزة بلا مساعدات خارجية ودون وقود.. هل مازالت المعابر مغلقة؟


.. تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل وغالانت يحذر من -صيف ساخن-




.. المرصد السوري: غارات إسرائيلية استهدفت مقرا لحركة النجباء ال


.. تواصل مفاوضات التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة في العاصمة المص




.. لماذا علقت أمريكا إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل؟