الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النجيفي .. علاوي .. وللسقوط السياسي بقية ..

محيي المسعودي

2011 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الشارع العراقي اصبح على قدر كبير من الوعي السياسي, وهو مستعد لاسقاط سياسين " مخضرمين" يظنون انفسهم, انهم محصنون عن السقوط . وتأتي ردة الفعل الشعبية الواسعة والغاضبة على تصريحات رئيس البرلمان العراقي - اسامة النجيفي - قبل ايام, بخصوص توجه الطائفة السنّية العراقية نحو الانفصال عن العراق, او اقامتها لاقليم طائفي خاص بها , تأتي ردة الفعل هذه, بمثابة تاكيد قدرة الشارع على اسقاط كل سياسي يصطاد مصالحة الشخصية بشبك الشعب او بشبك الطائفة او القومية . والملفت للنظر ان تصريحات النجيفي تنسجم مع مشروع "جوزيف بايدن" الذي طُرح بعد عام 2003 والقاضي بتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم - شيعية , سنية , كردية - ومن ثم تقسيم المقسم وتجزئة المجزء كما قال وزير الخارجية الامريكي الاسبق " كيسنجر" ذات مرة . ويظلّ المثير للشك, في هذه التصريحات هو : انها جاءت اثناء زيارة النجيفي الاخيرة الى امريكا, وربما بعد لقائه ببايدن او باعضاء من االلوبي الصهيوني . هذا اللوبي الذي يرى ان عراقا موحدا قويا, يعني تهديدا مستمرا لاسرائيل . وتأتي خطورة هذه التصريحات من ان المُصرّح بها " أي اسامة النجيفي" هو رئيس برلمان العراق وليس سياسيا عاديا, أي انه يمثل وجهة نظر الشعب العراقي بكافة مكوناته , كونه يمثل كل اللذين انتخبهم العراقيون والذين بدورهم انتخبوه . وبعد ردة الفعل الشعبية التي رفضت تصريحات النجيفي وجاءت حتى من قبل كتلته الساسية - ناهيك عن الناس الذين انتخبوه - نستطيع القول ان النجيفي سقط سقوطا سياسيا . لانه خالف واجابه الوطني الذي كُلف به, وخنث بالقسم الذي اقسم به على حفظ وحدة العراق . ونستطيع القول ايضا ان سقوط النجيفي سبقه سقوط رئيس القائمة العراقية اياد علاوي عندما اطل على الشعب العراقي بخطاب صدامي الشكل والمضمون, مما عاد بذاكرة العراقيين الى ايام الدكتاتورية والظلم . وسقوط النجيفي سياسيا بعد هذه التصريحات, هو سقوط حقيقي ولكن مع ايقاف التنفيذ, أي انه كسقوط علاوي تماما , وتاتي صفة "ايقاف التنفيذ" بسبب عدم وصول الحال الى استجوابهما في البرلمان, او خروج تظاهرات واسعة تطالب بعزلهما وخاصة النجيفي عن رئاسة البرلمان .
ان دعوة النجيفي هذه لا تمثل المصلحة الوطنية العراقية ولا مصلحة حتى المتعصبين من الطائفة السنية , هذا ما تؤكده الاحداث والوقائع والتاريخ والمرحلة الراهنة . لانه ليس من مصلحة كل العراقيين التفكيك والتجزيء الذي سوف يذهب بهذا البلد الى الانتهاء من صفة ووجود دولة تسمى العراق . واذا كان النجيفي " كما يدعي" ان العراقيين السنة مهمشون من حيث فرص العمل, فالجميع يعلم ان المواطنين العراقيين في المحافظات كافة يعانون من البطالة . وكذلك الحال في الخدمات . أي ان العراقيين متساوين في الظلم الواقع عليهم . فمثلا محافظة مثل البصرة او ميسان " من اغنى محافظات العراق على الاطلاق " وقد اعطت من ارضها للعراقين جميعا, المال والخبز والسلطة والجاه وحتى الرفاه , على مدار عقود طويلة, وعاش العراق بفضلهما كدولة نفطية , ولكن هذه المحافظات تعد في اسفل السلم من حيث توفر الخدمات والوظائف وحتى التمثيل السياسي الحكومي . هذا يعني ان ليس هناك تهميش طائفي, ولكن هناك فساد وظلم وسوء ادارة وانعدام العدالة اتجاه الشعب بكافة شرائحه . من قبل السلطة العراقية التنفذية التي يترأسها المالكي والتشريعية التي يترأسها النجيفي نفسه .
ولو دققنا في سلوكيات وتصريحات النجيفي ومعظم رهطه من الساسة العراقيين ونظرنا الى اسباب ودوافع هذه التصريحات . سوف نجد ان هناك طائفية سياسية – من اجل المصالح الشخصية - تعشش في نفوس هؤلاء الساسة وهي ليست طائفية مذهبية بين الشيعة والسنة ولا عرقية بن العرب والاكراد . بقدر ما هي مصالح شخصية تقوم على العصبية الطائقية . وهي اداة يستخدمها السياسيون من اجل الحصول على اكبر قدر من المكاسب الشخصية او الحزبية احيانا . فمثلا نجد الساسة الكرد يتحدثون باسم الاكراد ومظلوميتهم حتى اليوم, بينما هؤلاء الساسة يحكمون العراق كله منذ 8 سنوات . وياخذون من ميزانية البلاد 17 % فماذا قدموا للاكراد غير الحجر على الحريات والقمع والفقر والبطالة للناس هناك , والثراء والسلطة والنفوذ والجاه للعوائل الحاكمة كعائلة البرزاني مثلا التي اصبحت تشبه عائلة صدام طغيانا وعنجهية . النجيفي الذي قاتل واستمات قتالا من اجل تحجيم او الغاء اقليم كردستان . ياتي اليوم مطالبا بانفصال السنة وليس باقليم كما الاكراد , والسبب طبعا في كلا الموقفين هو الضغط باسم السنه للحصول على امتيازات ومكاسب شخصية . ولو كان النجيفي حريصا على السنة او حتى على ابناء محافظته في نينوى لما شهدناه واخوه اثيل النجيفي يقمعون التظاهرات في الموصل ويتوحد واخيه ضد الناس في الموصل, مستخدمين صلاحياتهم – بطريقة غير شرعية - من اجل قمع التظاهرات ومحاربة كل من يطالبهما بحقوقه من اهل المحافظة . النجيفي رجل يريد تحقيق المزيد من المكاسب - مثله مثل كل الساسيين العراقيين - على حساب اهله اولا والشعب العراقي ثانيا . فماذا قدم النجيفي للموصل غير انه رسخ حضور عائلته واقاربه في السطة والمال داخل الموصل وفي بغداد . لا يختلف معظم الساسة العراقين عن النجيفي . فاياد علاوي الذي لم يحضر جلسة واحدة للبرلمان العراقي السابق وحضر بضع جلسات في البرلمان الحالي املا بحصوله على مكاسب , يتحدث اليوم اما من لندن او عمان عن مصير ومستقبل العراق ويريد ان يصبح رئسا للوزراء وكانه يعيش في العراق وهو الذي فضل حضور زفاف ابنته على مصلحة الشعب العراقي عندما ترك العراق في لحظة مخاض وذهب الى حفل الزفاف في لندن . وهكذا حال طارق الهاشمي وصالح المطلك . وقادة تيارات يعيشون في ايران وزعماء كتل كبيرة في التحالف الوطني .
خلاصة القول ان الساسة العراقيين يستخدمون الطوائف ويعمقون الفرقة ويحرقون العراق من اجل تحقيق مكاسب شخصية وحسب . ولو كان احدهم عراقيا وطنيا شريفا مخلصا لفعل كما فعل خالد ابن الوليد عندما عزله الخليفة الثاني عن الجيش . فما كان من خالد الا ان تقبل الحال وانخرط في الجيش جنديا مخلصا متفانيا في خدمة دولته انذاك . مَنْ مِن الساسة العراقيين الحاليين يعمل بصمت وتفانٍ من اجل خدمة العراق !؟ ربما هناك اشخاص معدودين على اصابع اليد . ربما !! ؟؟ ولكن الاكيد ان هناك بقية لسقوط النجيفي وعلاوي سياسيا وجماهريا والبقية هم زعماء كتل وتيارات واحزاب لا زالوا اما يختبؤون وراء الطائفية والعرقية بوضوح وصراحة كالاكراد او انهم يلبسون قناع الوطنية العراقية في النهار ويرضعون لبن ايران ليلا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الذكرى الثانية لرحيلها.. شيرين أبو عاقة تترك إرثا ما يزال


.. بحضور رئيس البلاد.. الآلاف يهتفون لفلسطين على مسرح جامعة أيس




.. سفن قوات خفر السواحل الصينية تبحر بالقرب من جزيرة تايوانية


.. الشفق القطبي ينير سماء سويسرا بألوان زاهية




.. مصر تلوّح بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل إن استمرت في عملية