الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياضة يومية

سلام صادق

2004 / 11 / 14
الادب والفن


هل عَبرتَ على التيه)
تعال نعبر ..فجسرهُ اكثر أمانةً
من دروب اليقين ) أنسي الحاج


مارست رياضتي اليومية
ركضت مع البداية
حدّ الكسل
فلياقتي البدنية تتطلب الآن
مزيدا من أتعابي
المبجلة بدأبي الفاشل
ورائحة التراب المتطاير من اكتافي
فالنضج حزن لايمكن حيازتهُ
ولا انتحاله بسهولة في مثل هذا العمر
اقرر فجأة بان اعدو لسبع ساعات
كسبع مراحل من قصة الخليقة
افتتحها الآن بانفاس تتقطع
بين قطارات صاعدة
واخرى نازلة
في قيعان الازقة
وفي طين الانهار
بين مقابر حية مازالت تنبض دمًا
وحانات مخلعة النوافذ والابواب
كنت اضيع وراءها فيما مضى
حيث يتماهى وراء نصف اضاءتها الرواد
ويتثائب النادلون
وكنت أأسف كثيرا للذي يجري
وسرعان مايختفي
ويترك لي خيار وحيد يسكرني
لكنني مازلت اواصل اللهاث
وأملي يتلاشى في الوصول
فباقة الورد ستذبل في يدي
لا زهور تنبت على خوذ حديد
ولا نرجس يمطر من فوهات بنادق
وكل الطرقات لاتؤدي لبعضها
وبعضها يؤدي الى الجحيم
فأعبّد المسافة في دمي
وأردم بيقيني الاسودَ الفاقع
حُفر الطريق0


العام الجديد مرّ بائتا وباهتاً
بل كان الاشد خفوتا
في شجرة الميلاد
والاشد تكورا على نفسه كقط شائخ
المحطات مقفرة
هنا في شمال الارض
كما هناك في جنوب السماء
واللغات الاجنبية لم تعد وسيلة صالحة
كوسائل اخرى للقضاء على الوحدة
أوعقد المزيد من الصداقات
ما أخشن الدمعة حين يستعصي ابتلاعها
وإن كانت تجعل من الحنجرة
اقل ايلاما واكثر انسيابا باللعنات
و بعد ذلك مباشرة
يلفني تيه من دوار الافكار
فتنزلق الحروف ملبدة بالغبار
وقد اوفق في ذلك او لا اوفق
فبعد نصف ساعة من العدو المخيف
تتفجر مساماتي المفخخة
فأسبح في نافورة من عرقي
على الرغم من انني كثيرا ما كنت اعتقد
بانني اهتم بشكل كبير بمظهري
واهتم كثيرا بما يقع خارجي انا بالذات
مثلا باي اتجاه تسير الدروب
والى أي اماكن تفضي
وما اسماء من يلقون التحية علي
وماذا يعملون
واين التقيتهم آخر مرّة
وتلك مجرد محاولات للاطمئنان الى صحة مايجري
ووقت اضافي آخر
لاستكناه المزيد عن ما سيواجهني أخيرا
اعني عند شريط ملون كخطٍ للنهاية
سيحدّ من اندفاعتي
فالذي يمكنني تمييزه الان
يمكنني الوصول اليه والفوز عليه
والذي اعتقدت بانه ماكان
والذي لن يصبح مطلقا انزلقت فيه
كأن تكن في بلادي مستنقعات
لاتمّكن المرء ابدا من كراء تاكسي
لاجتياز الطريق القديمة
الممتدة لربع قرن من الكيلوسنوات
بين المسجد والحمّام الشعبي
فقد يمكن للمرء ان يركض خارج نفسه
اطول فترة ممكنة
لكنها ليست اطول من تلك الموصلة الى ظله
كالطريق القديمة المتعرجة
بين المسجد والحمّام الشعبي
المتآكلة جدرانهما الان0


ســــلام صــــادق
1-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا