الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحبُ ، حسب التوقيت السومري / 1
عبد العظيم فنجان
2011 / 7 / 3الادب والفن
اشارتان :
* كثير من الأصدقاء يتسائلون عن رغبتي بحجب التعليقات : السبب هو عدم احترام البعض لوضعنا البشري ، نحن الكتّاب ، الذين نسفك دم قلوبنا من أجل أن نقدم للعالم شيئا من المتعة ، والخبرة والجمال . نحاول ـ إن سمح لي زملائي كتّاب موقع " الحوار المتمدن " ـ أن نقترح قراءة آخرى للعالم ، دون أن ننتظر ثمنا مقابل ذلك . قلوبنا للقراء ومعهم أبدا . وعني ـ رغما عن الثقافة الرسمية المتراجعة إلى الوراء ، ورغما عن بؤس الحياة في العراق ، ورغما عن القتل المجاني ، والخوف وسوء الخدمات ـ احاول أن اتحرك في منطقة انسانية شاسعة ، اسمها : الحب ، لأقول للعالم : نحن شعب لا يصدّر الرعب ولا الدمار ، بل نحن شعب مسالم وطيب ، ويتمنى الازدهار لجميع شعوب العالم ، حتى وهو في مخاضه الصعب ، لكن البعض لا يعجبه ذلك . هذا البعض يحاول ، بكل طريقة ، أن يوقفني عن الغناء ، عبر رسائل مبطنة بالتصفية وبالتهديد . وأبشعها تلك التي بعثها ، عن طريق بريد الحوار المتمدن ، شخص يتقنع بإسم مستعار :" نمير محسن " ، على قصيدتي المنشورة قبل أيام على صفحة الموقع بعنوان : " اعجوبة العجائب " : البريد الألكتروني لـ " نمير محسن " مرَّ من خلال بريد الحوار المتمدن ، وأنا واثق من أن أصقائنا في الموقع لم ينتبهوا له ، لكنهم يملكون المقدرة على تعقبه تقنيا . أنشر هذه القصيدة لا تحديا لـ " نمير محسن " وإنما لأنه منهج ، بعد أن حسمتُ خياري تماما إلى صف اليسار ، وعليَّ ـ بعد ذلك ـ أن أنحمل دفع ثمن هذا الخيار ، كما أنني أعرف أن من مهمات الفاشية هو بث الرعب في المرء ، لشل قدرته على التفكير . ولنا جميعا خبرة كبيرة في محاربة الفاشية . تركتُ القراصنة المجندين من كائنات بشعة تصول وتجول في صناديق بريدي ، ولم أكنرث : ليس عندي ما أخافه ، أو ما أخشاه : ثم .. إنني اتمتع روحيا بهذا التفاؤل اليائس ، فلا أطمح لمجد أو لعرش مستهلك وسهل : لو أردت .. فإنني اعرف ، تماما ، أن " موقع الحوار المتمدن " لا يؤدي إليه : هناك صحف تمنحني امتيازات ، وهناك " اشخاص " لو سلكت اليهم لجعلوني " أميرا " للشعراء . أتمنى ـ وهذا رجاء حار ـ من أصدقائي في " الحوار المتمدن " أن لا يسمحوا لأمثال " نمير محسن " في أن يتمادوا في بث طاعونهم الأسود ، وأن يقفوا لهم بالمرصاد .
**
الاشارة الثانية : في ملحمة جلجامش أن امرأة / بغي مقدسة / تتمكن من اغواء " انكيدو " وتجذبه إلى " اوروك ! " من أجل أن يوقف جلجامش عند حده ، بعد أن تمادى في طغيانه . الملاحظ : أن الاسطورة ، بعد ذلك ، غيّبت أنكيدو ، وجعلته تابعا لجلجامش . هذا التغييب ـ بتقديري ـ هو بداية انتصار " تعقيدات " المدينة على بساطة البراري : من هناك ، من تلك اللحظة البعيدة في الزمن ، صارت المرأة مصدر اغواء ، ومن هناك أيضا .. صار أهل الريف ، في هجرتهم إلى المدينة ، ثانويين ، وطارئين عليها . هذه القصيدة تحاول قلب الاسطورة ، لتقول شيئا آخر .
........................................................
الحب ، حسب التوقيت السومري ـ 1
بورتريه أنكيدو
كنتُ جالسا في غباري .
كنتُ غبارا يجلسُ في غباره .
كنتُ في العطش ، وفي الحيوان .
وكنتُ لا أعرفُ الجسد ، لا أعرفُ أحدا ، ولي مملكتي من العشب ، وحريتي التي من الرمل .
نسيتُني فجأة ، عندما تعرّت أمامي ، وتعرّفتُ على آخر كان يعيش في داخلي .
كان يعيشُ في داخلي آخر ، وكنتُ أجهلُ انني مأوى أو ملاذ . كنتُ أجهلُ أني بيته ، وأن عينيَّ هي نوافذه .
تعرّت لي ، وتعرّيتُ رغم أني كنتُ عاريا أصلا ، غير أنني في عريي الثاني كسوتُ جسدي برقا خاطفا ، حتى فرَّ مني ما لا أعرفه ، وسكرتُ من شدة النور ، ومن الرعشة .
دخلتُ العالم سكرانا ، وهي أمامي تمشي عارية في كل مكان ، ثم تبخرتْ ، بغتة ، مثل دخان ، وضاعت مني في الزحام ، فصرتُ غريبا في العالم .
سرقتني مني .
أغوتني ، وسرقتني مني ، فقام الجدار بيني وبيني .
قام الجدار فتهدمتُ .
لا تصدّقوا ما في الألواح :
لستُ بطلا .
كيف يكون بطلا مَن خسر كينونته أبدا ؟!
أنا أنكيدو
أنا هزيمة البراءة .
أنا المعرفة الأولى ، أنا الذي تتعاقب عليَّ عصورٌ من الوحدة ، وقرونٌ من الظمأ ، ، أنا الذي يطوفُ الكتب ، والحارات والمدن ، أنا الذي يخترق شاشات السينما ، بحثا عن المرأة ، تلكَ المرأة الهاربة في الزمن ، بعدما سرقتني .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة
.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟