الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نخرج من حالة الدفاع عن النفس ومنهجية التسول؟

خالد عبد القادر احمد

2011 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


ليس مكتب منظمة التحرير الفلسطينية, ولا المقاطعة في رام الله, ديوانية عشيرة او حمولة متنفذة, وليست اللجنة التنفيذية للمنظمة ولا رئاسة السلطة , شيوخ ووجهاء القبيلة الفلسطينية, ولسنا لهم عبيدا, فنحن مجتمع قومي تاريخي, ويفترض ان علاقتهم بنا سياسية تقوم على اولوية الولاء لنا, لذلك فاننا نرفض الصورة الراهنة لعلاقتنا بهم, صورة ولائنا نحن لهم,
اننا لا نتهم القيادة بفساد مالي او اخلاقي او وطني, لكننا منهمهم بعدم اهلية القيادة وفقدان القدرة على المناورة السياسية, ونعيب لا عليهم فحسب بل وعلى الفصائل عموما والرئيسية منها, خصوصا فتح وحماس محاولتهم اختصار الشعب في ذاتهم ووجهات نظرهم ورؤاهم الخاصة, نرفض ان تكون لمصالحهم الشخصية الاولوية على مصالحنا القومية, ولعلمكم فقد كرهتمونا بالكفاح الوطني والجهاد الديني معا, ولم نعد نرى منكم سوى عدم الكفاءة, واحتراف التسول السياسي,
ان قدرات القومية الفلسطينية كبيرة ومتاحة وكذلك خياراتها, ولا يحول دون استخدامها سوى معارضتكم, والثوار اللذين حولتوهم الى اجهزة قمع امنية, وحالة التعتيم والعزل التي تمارسونها علينا, فنحن لا نعلم من اخبار قضيتنا سوى بحثتم مع الاطراف الاخرى_ العلاقات الثنائية, وتطورات القضية الفلسطينية, والتطورات الاقليمية_
ولم نعد نستطيع السكوت عن استغفالكم لنا بادعاء انكم لا تتدخلون بالشؤون الاقليمية, غير انكم تصطفون في المحاور الاقليمية, وتتخذون مواقف سياسية منحازة لهذا المحور او الاخر, فقد صوتم ضد النظام الليبي داخل الجامعة العربية, ومن ثم عدتم للقول ان ما يحدث في ليبيا شأن داخلي لا علاقة لنا به, وانتم الان كذلك بصدد الازمة السورية وحتى صوت فلسطين بات نسخة عن قناة الجزيرة بهذا الصدد,
اما على صعيد المصالحة الفلسطينية, فقد عطلتموها بحجة القبول الدولي, بشخص فياض واصرار طرف منكم عليه ورفض الاخر له, ومع ذلك نجد المانحين يرفضون الالتزام بتعهداتهم المالية حيث لم يعد سحر جمال السيد سلام فياض يغريهم, اي انهم يكذبونكم علنا,
و في مظلة الفرح الشعبي بتوقيع اتفاق المصالحة وتحت مظلتها يجري من خلال موضوع الدحلان تفسيخ حركة فتح الى جناحي الضفة وغزة, ليس لسبب وطني ولا لسبب فساده المشهود له فيه, وانما لانه مس شخص الوجاهة السياسية للزعيم والعائلة المقدسة, ومن المؤسف ان شخصية اللجنة المركزية لحركة فتح بقرار فصل الدحلان لم تكن افضل من شخصيات وزراء مسرحية الزعيم لعادل امام, اما الشعب فانه فاغر فمه على طريقة اكل الفول التي وصف سمير غانم شخصيتها في مسرحيته المتزوجون,
ايها القادة , لقد تجاوزتم مفترق الطرق واخذتم مسرب اللاشفافية الوطنية, وبات لزاما علينا اعلامكم اننا نرفضكم, وسيثبت ذلك لكم في صندوق الاقتراع الانتخابي, _ اذا _ جرت انتخابات للرئاسة والبرلمان الفلسطيني, واشك في ذلك؟
وحتى في توجهكم للجمعية العامة للامم المتحدة, فقد بت اشك انها مناورة موجهة ضد المتبقي من ارث مرحلة الكفاح المسلح والمقاومة الوطنية, لان الامر الذي لا يجري الانتباه له من قبل مثقفينا هو ان هذه الخطوة تطرح _ ايضا_ على بساط الهيكلية الفلسطينية موضوعة مصير منظمة التحرير الفلسطينية وباقي الفصائل, فمن الواضح ان التصويت بنعم للدولة الفلسطينية سيعني على الصعيد لداخلي تحول الفصائل الى احزاب _ مدنية_ ومن ضمنها حركتي فتح وحماس, اما منظمة التحرير ففي احسن الاحتمالات ستتحول الى مكتب جبهة وطنية على غرار مصير مثل مكاتب هذه الجبهات في سوريا والعراق ايام رسوخ سيطرة البعث الشامي والعراقي,
ان اعاقة المصالحة الفلسطينية, ياتي في سياق هذا الهدف, لذلك من غير المحتمل ان تكون هناك اجراءات عملية قبل استحقاقات ايلول, وهنا اتسائل, هل اخذ اطراف المصالحة هذه المسالة بعين الاعتبار حين التوافق على التوقيع على وثيقتها, حيث سيكون تصويت الجمعية العامة مستجد سياسي يجب _ تعديل_ اتفاق المصالحة للتساوق مع المستجد الذي جاء به التصويت؟
لم يعد منظر عدوانية الاحتلال يثير في قلبي الحزن والالم, بل منظر القيادة الفلسطيتية والكفاحية الفلسطينية والمناورة الفلسطينية وغفلة شعبنا الطيب عن رقابة قيادته قبل رقابة عدوه, هو الذي بات ياتي بهذا الحزن والالم,
ان الوجه الوحيد الذي نراه للتواجد السياسي الفلسطيني في الصراع من حولنا, هو وجه الاستخذاء والتبعية و_ ادعاء_ الدفاع عن النفس, في حين يمكن لنا ان نكون موجها من موجهات هذا الصراع,
ان قيمة المساعدات المالية الامريكية التي يهدد الكونغرس بقطعها, لا توازي اهمية العداء الذي تثيره القضية الفلسطيني في مشاعر الشارع الاقليمي ضد الولايات المتحدة, مع انه حتى الان فان منهجية قيادتنا تحجم تصاعد وتفاقم هذه المشاعر وما تعنيه سياسيا, وقد كان يمكن لموقف سياسي فلسطيني في جامعة الدول العربية ان يسهم في ارباك المؤامرة الاستعمارية على ليبيا, وكان يمكن لاتخاذ موقف متوازن من ايران ان يسهم في ارباك السياسات الغربية ضدها بل والخليجية, لكن قيادتنا اختارت الامساك بالعباءة الخليجية ورفعها حتى لا تجر على الاض وتتسخ, فهنيئا لارتقائكم من حالة حمل بندقية الثائرالتي كانت تجعل كامل المنطقة ترجف الى حمل اطراف العباءة, ومع ذلك يخرج الناطق الاعلامي لسلطتنا العتيدة ليقول ان بعض المناحين _ تكرر_ عدم ايفاءه بالتزامه المالي,
يبدوا ان قيادتنا كتبت علينا ان نبقى في وضع الدفاع عن النفس والتسول السياسي, حتى نحصل على ثمن رغيف خبز لشعب لا يعرف تحديد النسل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |


.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-




.. فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنحو 55% من أص


.. القسام تنفذ غارة على مقر قيادة عمليات لجيش الاحتلال بمدينة ر




.. -أرض فلسطين بتفتخر بشعبها-.. غارات الاحتلال لا تزال تحصد أرو