الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول وحدة اليسار و القوى الديمقراطية في العراق

حسين محيي الدين

2011 / 7 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لم تعد وحدة اليسار والقوى الديمقراطية في العراق ضرورة ملحة للوصول إلى هرم السلطة بل إن الأمر تجاوز ذلك بكثير وأصبح واجبا وطنيا وأخلاقيا على كل هذه القوى . ومن يتخلف عن ذلك لا يحق له أن يدعي انتماءه إلى اليسار العراقي أو ادعائه التمسك بالديمقراطية كنهج قدم من اجله العراقيين ألاف الشهداء والضحايا من أجل عراق جديد يعيش فيه الكل متساوين رافعي الرأس يفتخرون بوطنهم وكرامتهم وحريتهم .

العراق اليوم يمر في أزمة حقيقية لم يسبق له أن مر بها في تاريخه الحديث فهو مهدد ككيان بحدوده الجغرافية . ومهدد بثرواته التي هي ملك لكل العراقيين و للأجيال القادمة أيضا . ومهدد بكونه خيمة تعود أن يستظل بها كل أبنائه بكل طوائفهم وقومياتهم وأديانهم . كما أنه مهدد بفقدان سيادته الوطنية والى الأبد . وما هو أخطر من ذلك فأن تركيبته الاجتماعية وما تبقى من قيم إنسانية لدى العراقيين مهددة بالانهيار .

لا يعنيني كثيرا من تسبب بكل تلك الانهيارات فقد أختلف مع هذا أو ذاك بمن كان وراء كل تلك الانهيارات . لكن ما هو واضح لي هو إن الانهيار حادث لا محال وان المزيد منه قادم لو استمر الوضع على هذا الحال .

قوى اليمين العراقي بكل ارتباطاتها الإقليمية والدولية ومصالحها الذاتية تجد إن الوضع في العراق مثاليا لها لكي تحصل على مزيد من الثروات والامتيازات مستقطبتا قطاعات واسعة من أبناء الشعب العراقي تغذيهم بأوهامها و تشبع نزعاتهم الدونية . أما تلك القوى التي فقدت سلطتها بعد دخول قوات الاحتلال فهي تخطط بشكل ذكي لاستعادة السلطة بعد أن يكون العراقيين قد يأسوا من عملية الإصلاح والبناء . فهم من ناحية يتسللون إلى مراكز اتخاذ القرار والمراكز المهمة في الدولة ومن ناحية أخرى يضاعفون من ممارساتهم بقتل العراقيين الأبرياء والعبث بأمنهم ليشعروا المواطن العراقي بأن الديمقراطية لا تعني إلا المزيد من القتل والتهجير والسلب والنهب والتزوير . وان امن المواطن لا يتحقق إلا بوجود دولة قوية مهابة ومخيفة لمواطنيها يسودها الرأي الواحد والفكر الواحد والقائد الواحد الرمز والحزب الواحد وان حرية الرأي وحقوق الإنسان ومبادئي العدالة الاجتماعية والرقابة الشعبية ما هي إلا عوامل للفرقة والنهب والسلب والأمن المفقود .

يتضح من ذلك أن قوى اليمين بكل مشاربها والقوى التي فقدت سلطتها بعد الاحتلال تعمل بهمة عالية من أجل تدمير البلد ونهب ثرواته يساعدهم حفنة من اللصوص والمحتالين على ذلك .
إن من يعنيه مستقبل العراق ودرء هذا الصدع الكبير هم اليسار العراقي بكل توجهاته وانقساماته للأسباب التالية .

1- لوطنيته المشهود لها من كل العراقيين النجباء في الداخل وفي الخارج .
2- لنزاهته وترفعه عن كل ما يخص المال العام والخاص .
3-لعدم تبعيته لقوى إقليمية كانت أم دولية وانتمائه للتربة العراقية .
4- لتمسكه بمبادئي حب الوطن ورغبته الملحة في إعلاء شانه .
5- لتبنيه الديمقراطية الحقيقية واحترام الآخر .

كما إن القوى الديمقراطية الأصيلة تشترك مع اليسار العراقي بمعظم ثوابته فما هي معوقات العمل المشترك إذا كان الجميع متفقون في هذه الخطوط العريضة .

إن اختلاف الرأي واحترام هذا الاختلاف هو جوهر الديمقراطية . لكن الطبيعة البشرية والأنا المستشرية لدى البعض منا هي من وراء كل هذا التشظي الذي آن الأوان لكي نضعه من ورائنا . فالعراق اليوم بأمس الحاجة إلى وحدة اليسار والقوى الديمقراطية للوقوف أمام هذا الغول الذي يريد أن يحرق اليابس والاخضر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وحدة اليسار اكثر من ضرورة وطنية
اسراء عبد اللطيف ( 2011 / 7 / 4 - 08:15 )
شكرا للدكتور حسين محيي الدين على مقالته التي تدق ناقوص الخطر لكل العراقيين بمختلف اتجاهاتهم الفكرية بما فيهم اليمين السياسي العراقي النظيف . ان وحدة العراقيين هي السبيل الوحيد للتخلص من هذه الحفنة من السياسين الذين اخر ما يفكرون به مصلحة الوطن والمواطن . وفي كل يوم وانا اتابع اخبار اهلنا في الداخل اشعر بمرارة لما وصل اليه الحال من تردي وعلى كل المستويات . حتى اني لا لم اعد اصدق ما يقال ولكن مع الاسف الشديد ان هذه الحقائق يؤكدها القادمون من الوطن . الا يستحق بلدنا ان نتناسى من اجله كل هذه الخلافات ونعيد للعراق كرامته وابائه .ونبني بلدا ديمقراطيا مثل بقية خلق الله


2 - حساسية الظرف
علي الشمري ( 2011 / 7 / 4 - 18:13 )
الاخ حسين محي الدين المحترم
من خلال خضم الصراعات والتجاذبات السياسية التي يمر فيها العراق نتيجة للاطماع والمخاطر التي ذكرتها في مقالتك ,يتوجب على كل فصائل قوى اليسار والقوى المؤمنة بالديمقراطية ان تتناسى خلافاتها جانبا ووضع مصلحة الشعب والوطن في اولوياتهم للوقوف بوجه الهجمة الشرسة التي تقودها القوى الظلامية لاجهاض التجربة الوليدة’,فالظرف الحالي مواتي لذلك وأذا بقيت قوى اليسار دون أتفاق فأن ذلك يعني انها سوف تظل بالاسم فقط ,لكون الطرف الاخر مستمر في عملية الاستقطاب لفقراء المجتمع بطرق مختلفةولعل من ابرزها الاستقطاب الطائفي والديني,
تقبل تحياتي


3 - ضرورة توحيد قوى اليسار والديمقراطيه
محمد الجبورى ( 2011 / 7 / 4 - 19:20 )
اخى العزيز لابد من توحيد جميع قوى اليسار والديمقراطية فى عراقنا وتناسى جميع الخلافات ووضع مصلحة البلد فوق كل شىء لان جميع الحاكمين اليوم هم من تبعية الشركات الاحتكاريه والدول الاقليميه التى هم سرقة المال العاوتدمير البلد واهمشىء التاكيدعلى الاعلام


4 - نعم وحدة اليسار العراقي والوحدة الوطنية
حسين محيي الدين ( 2011 / 7 / 4 - 20:03 )
شكرا للاخت اسراء على مرورك الكريم ما تقضلت به هو عين الصواب فوحدة اليسار العراقي والديمقراطيين والعلماتيين هي السبيل الوحيد للحفاظ على الوحدة الوطنية والوقوف صفا واحدا امام المخططات التخريبية الداخلية والخارجية وان وضع العصي في الدواليب والعودة للخلافات القديمة عمل يرتقى الا مستوى الخيانة الوطنية في هذا الظرف الحرج بالذات نتمنى على الجميع ان يعي خطورة التشرذم


5 - الاستقطاب الديني والطائفي
حسين محيي الدين ( 2011 / 7 / 4 - 20:14 )
شكرا للكاتب والصديق العزيز علي الشمري .ان امام اليسار العراقي والديمقراطيين العلمانيين مهمة صعبة جدا الا وهي استقطاب المواطن العراقي الى صفوفها وهذا ما يدعنا الى توحيد الصفوف فأنا متأكد بان اليسار العراقي والديمقراطيين العراقيين لا يمكنهم ان يختارو الا اليسار والديمقراطيين في الانتخابات وهذا غير كافي بل ان المعول عليه هو استقطاب شرائح اخرى من المجتمع العراقي وذلك لا يتم الا بوحدتهم وعملهم الجاد وهي عملية ليست بالهينة بل تحتاج الى حشد جماهيري واسع وهذا ما يفتقد اليه اليسار العراقي والديمقراطين


6 - أشاطرك الرأي
حسين محيي الدين ( 2011 / 7 / 4 - 20:19 )
عزيزي محمد الجبوري شكرا على مرورك الكريم ان ما تفضلت به عين الحقيقة وان الشللية وتجاذبات مراكز القوى بين صفوف اليسار العراقي والديمقراطيين سببا في تصدع وحدتهم فأنا أدعوهم ومن خلال الحوار المتمدن أن يتناسوا ولو مؤقتا هذا الانقسام وسوف يرون كم هي النتائج مبهرة ولخير الجميع


7 - حوار الخرسان
ساجدة الموسوي ( 2011 / 7 / 5 - 07:07 )
في متابعتي للحوار الدائر بين قوى اليسار والذي أثاره الكاتب رزكار عقراوي وتبعه ا لكاتب ضياء الشكرجي أشعر بأن ما يدور بين الأثنين من جانب وما يدور في وسط الشارع هو اشبه بحديث بين الخرسان نحن كمواطنين عراقيين لنا مطالب خاصة جدا ومعروفة ومحددة بغض النظر من سيحكم العراق مستقبلا وحاضرا وماضيا . نحن نحتاج الى الكهرباء والمياه النقية واقتصاد متين وصناعة متطورة وزراعة تفي الشعب حاجته وحرية التنقل واحترام حقوق الانسان والمساوات بين العراقيين من يقدم تلك الخدمات فنحن بصريح العبارة معه بغض النظر الى اين ينتمي ومن هو . انا لا اجد بين المتحاورين من تقرب من حقيقة ما نحتاج اليه أرجوكم ارحمونا من الكلام النظري وشكرا للكاتب حسين محيي الدين الذي اقترب من الحقيقة ولامسها ولو عن بعد


8 - نبارك خطاكم باتجاه وحدة قوى اليسار العراقي
علي محمد علي ( 2011 / 7 / 5 - 07:35 )
الوقت متأخر جدا وأحزاب السلطة تزداد قوة يوم بعد يوم فهي تمتلك السلطة والمال والاديولوجية الدينية والقومية وببغاوات المساجد والحسينيات وكذلك مراجع الدين فكم تحتاجون من الوقت لتوحيد الصفوف وكم من الجهد والمال لتكونوا كما هم أرجوكم عجلو في خطاكم ونحن ندعمكم للوصول الى السلطة والتخلص من الظلام والظلاميين


9 - راي مواطن
علي طالب فزع ( 2011 / 7 / 5 - 10:29 )
ان الصراع على السلطة في العراق يتطلب اكثر من كون المنهج الذي تقدمة صائبا وصحيحا وناجحا نظريا بل تحتاج الى رؤيا تفهمها الناس وتعيها وبالتالي تتبناها وعلى اليسار ان ينزل الى الناس ويتعامل مع ماهو واقع لا مع ما يجب ان يكون فعلى الاقل يعيد توازن المجتمع من خلال المنهج العقلي المنطقي
كثير من الناس يجهل ان يكون يساريا او يمينيا او طائفي كل ما يهمة ان تستمر الوطنية اكثر وان يحصل على وظيفة افضل واعلم يااستاذي الكريم ان زمن الأدلوجيا وصراعات الافكار انتهت فعليكم تقديم ما يجعل المواطن يعتقد انكم تستطيعون ان تقدمو افضل من غيركم بلا استعداء شعيرة او تغير طقس واتمنى لكم كل الخير


10 - زرع سنبلة في الارض انفع من رسم غابة في السماء
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 7 / 5 - 13:29 )
اعتقد بضرورة تحشيد طاقات الجميع بغض النظر عن الايدلوجية او الاثنية او المناطقية بطرح فكرة التجمع المدني الديمقراطي العراقي او تحت اية عنوان اخر قبل فوات الاوان فالتجربة في خطر ولا تنفع الندم اذا ما فاتنا القطار فالصراع على الشرعية والاولوية ليس لها الوقت الان الان هي زمن العمل في مشروع متكامل تحتضن الجميع وتتجه لتحقيق هدف واضح وتصب في مصلحة الجميع دون تهميش احد او انتقام من احد فالتجمع اشمل واوسع من التيار


11 - نعم للقوى الديمقراطية
أبو أثير ( 2011 / 7 / 5 - 19:39 )
تحية للكاتب والأخوة المعلقين
حان وقت العمل من أجل الديمقراطية والحرية للوطن المغلوب لامره العراق الحبيب ويجب على كل الخيرين التحاور والتنسيق ليوم الانتخابت للتخلص من الشر والظلام ولي كلام للاخت ساجدة الموسوي
الخرسان لايتحاورون ولكن مثل هذه الحوارات سيكون لها صداها في الشارع لو استمعوا المحاورين الى أراءالناس المعنين في الشارع واخذها بنظر الأعتبار وشكرا


12 - الاخ الاستاذ حسين محى الدين المحترم
علي عجيل منهل ( 2011 / 7 / 5 - 22:29 )
السلام عليكم اخى الدكتور حسين والمطلوب - متى تجتمع قوى اليسار؟ ومن يجمعها ؟ واين ؟-- وماهى القوى- والاشخاص التى ستشارك فى الاجتماع - وذا بقينا على ان نجمع- نصير الجادرجى والنصراوى -الحركة الاشتراكية العربية -والحزب الشيوعى- وقلنا هم اليسار العربى وهم كتلة مدنيون- وهذه اللمة لاتفيد بشى- ولا تقود الى الى مكسب لليسار- ومصيرها الفشل وهذه الدعوات لقاء قوى
اليسار- يبقى صراخ -فى وادى السياسية --وبدون فائدة والناس تريد اعمال وافعال وخدمات وجدية فى الشعارات -انى اتابع تجربة النجف- لقاء اليسار- وهى ناجحة ولعل مظاهرة المتقاعديين دليلا على سوء ادارة العمل- تحياتى لك -

اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟