الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موضوع اسطول الحرية في الية صراعنا مع الكيان الصهيوني:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


ان موضوع ملابسات اسطول الحرية 2 في ذاته, لا يتعدى في اهميته, انه واقعة في صراع مستمر مع الكيان الصهيوني ستتكرر وقائعه في مجالات واشكال اخرى, غير انه في دلاته يحمل اهمية اكبر من ذلك بكثير, فهو يكشف عن المفاهيم التي من جهة لا تزال تسيطر على السياسات الدولية, في تعاملها مع هذا الصراع. ومن جهة اخرى عن مفاهيمنا الخاصة بالصراع.
ففي التفاعل الدولي مع موضوع اسطول الحرية, كان واضحا انها تحددت على اساس اولوية اخذ المحاذير الامنية للدولة الصهيونية بعين الاعتبار, ومن ثم تولي بعد ذلك اهمية اخذ الاحتياجات الانسانية الفلسطينية بالحسبان, اي ان مواقف السياسة الدولية هو حالة خلط بين منهجية مجلس الامن السياسية تجاه الكيان الصهيوني, ومنهجية منظمة الصليب الاحمر الانسانية تجاه الشعب الفلسطيني,
هنا من المنصف ان نقر للكيان الصهيوني انه نجح في حملته الديبلوماسية لكبح مشروع اسطول الحرية 2 , ومن حق وزير الدفاع الصهيوني يهود باراك ان يتفاخر بذلك,وان يوظفه في تثبيت وضع الحكومة الائتلافية الصهيونية وضد الضغوط الدولية على الكيان, في حين كانت او قصدت الديبلوماسية الفلسطينية ان تكون وبالتوقيت نفسه, مشغولة على التوالي بموضوع الرواتب والمصالحة والدحلان,
في هذه الفترة نعرف ان اليونان بصورة ما هو _رجل اوروبا المريض_, فالازمة الداخلية التي تعصف به ومظاهرات الرفض الشعبي لاجراءات التقشف, معروضة على التلفاز, وهو في ظل هذا الوضع في امس الحاجة الى تعاون المجتمع الدولي, خاصة مراكز النفوذ الاقتصادي منه, لمساعدته في تجاوز ازمته الخاصة, ومن الواضح ان للكيان الصهيوني نفوذه الخاص, بهذا الصدد من خلال الراسمالية الصهيونية العالمية, كما ان له ايضا نفوذه من خلال تحالفاته السياسية مع دول العالم الرئيسية كالولايات المتحدة والدول الاوروبية وكندا واستراليا, ومما لا شك فيه ان هذه الميزات لعبت دورا كبيرا في اخضاع الموقف اليوناني واجباره على منع ابحار سفن اسطول الحرية2 , وليس اليونان فحسب ولكن بل وتركيا وقبرص,
ليس مفاجئا اذن خاصة في ظل غياب حملة ديبلوماسية فلسطينية مناهضة للحملة الصهيونية, ان يصل مشروع اسطول الحرية الى النهاية التي وصل اليها, وان حمل حزنا كبيرا وخيبة امل اكبر لنا, لكن المفاجيء هو تقاطع موقف السلطة الفلسطينية مع موقف الكيان الصهيوني من المادرة اليونانية بهذا الصدد:
فقد اعلنت وكالة الانباء اليونانية عن دعم وتاييد السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية للمبادرة اليونانية, القاضية باستمرار منع ابحار سفن اسطول الحرية2 على ان تتكفل اليونان بنقل برا ماتحمله السفن البحرية من مساعدات الى غزة بمرافقة ديلومسية رسمية يونانية, وهو ما لقي قبول وترحيب الكيان الصهيوني, كما عبر عن ذلك ليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني فقال ان الاقتراح اليوناني ينزل _الجميع _عن الشجرة,
ان الكيان الصهيوني يعلم انه في امسية استحقاقات ايلول, يعيش عزلة سياسية ليس بحاجة معها الى مواجهة جديدة مع الراي العام العالمي, كتلك التي حدثت حين قمع بقوة القتل العسكري المدنيين, ناشطو سفن اسطول الحرية 1, سابقا, ومن الواضح ان المبادرة اليونانية منحته فرصة تفادي تكرار التجربة, ولكن ما هو دافع السلطة الفلسطينية لتاييد المبادرة اليونانية؟ وهل من مهمتنا السياسية حمل الماء الى الطاحون الصهيوني؟
لا نستطيع الا ان نرى علاقة بين موقف السلطة من هذه الواقعة ومواقفها من واقعات اخرى, ولا نستطيع الا ان نلمح ان هناك علاقة سياسية غير نزيهة في تعامل قيادة السلطة مع حركة حماس, وكل ذلك لا علاقة له بالصراع العام مع الكيان الصهيوني بل له علاقة بالجانب التفاوضي منه فحسب, ولنا ان نلاحظ انه في الفترة الاخيرة, كان هناك وقائع حملت رسائل مغازلة بين الطرف الصهيوني والطرف الفلسطيني, منها تنفيذ الكيان الصهيوني لقرار المحكمة بتعديل مسار حائط الفصل, واعادة بعض الاراضي للفلسطينيين, وهو مؤشر يحمل رسالة, تقول انه يمكن تعديل احجام _ اللاءات_ الصهيونية, لكن الرسالة التي تحملها الموفقة الفلسطينية على انقاذ الكيان الصهيوني من ازمة اسطول الحرية 2 تقول ان مجال اللاءات تعديل _ الفلسطينية_ يمكن اكبر ويمكن ان يصل الى درجة قبول فلسطيني بابقاء ثوابت المطالب الفلسطينية في اطار مفهوم الاحتياج الانساني,
فجميعنا يعرف ان اولوية الامن هي عقيدة الكيان الصهيوني في المناورة السياسية, ومنذ قيامه الى الان, جرى دائما توجيه الموقف السياسي الدولي الى ان يرى الصراع من خلال هذا المنظور, وحتى الطرف الفلسطيني بات ايضا في عملية التفاوض ينظر من نفس الزاوية, اما عقيدة منهجية القيادات الفلسطينية في الصراع فاولويتها الاحتياجات الانسانية, وجرى دائما تعويد الموقف الدولي لان يرى الصراع من منظوره,
ان قيادتنا لا تفهم _بل يبدو انها ترفض_ ان تفهم ان مواطنتنا الفلسطينية هي مواطنة قومية,_لا_ مواطنة معيشية, فالمعتاش هو الذي يبدي مستوى اقل من الكرامة ويظهر روح اكبر من اللازم للتعاون وانكسار الجناح, ولا يكون لتنازلات حدا ادنى, وهي مواصفات المنهجية السياسية الفلسطينية حتى الان, والذي تخفيه تحت مظلة منهجية خلق مسار من الازمات الداخلية يوازي ويظلل ازماتنا في الصراع مع الاطراف الخارجية, وهو ما درجت عليه الانظمة الرسمية خاصة النظام في الاردن, وذلك لا يتناسب واحتياجات مهماتنا الوطنية, ولا يجب وهذه المنهجية ان نستغرب انتكاسة جديدة لنا حين تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة على عضوية دولة لفلسطيني بان تشترط الجمعية الموافقة الصهيونية على عضوية الدولة الفلسطينية, ومن ثم العودة الى مسار تفاوض عقيدة الحاجات الانسانية مع عقيدة عامل الامن الصهيونية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -سأهزم دونالد ترامب مجددا في 2020-.. زلة لسان جديدة لبايدن |


.. في أول مقابلة بعد المناظرة.. بايدن: -واجهتني ليلة سيئة-




.. فوز مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة الإيرانية بنحو 55% من أص


.. القسام تنفذ غارة على مقر قيادة عمليات لجيش الاحتلال بمدينة ر




.. -أرض فلسطين بتفتخر بشعبها-.. غارات الاحتلال لا تزال تحصد أرو