الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أستقلالية التيار الديمقراطي,الضمانة الاكيدة لنجاحه وديمومته

علي الشمري

2011 / 7 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ممن تتكون تشكيلة التيار الديمقراطي,: ان أغلب القوى والشخصيات المنظوية تحت لواء التيار الديمقراطي هم من العناصر المستقلة المؤمنة بضرورة بناء دولة مدنية,والكثير ممن كانوا يوما ما من أصدقاء الاحزاب اليسارية,وهناك من يحملوا الفكر اليساري وكانوا في السابق منظوين في التنظيمات اليساريةيأملون في يوم ما عسى وان تتحقق أحلامهم التي ناضلوا لسنوات طوال من اجل ترجتمها على أرض الواقع باقامة دولة ديمقراطية تنعم بالمساواة والعدالة في توزيع الثروات,واتاحة الحريات العامة والمساواة بين الجنسين, لكنهم ولاسباب عدة تخلوا عن العمل التنظيمي ,اما بسبب أصابتهم بالاحباط من عدم امكانية التطبيق ,أو لظروف خارج أرادتهم ,او أنهم لمسوا عدم وجود ديمقراطية حقيقة داخل تنظيماتهم الحزبية والتي ألت الى حصول انشقاقات كثيرة داخل تنظيماتهم .ليبقى كل طرف متمسك بقيادته دون تجديد ديمقراطي وأيدلوجيته ثابتة لسنوات طوال ضاربة بعرض الحائط الديالكتيك بكل مفاهيمه ,أو ان قسم منهم أدرك بان تكتيك تنظيميه يفتقر الى العديد من مقومات البقاء ,وقيادته غير مستعدة للتنازل عن ثوابتها الاستراتيجية وغير أبهة للمتغيرات المتسارعة التي تحدث على الساحة العالمية والمحلية,.وهناك الكثير من الشخصيات التي تؤمن بالعلمانية كونها السبيل الوحيد للتخلص من الامراض المذهبية والدينية,وتريد أن تضع حدا لتمادي ادعياء الدين في نشر أوهامهم وتخريفاتهم بين أوساط المجتمع ,من خلال العمل على فصل الدين عن الولة للحاق بالركب العالمي الحضاري ,عكس ما يؤمن به أصحاب الكهنوت ودعاة الاديان ومحاولاتهم العودة الى ترهات الماضي السحيق.
وهناك الكثير من الشخصيات التي كانت منظوية في تنظيمات واحزاب قومية او دينية,وهي أساسا تؤمن بالنهج الديمقراطي ,لكنهالم تجد في تنظيماتها الخطى الجادة لتطبيقها فأرتأت ان تتخلى عن تنظيماتها التي خدعت بها لسنوات وتعلن أنضمامها للتيار الديمقراطي ,كل هذه المكونات لها الرغبة المخلصة في بناء وطن ديمقراطي وكلها تسعى لبناء دولة مدنية ,لهذا تولدت لديها أرادة تلاقت مع أرادة قوى اليسار الرغبة الاكيدة لها بتشكيل تيار ديمقراطي ,يكون بعيدا عن المحاصصة والطائفية لتحقيق طموحات جماهيرهم في الحفاظ على السلم الاهلي وأحترام سيادة القانون وتخليص البلاد من خطورة سطوة المليشيات التي تحاول أبقاء الحكومة الحالية والوضع السياسي مرهون لجعجعة سلاحهم الغير شرعي
الكيانات اليسارية المنشقةعن الحزب الشيوعي العراقي الراعي الاساسي لفكرة تشكيل التيار الديمقراطي أدركت جميعا بتقادم السنين بان رصيدها الجماهيري لا يؤهلها لتبوء مناصب قيادية في المجتمع,وقد أثر أنشقاقها بشكل سلبي على عموم قوى اليسار والقوى الديمقراطيةوعلى الحزب الذي ولدت منه وترعرعت في أحضانه لسنوات عدة, وراحت تبحث عن مخرج لازمتها الجماهيرية من خلال تشكيل تحالفات وقتية مبنية وفقا لنظرياتها المتجزأة دون وضع عوامل مشتركة للعمل سوية من أجل تجاوز فرقتها وانقساماتها ,ودون العمل على المدى البعيد من اجل توحيدها وفق رؤى الواقع المعاصر من خلال التنازل ولو جزئيا عن الثوابت .
الكيانات اليسارية كلها تريد ان تمد الجسور مع قوى التيار الديمقراطي ,وبعض منها ساهم بشكل فعال في أتمام عملية التكوين من خلال مساهماته المادية والتنظيميةوالحشد الجماهيري ,بل وان بعضا من أفرادها أنخرطوا فعلا في التنظيم وكانوا فاعلين في مؤتمراته التأسيسة التي عقدت في المحافظات العراقية وتوزعوا في اللجان التي انبثقت عن تلك المؤتمرات,
(محاولات الالتفاف غير مقبولة):
أن الكيانات االيسارية التي فشلت ولسنوات طوال من أيجاد مشتركات فيما بينها من اجل توحيد تنظيماتها وبقيت في اختلاف تنظيمي وتكتيكي حول أليات تطبيق الماركسية,تحاول ان تلتف على التيار الديمقراطي وتشكيلاته الوليدة ونقل اختلافاتها الى داخل جسم التيار من خلال محاولة كل طرف فرض هيمنته الفكرية والتنظيمية عليه,وبالتالي سوف تساهم الى تفتيت التيار وقتل التجربة,
ان على كل جهة حريصة على دعم قوى اليسار ,أن تدعمه بكل ما اتيح لها من امكانيات ,دون محاولات السيطرة عليه ,لا في القظايا التنظيمية والادارية والفكرية والقياديةأو أنشطته الجماهيرية(مثل عقد الندوات والقاء المحاضرات,ومكان وزمان عقد اللقاءات,وأختيار المواضيع التي تمس حياة المواطن التي يتم تداولها في الندوات ),وخلاف ذلك يتنافى مع النهج الديمقراطي والحرية الفكرية التي من اجلهما انبثق التيارالديمقراطي.
(قوى اليسار العراقي أمام أمتحان صعب )
يمر العراق حاليا بمرحلة سياسية عسيرة تمتاز ببروز قوى دينيةبعض منها لها تاريخ سياسي واخرى ظهرت على الساحة السياسية بعد سقوط النظام,جل هذه القوى مدعومة من دول عربية وجهات أقليمية لها أجندات مكلفة بتنفيذها في العراق خدمة لداعميها ومتحالفة مع القوى الامبريالية التي وجدت فيها خير راعي لمصالحها في المنطقة
((أمريكا بدات حواراتها الفعلية مع القوى الدينية في مصر والمتمثلة بالسلفية والاخوان المسلمين وتدعي بانها تريد الديمقراطية لشرق أوسط كبير,فهل هذه القوى تؤمن حقا بالديمقراطية؟)).ورغم تناقضاتها الفكرية وصراعتها المستمرة على توسيع النفوذ والغنائم ,لكنها متحالفة ايديلوجيا في الوقوف بوجه القوى الوطنية والعلمانية عموما وخصوصا القوى اليسارية,حيث صرحت ولاكثر من مرة بانها متفقة بشقيها السني والشيعي على أسلمة المجتمع العراقي وهي في صراع مع القوى العلمانية لازاحتها عن الساحة السياسية,وهي مستعدة للتحالف حتى مع الشيطان من اجل تحقيق أهدافها.
ان القوى الظلامية التي تحالفت من أجل أجهاض ثورة تموز في ستينات القرن الماضي عاودت تحالفها من جديد من اجل أفشال التجربة الديمقراطية في العراق,لقد تكالبت القوى الرجعية والطائفية والثيوقراطية لتنشب أظافرها في الفريسة العراقية دون الالتفاف الى مصالح الشعب وحاجاته الاساسية ,غير مكترثة لما وصل اليه المجتمع العراقي من بؤس وشقاء وتبديد للاموال ونهب للخيرات
في المقابل نجد القوى العلمانية واليسارية وبدل من التفافها وتحالفها مع البعض لتوسيع قاعدتها الجماهيرية للوقوف بوجه المد الرجعي المتخلف ,نراها عكس ذلك فقد أصابها التشرذم والانشقاقات ,نتيجة لتعنت بعض قياداتها في السيطرة القيادية على التنظيم ,أو التمسك بنظرياتها السابقةدون مراعاة للمتغيرات الدولية ,
ان التيار الديمقراطي يمكن ان يطرح نفسه البديل الناجح على الساحة العراقية لتبنية الكثير من القضايا التي تمس حياة العراقيين ,(كالتعديلات الدستورية ,وقانون الاحزاب والانتخابات ,ونبذ طريق العنف ,والسير على نهج التداول السلمي للسلطة وعدم المساس للحريات العامة التى كفلها الدستور,وحقوق المراة ومساواتها الكاملة في جميع المجالات,ومكافحة الفساد للحد من عمليات الهدر العام للثروات العراقية,ومحاربة الجهل والتخلف,وأيمانه العميق بضرورة سيادة العلم,والسلوك الحضاري المتمدن,ونبذ التعصب القومي والديني والطائفي لتجنب مخاطر تقسيم البلد,والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية التي أقرتها كل الاديان,والسعي الجاد لاشراك كل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية من خلال ممثليه الشرعيين المنتخبين دون اقصاء او تهميش لطرف ما.)والتي فشلت الاحزاب الحاكمة في العراق عن تحقيق بعض منها.
(مقومات النجاح)
1_الاستقلالية التامة في القضايا التنظيميةوالادارية والقيادية.كونه لا يمثل واجهة لاحد الاحزاب السياسية أو يعمل لمصلحة احد ,وانما عمله خدمة لكل العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية .
2-رفض الدعم المشروط بكافة انواعه ومن جميع الجهات ,والاعتماد على التمويل الذاتي وفتح باب التبرعات من الاعضاء والاصدقاء المتعاطفين فكريا مع مبادئ التيار,
3_الاسراع بعقد مؤتمر عام موسع لقوى التيار لمحافظات العراق المختلفة لاقرار برنامج عمل موحد ونظام داخلي للمساهمة في وضع الاليات لعمل التيار في المرحلة المقبلة,لان للزمن دور مؤثر لتفعيله ,وخصوصا الان يمر العراق بأزمات مختلفة لا تقل خطورتها عن الازمة السياسية التي تعصف به,ومن اجل سحب البساط من تحت أقدام الاحزاب الحاكمة,أذا احسن التيار توضيبها لصالحه من خلال نزول كوادره من أبراجها العاجية الى الشارع والاحتكاك بكل فئات المجتمع وتبني قضاياهم ومشاكلهم الملحة,
4_التنسيق مع قوى التيار الديمقراطي في الخارج للاستفادة من خبراتها التنظيمية ودعمها المعنوي والاعلامي كونها تتواجد في دول تنعم بالحرية والديمقراطية ولا توجد فيها أنظمة ديكتاتورية.
5_السعي الى تحالفات مع القوى المؤمنة بالديمقراطية للتحضير للانتخابات البرلمانية ومجالس المحافظات القادمة.
6_تدعيم وتعزيز قيادات التيارالديمقراطي بالعناصر الشابة والنسوية الكفؤة,والممارسة الفعلية للعملية الديمقراطية بدأ بالقيادة ونزولا الى باقي لجان التنظيم ,لكون الديمقراطية ممارسة وثقافة وسلوك يومي يختلف جذريا عن السلع الاخرى القابلة للمتاجرة وعمليات الاستيراد والتصدير.
فثوابت القوى العلمانية والديمقراطية واليسارية المتمثلة بالوطنية والنزاهة وعدم التبعية والايمان بالديمقراطية ,لابد اون توضع ولو واحدة منها كقاسم مشترك ,لان القوى المضادة تجتمع على نقيض هذه الثوابت والمتمثلة بتعدد الولاءات ,وأستبدال الوطنية بالمال ,وعمليات الفساد ونهب الثروات ,وأتخاذها من الديمقراطية كسلم لوصولها الى غاياتها ,وصراعها المستمر فيما بينها على توسيع النفوذ ,كل هذا وتراها متحدة وتتوحد وتنسى خلافاتها عندما تشعر بان خطر المد الديمقراطي واليساري بدأ يداهمها ,,
فهل تعي قوى الديمقراطية والعلمانية واليسارية هذه الحقيقة,وتقرر هي الاخرى طي سجل خلافاتها والبدء بخطوات جادة لتصحيح المسارات ,وعندها ستكون كفتهم هي الراجحة في الموازين كافة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكريم الشمري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 7 / 5 - 18:06 )
تحيه وتقدير
اتمنى من كل راغب بالأقتراب من التيار الديمقراطي او يرغب الانضمام اليه ان يختبر نفسه مع نفسه ويناقش نفسه هل هو قد تجرد من التي تعيق الصفاء ورحابة الصدر والشفافيه في التعامل مع المفهوم وان لا يقدم ما يحمل على ما يتمنى ويرغب للتيار وان يعتبر ذلك امتحان لوطنيته وقيمه ولنا عبره باقطاب الحركه الوطنيه الأولى الذين شكلواالنواة واقتربوا من الأحزاب في وقت فورتها لكنهم ما تخلوا عن قيمهم وكانوا اصدقاء للأحزاب والأمثله معروفه
والشيء الأخر ان يعلموا الشباب على ذلك ويتذكروا كيف قدم الأوائل الوطن على انفسهم
والشيء الأخر ان يفكروا بتمويل ذاتي لهم من خلال نشاطات تطوعيه انتاجيه حرفيه
وان ينسقوا في ذلك مع العراقيين في الخارج
تقبل التحيه والشكر

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب يطالبون


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نتن




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نتن


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وأهالي الرهائن المتظاهرين




.. علاقة إيران والبوليساريو.. بدايات التضامن والدعم