الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أغنية الفصول

محمد نوري قادر

2011 / 7 / 5
الادب والفن


أغنية الفصول
محمد نوري قادر

تَهجّت وُقع أقداميَ أقدامهُ, فتعقبته كطير توله وجد عشه
ما مضى ركلته وأطلقت رحيق العناق للشجن
شاديا آثاره , انطق سرائره
بينما الخفق يشتد
ذلك النجم حراب العتمة , دفءُ الجائع , صليب أشجارها
والمتأرجحةُ ذاته
لا ينطفئ توهجهُ , ولا يفارق روحي
عشقت مسالِكهُ وتخطيّتُ شهوة تململي
الشهوة جامحة
يلامسها القلق
طريقي مُقفَّرة , لم ترتوي ما فرشتهُ الحقول
كتبتهُ في البدء همسه احتضنته كالدفء
خَوفاً من الذئب الذي يُطارد , من رعدنا الأجوف
نيرانهُ تتلظى جوفي ولن اصرخ ولن اكترث لغير القافية
ماسِكا مزماري
أُرَتلُ أناشيد الظمأ بلا هوادة مُصطحباً عزيمته
أَرْتَجلُ تقاويم فرشها التثاؤب
أصغي للشجرة
الشجرةُ الوارفة , اعدُّ فصولها , ارمقُ بفضولٍ جذورها
ولا أحتمل تعثرها وتساقط الورق
إني لملامسها شاديا
لذلك العصفور يحلق مبتهجا وساقي تنطق الملاحقة , ولها انشد
ولا اخش عواصف الهرطقة

كيف تبدو الأيام في نهار الزنادقة ؟
النهار مطرقة
إني أراها تبكي النهر
آه النهر انه رفيق السفر
إني أزحت فقط الرمال لاقتفي الأثر
أمازح سبات المخصيين بصقيع الذكرى ,أحصي كذب حبالهم
أتفحص أحداقهم
لا تنفع الشكوى
تلك الطرق وعرة ملكها الخشوع , ملكتها الخديعة , خديعتنا ملفقة
أتعبنا صقيعها, أتعبنا هزالها ,هجوناها ألف مرة
إنها شائكة توخز كالإبر
غير إني , وأنا أتعقبه , انتفض حبا واعدوا فرحا
أراه الفجر واتبعه مثل طير يرفرف
وعلى فصولي كلها كتمت غيضي , رسمتها بسمة
كتبتها فرحا وحملتها معي

في هذه الزوبعة ..
الخيمة لم تكن ملاذا آمن من الفخاخ
كفى هلوسة
دعوا أوهام الذعر
أيادي التوسل لا تمسح الخطيئة
الرغبة متفجرة والجائع لا يمكن ترويضه
ينبغي التبصر , ينبغي السير بلا دوران , كل خطواتنا متعثرة
من اجل الغبطة , من اجلها فقط امنح دليلي سر المتاهة
لا جدوى من الفخاخ
لا طير يعشق الشباك
أجمل العمر الغناء
سيختار السفهاء السلال , وآخرون سيهزؤون العاقبة
لا شيء غيره تطرب أذاني
ألا ترون ما فعل الحمقى ؟!
واحتنا أصبحت مبغى
اصطبغت بالتلفت, غريمها أفعى
أه...
هذا الصراخ رعاف , وأنا وحدي أتجشأ صداه
أنا وحدي احمل (المهشة) اطرد الذباب
لا متباهيا أخطو , ولا مباليا توهج روحي

في رحيل الجفاف ستنكشف عورة الأبله وتصبح سخرية
الشمس تبتلع خفقان القلب , ولا تختزل الثياب العاهة ,عاهاتنا مستديمة
دع أحزانك صندوق القمامة , وليس لشواطئ الذكرى
دع الزوبعة للرياح التي تتعقب فصولنا
ارمي ما يحرق أنفاسك
آن للمسرات أن تصبح غناء
ترقصها الأوتار حين تلامس روحها روحك
تبا للمتعثر الخطوات
تلك العواصف لا تهدأ إنها شبقه مثل عاهرة , تحمل الغبار لتطمر الأثر
واحتنا كئيبة حين لا ينزل المطر , ترقص راجفة القمر
ممتدة في العمق ,عاشقة للامتداد
المتسولون ملئوا الفراغ , تنكروا خفق العشب
يمتلكهم جنون الحداد
لنترك إذن الحداد عليها
لنقف.. متأبطين العناق بعشبة الخلود , ونحدق بالابتهاج
الأرض ترقد مبتلعة ثمارها , تقيأت العتمة
روائحنا تزفرها صخبا وأسئلة
هجائها سخط يعاقر اللسان يضع إكليله المقدمة
يتبع تلذذه متلقيا ثمار الدهشة
ليس ما يصلح الأجوف ثيابه , بل الرغبة إنها تبدأ بخطوة
وعند كل زفير يطرق رأسه , يلامس عضوه
وينتحب
وبنفس السوط يرمي أثقاله ليزيد من الجرح عله
يفترض الورع , يتبع ظله
ثمة طرق لا يسلكها المرء ,يخشاها
وثمة ما تخفي تضاريس الأذقان هذه
متنهدة كالموج في ظلها يجتمع ذئاب الغابة
آه من الرماد الساخن هذا
يجفلنِ قرع أجراسه
مشدودا إليه رغم عني ,وعلامة استفهام يطلقها ظني
هل كانوا أولئك حقا مني ؟!
يدهشني التلفيق لهذا الإرث , لهذا التجني
يساورني الشك إنني منهم وأنهم مني
أبغيرهم لا تبدو روائحنا عبقة ؟
ثمة من يصغي
إنني اخترت النجم ضيفي
انحني أيتها السلالم
تبا لهذا الزمن المدندن بالمراوحة
إني أراه هكذا
تحزنني رؤية الطرق المقفرة
وتمزقني رجفة العشق وبكاء الدفء
ويؤلمني تتبع ظلا ليس ظلي
إني عزفت نشيدي , مزيحا غبار الوهم , مبتعدا عنه محلقا فضائي
ممتعضا أمد لساني فاسمع قهقهات قبائل مبعثرة
وارى جنونا وبلادا هجرتها الشمس
وأدعياء ثملين فوق العادة
لا احد يكترث لهذه الشجرة
لا احد يعنيه ثمارها
لا احد يكترث لغير اجله
يا ويلنا ..
يا لبؤس الأنفاس
ثمة أشياء لا يطيقها المتبول في سرواله لا يصدقها إلا ليغتسل ريائه
ستطمره الواحة غدا
كل شيء هنا يستحق الشفقة
لا تصغي
اجري كما تشاء وهكذا
إنهم منحدرات مهلكة
تلفظ أنفاسك أيها الشجي ,انك تهجيت ما تشدو
اعزف على مزمارك ما تبغي
إن الظلمة جدا حالكة
ألا تشم رائحة العفن ؟!
دع روحه التي تقودك , لم يكن متعبا الجري
وتأمل .....
إنهم مصابين بعقم الحركة
فاغرين الأفواه أغانيهم مفبركة
يصغون للدفء كذبا , وليس دفئهم سوى معركة
ها أنا أشير للهوة , تلاحقني دهشة المرتزقة
الدهشة لا تصدق خطواتها
هكذا تهجت عبيرها ساقي
امنح نفسي نعمة الإنشاد
أنا الأصلع المتأهب دوما لمعارك طاحنة , سليل الأغا الملعون وجنونه
اقفز حبا لأمنح خطواتي ما تستحقه
متمسكا بالحكمة
مجنون طريقها
مرتل أغانييها بجموح , متواصلا غير منقطع مع الصدى
مقتفيا الأثر
تقودني
لتقول : إني غريمها
لأنشد أغنية الفصول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس