الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجساد العراقية لا تهاجر كاملة ً

منى الخرسان

2011 / 7 / 5
الصحافة والاعلام



عندما تنطلق الأجساد مغربلة بداخلها دياجير الظلمة تنشق نصفين تاركة ًفكرها لغناء الأمهات بين ملفات قماطها الأول وبين مضجعها الجديد. لا تكون إلا إن يرد الجسد للرأس ها هم مغتربوا العراق يقبلون ثراه بجباههم ووفائهم وحنينهم إلى الوطن العودة...
برعاية السيد طاهر الحمود وبإشراف الاستاذ مدير دار الشؤون الثقافية السيد نوفل أبو رغيف وتحت شعار ( مبدعو العراق وطن ينبض في ضمير الثقافة ) أقيم في مقر الدار حفلا تكريميا للكاتب والصحفي ( جمعة اللامي) المبدع العراقي الذي اغترب عن الوطن ما يقارب 32 عاما في الشارقة حيث اقيم الحفل بمشاركة باقة من مبدعي العراق ومثقفيه.
ابتداء الحفل بالنشيد الوطني ثم إلقاء السيد وكيل وزارة الثقافة الأستاذ طاهر الحمود كلمة بين فيها دور المثقف العراقي رغم العراقيل التي مرت بتجربته إذا كان هناك مثقفون ليبراليون حيث مارسوها في منتدياتها داعيا لتعزيز هذه التجربة بعد ان ذكر الدور الكبير الذي لعبه الأستاذ نوفل ابو رغيف مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في تعزيز العمل الثقافي في استذكار المبدعين من داخل وخارج الوطن إضافة إلى طبع إصدارات المبدعين ....
وأكمل قائلا إن جمعة اللامي شارك اليهود طعامهم والصابئة طقوسهم وسجل اسمه مع عملاقة فن القصة والرواية وحفظ لأسمه مكانا لامعا في هذا المجال ثم وقفت الدار على أخمص قديمها تحيي ضيفها الغائب الحاضرفي قلوب محبيه وعلى شرف مديرها الأستاذ الشاعر نوفل أبو رغيف حيث تحدث قائلا ...
لحظة في فضاء جمعة اللامي
ليس أثرا سطحيا أو نسقا تقليديا يضاف إلى أنساق البرامج الدورية وليس تعاطيا عابرا أن تقف المؤسسة الثقافية موقفا يليق بمن أنجبتهم الثقافة العراقية قدرا واعدا سيتاح له فيما بعد أن يشترك في تحديد معالم الخريطة الثقافية ورسم ملامحها في بلاد تعج تضاريسها بالمعرفة والإبداع ....
وكالعادة و من هناك....من جنوب القلب...من الجنوب المعفر بمواويل الأمهات ونكهة العمر المكتنز بإسرار الحياة منذ بدء الخليقة ومن بدايات الاستشراف الرابض عند تلك التخوم... ومن تفاصيله البريئة حينذاك ، نبتت بنوءة جريئة ً في أحضان الطين الممسك بالبردي والقصب الطالع من جذور الحضارات الأولى ... ونمت تلك البنوءة صوتا سيعانق أحلام الفقراء ويغرق فيما بعد .. قادما من تلك الحياة النقية ممتدا بامتداد الشغف المتسارع إلى عاصمة الدنيا .. بغداد...لتكون محطة الأحلام الكبرى وغبش العنفوان الكبير..مختزلا ً في شيخ هذا الاحتفال..وفتى تلك اللحظة الشاخصة في ذاكرة الثقافة العراقية..(جمعة اللامي)
ثم قال..وليس لك إلا أن تشعر بالزهو ممزوجا بالنشوة حين تحتفي الثقافة العربية في أكثر من بقعة ومنصة ومدينة ، بجمعة اللامي روائيا ً وصحفيا وكاتباً من طراز يليق بمن خرجوا من رحم الثقافة العراقية ليؤسسوا أثراً شاخصا ً في الرؤية وفي العطاء وفي الحضور على امتداد خطوط القلق وأزمنة المحنة.
وفي النهاية.. فإن حديثا ً في هذا المضمار.. يمكن قطفه من حديقة (زينب) التي باتت بوصلة تشير إلى ثقافة مبدعنا الكبير وتؤشر منطقة الفكر التي رست عندها بارجاته المعرفية وممكناته الرؤبوية واستشرافاته فقد غدت (زينب) بوصفها مفردة مجردة عن دلالاتها الحاضرة ومعانيها المعروفة، غدت ثيمة رئيسة في المنظومة الكتابية لجمعة اللامي يمكن خلالها أن يزخر فضاء التلقي بمزيد من مساحات الاستدراك ومفاصل التأويل في ما قدمته تجربة إنسانية بهذا التنوع والثراء..
إننا نحتفل بذاكرة من طراز.. تمتلك أن تلخص زمناً شاسعا ًمن القراءة والكتابة والإبداع والعطاء.
ثم اختتم..
كل التقدير والحب.. وكل العرفان والاعتزاز بمن حضر ليؤثث معنا هذا الفضاء المفتوح لنسجل لحظة ًفارقة ًفي عمر الراهن الثقافي في العراق عنوانها وفحواها وتجلياتها ..جمعة اللامي
كان لإدارة الحفل من قبل الدكتور الشاعر والناقد فائز الشرع حيث كان محلقا بتلك الاحتفالية يرسم ملامح الحاضرين على زجاجات نظارات جمعة اللامي مقدما لتلك الاحتفالية. حيث شارك كلا من الأستاذ الأديب عبد عون الروضان ، والأستاذ الشاعر والناقد والقاص خالد عبد مصطفى والأستاذ الروائي والقاص حميد المختار الذي رسم لملامح جمعة اللامي أنشودة قصصية ( يا من حملت وجع الشامي والتستري والحلاج والحسين في جعبة القلب وغادرت وكر الشياطين هربا من بطش سلاطين الحقب السوداء كانت آمال اليشن وثلاثيات الألم ومقاماتك اللامية مع تهجدات زينب ترافق الفتى الجنوبي القادم من أزقة ميسان العطشى) والدكتور علاء الموسوي والأستاذ رزاق ابراهيم الحسني اختتم الحفل بتكريم اللامي درع الدار الموقرة والشهادة التقديرية متفقدة بذلك مبدعيها والأعمدة والرموز الوطنية الرصينة .
منى الخرسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما