الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة خاصة

فليحة حسن

2011 / 7 / 5
الادب والفن


جاء في كتب اللغة ان الصمت هوالسكوت ، وصمتَ بمعنى سكتَ وبابه نصر ورجل صميت مثل سكيت والذهب والفضة من الصوامت ،
ولهذا ربما قيل السكوت من ذهب؛ ودواعي الصمت كثيرة وقد تعرفتُ منذ
التسعينات على الصمت وفي عام 1992 تحديداً، اي بعد صدور مجموعتي الشعرية الاولى، حين صار اسمي يخالط احاديث الجالسين في مقاهي الادباء في مدينتي وصارت الشتائم تخاط مع الشاي المقدم لطالبيه منهم،
حينها صار لي تل من الاعداء الذين كانت سذاجة تساؤلاتي لاتجد اجابة لارتفاع صيحاتهم متى مابدؤا في حوار ادبي عن قصيدة اواصدارشعري ما ،وسبب انعطاف هذا الحديث نحوي؟
فكثيراً ماينعطف حديث (ادباء مدينتي) ويمرّ باسمي حتى صار شتمي اشبه بقافية قصيدة العمود على المتحدث الالتزام بها او مغادرة الجلسة ،
بالمقابل كان القدر يسخّرلي رجلاً ينقل لي بثقة النمام مادارفي تلك الجلسات عن طريق هاتفنا الارضي، وكنت اصغي له بدافع الفضول ؛ كيف لا، والحديث عني والناقل هذا نافذة تطل على منطقة تستحيل على كائن انثوي في مدينتا الولوج اليها وكنت اصمت حينها لاعتقادي بلاجدوى الرد لان ماقيل قيل وانتهى ،
وبمرور الزمن والتفافنا بالشبكة العنكبوتية المعلوماتية وتحول العالم من قارات الى قرية صرت كلما نشرت عملاً ادبياً او أُجري لقاء معي انتدب بعضهم نفسه وشمرّ عن ساعديه وشحذ في داخله همة فترت ووجه لي سيل من الشتائم ، وبكنى واسماء مستعارة او عائمة ، واصمتُ،
بالرغم من ان هذه الشتائم صارت ُتلصق على شاشات الحاسبات وتظهر متى ما زينت اعمالنا الادبية وجهها ،
ولم يكن صمتي هذا سبب عي حبس لساني او أكله مطلقاً ، غير اني ايقنت اشياء منها انني انا من طرحت نفسي كمبدعة ولهذا عليّ ان اواجه سهام النقد بصدر رحب وروح راضية ، وان ما اراه الان من سباب وشتم هو اثر لما هو مقدم مني،
فليس الشيء التافه والبسيط هو مايترك اثراً بل ما له حجم ، وان اتفه انواع الكتابة مايمرّ عليها الاخر/ المتلقي دون ان يوجه لها ولو كلمة واحدة وان كانت شتيمة عابرة ،
وان الابداع له قدرة هائلة على صناعة العدو، حتى وان لم يشأ صاحبه ذلك ،اذ ان العداوة والنجاح توأمان،وادمنتُ شتائم الاخر حدّ ان كلمة اكرهك صارت كثيراً ماتزين مناسبات تحتفي باصدار ادبي لي فأنتشي بالاسباب الكامنة ورائها واشفق على قائلها من عبأ تحمله لها ،
وبوجود النت تحول تل الاعداء الذي امتلك الى جبل وبأجناس وجنسيات مختلفة ولم اعد اسأل نفسي لماذا الصمت عما يقال ؟
لانني ببساطة صرتُ اصمت بوعي ،
قبل ان انسى في مهرجان الجواهري الاخير الذي اقيم في بغداد كنت اقف مع حشد ليس بالصغير من الادباء في انتظار هبوط مصعد الفندق اقترب مني احد شعراء (مدينتي الكبار) وحياني بتحية قرنها بأكثر من اربعة ألقاب كان ابسطها ( ام قلب الكبير) –وما اجمل وقع هذه العبارة حين تلفظ بلهجة عراقية دارجة – فاصابتني دهشة كادت منها كتبي التي احملُ ان تسقط لولا صلابة اليد الممسكة بها ،
فاذا حيرتكم دهشتي اقول ان (شاعرمدينتي الكبيرهذا ) – ببساطة –فقط ، لم يسلم عليّ منذ عام1992 ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو