الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط يهجر الديمقراطية

احمد مصارع

2004 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أتساءل بفضول شديد ؟ الى متى تستمر اسرائبل باقية في قلب الشرق الأوسط الكبير على أنها النظام الديمقراطي الأوحد الذي يفرز مجموع من القادة , بينما لا ينتج جوارها سوى القائد الأوحد بديلا عن النظام الديمقراطي ,؟
ربما كان هذا اكتشافا شرق أوسطي بامتياز , يتلخص بأن القائد الأوحد والرمز هو البديل عن كل أشكال الديمقراطية , أم أنها نظرية العكس الصحيحة في الرياضيات , وما أروع الفضاء السياسي لو تحول في مرجعيته الى المبادىء الرياضية التي تصورها البعض مجرد أحكام للصواب أو الخطأ , مع تجاهل أحكام المنطق الرياضي , وحين تكون السياسة أخلاقية أو عملا إراديا فإنها تظل محكومة بأحكام المنطق الرياضي الذي لابد لكل مجتمع سياسي أن يحاكيه .
قد يمثل العلم الوطن ولكن الفرد الواحد لا يساوي المجموع حتى وان كان قائدا لمعركة طارق بن زياد , وفي لحظة : العدو أمامكم والبحر من ورائكم , وفي معركة مصيرية حاسمة بل يحدث العكس حيث يصير كل فرد قائدا أوحدا لمعركته , والدليل على انهزام الجيوش القوية ظاهريا لمجرد تخاذل بعض عناصره
المجتمع الوطني الذي يؤسس لمجتمع سياسي على أسس ديمقراطية , هو الأقوى في الحرب والسلام , كما أنه سيكون قوي في مكوناته الجزئية , والمكونات الجزئية تلعب دورا هاما في استمرارية الإرادة السياسية في تحقيق أهداف المجتمع الوطني , فالحياة الديمقراطية لا تعترف بالفشل والإحباط أبدا , بينما يتهاوى البناء الوطني بدون أساس ديمقراطي لأنه سيكون أشبه ما يكون بالهرم المقلوب على رأسه , ويظل توازنه قلقا معرضا للنكسات والنكبات والويلات ........

القدر المفروض دوليا على الشرق الأوسط الكبير, ليس فرضية, بل واقع وحقيقة, والسؤال المشروع للغاية,
هو, من هي القوى الظاهرة والخفية, من داخله أو من خارجه, ؟. بل وتعمل بإصرار على جعله محروما من
الأداء الديمقراطي.
أوروبة الإمبريالية, كانت قد خلفت وراءها بلدانا, منتدبة أو مستعمرة, نواة لأنظمة محلية ذات طابع ديمقراطي وكان لها وعلى الرغم من هشاشتها أن تستمر على نفس النحو, وهذا ما لم يحدث.
ليس في الأمر حنين ولكن بحثا عن خفي حنين.
لقد كان النظام في مصر ملكيا وديمقراطيا, والنظام في سوريا جمهوريا ديمقراطيا, والنظام بالعراق ملكيا وديمقراطيا وفي ليبيا كذلك, عدا عن لبنان والأردن.
لقد كان يمكن للرافعة الديمقراطية في الشرق الأوسط الصغير أن تحدث التوازن, السلمي والعادل, وهو المطلوب وعلى مبدأ الأواني المستطرقة, وعندها وفقط عندها, ستكون مشاريع حوض البحر الأبيض المتوسط
والشراكة الأوروبية, كانت ستحصد ثمار ما غرسته, بشكل أليم, وبتعبير آخر, لما بذلته من جهود لإلحاق
المنطقة بمشروعها الحضاري الأوسع.
الحروب على الشرق الأوسط, كان من نتائجها تعليق البحث عن الشكل الأفضل للوجود, وأولى ضحاياها
الأنظمة الديمقراطية والإنسانية, وذات السلوك الحضاري.
إنني أتساءل, ليس إلا, هل كانت الصهيونية العالمية, وهي الحاضنة الدولية للمشروع الإسرائيلي, ومن خلال توسعها على حساب غيرها, هي الناشط الأكبر, والذي عمل بوعي تام, على إزاحة الأنظمة الديمقراطية
الموروثة عن أوروبا, وعلى الأقل, تلك الأنظمة المحيطة بها, أي في الشرق الأوسط الصغير المدلل, ثم تداعت بعد ذلك أحجار الدومينو المجاورة لها على التتابع, حتى وصلت لأفغانستان وباكستان والهند.
الأنظمة الديمقراطية ذات النشأة الحديثة آنذاك, كانت ساذجة وبروتوكولية أكثر مما كان ينبغي لها أن تكون,
وحين خيمت الأنظمة الموتورة بفعل فاعل, وشحنت المنطقة وأصابها الانفصام وأمراض العصاب لم تجد من يعالجها من تلك الأمراض, وبالعكس كان الثمن مؤلما على الجبهتين الداخلية الوطنية, والخارجية الأجنبية.
لقد ترسخت الأنظمة الممسوخة في الواقع المحلي, وبشكل حديث ومتطور, وهيهات.

إن مجرد التفكير بإزاحتها يثير الرهاب في النفوس, والعمل على إزاحتها عن طريق العنف كارثة ما بعدها كارثة, من أجل الديمقراطية ؟ أم من أجل الحرية ؟
إن الأنظمة الموجودة حاليا وعلى أنقاض الديمقراطية المؤودة, كانت قد جاءت من أجل الحرية والوحدة الوطنية والقومية والإسلامية, ومن أجل مواجهة الغرب الاستعماري وأمريكا....
الوعود عزيزة علينا, نريد إزالة إسرائيل, استعادة الأرض السليبة من براثن الاحتلال, وتحرير بيت المقدس,
الشرق الأوسط الكبير لم يعد بحاجة للديمقراطية وحتى إشعار آخر, لأن الأنظمة اللاديمقراطية لدينا قد تطوعت لنا, ووعدتنا بتحقيق النصر على أعدائنا, فلماذا نكذبها ونصدق غيرها.؟؟
لقد وعدتنا بالشبع بعد الجوع ولعدة عقود, ولقد وعدتنا إذا لم يتحقق ذلك في الحياة الدنيا فسنلقاه في الآخرة مضاعفا, ولا ندري إن كان مضاعفة في الجوع أم في الشبع ؟ إلا أنه لم نعد نرى حقيقة هل ستكون الحياة
قبل الموت أم بعده ؟
نحن في الشرق الأوسط الكبير نؤيد حكوماتنا (الوطنية اللاديمقراطية ) ومستعدون للتضحية في سبيلها ولا نطلب منها شيئا سوى تحقيق الوعود التي جاءت من أجلها وهي: تدمير أوروبا وتمريغ أنف أمريكا في الوحل, وتحرير الشرق الأوسط صغيره وكبيره, لأننا كشعوب وإذا أيدنا(حكوماتنا الثورية ) في حربها الشاملة على العالم المعادي لنا, فقد نخسر بعض شعبنا, ويعيش البقية, في حين إذا قمنا بمحاربة أنظمتنا في الشرق الأوسط الكبير فسنموت جميعا ولن يبقى سوى الحكام, ويعز علينا ونحن أموات أن نرى حكامنا يعيشون بلا شعب يحكمونه, ولا يجدون مع الأسف شعبا يستقوون به.
إن أبناء الشرق الأوسط الحالي وحين يغادرون الحياة إلى غير رجعة, لن يأسفوا قط إذا تحولت إسرائيل إلى واحة الصهيونية العالمية في صحاري الشرق الأوسط الكبير.

احمد مصارع
الرقة -2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #