الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 10

سمير بشير محمود النعيمي

2011 / 7 / 5
الادب والفن



غابت اخبارنا عن اهلنا فهم لا يعلمون عنا شيئا ونحن ايضا لانعرف باخبارهم ... توزعنا على السيارات عائدين الى بغداد الحبيبة مدينة السلام المدينة التى قضيت في كنفها اجمل ايام حياتي ترعرت فيها فتى... وشاب حالم متحمس ... ورجل .. فيها ذكرياتي واحلى ايام حياتي.. قصص حبي ومغامراتي... وشقاوة الشباب ونزقه.. مع اننا جميعا كنا فرحين بعودتنا لبيوتنا ولاهلنا ولاطفالنا و بأنجاز مهمتنا بسلام ... ولكن لا ادري سبب الصمت الذي ارخى سدوله علينا ... حتما الكل يفكر بعائلته وما حل بها ويفكر كيف سيلتقي باحبابه كل منا له همومه واحلامه وشجونه وافراحه واتراحه ... مع اول اشراقات شمس بغداد كانت طلائع عودة الشاحنات المتبقية والصالحة للسير تدخل شوارع بغداد الجميلة وعبر شارع القناة مرة اخرى و النفوس فرحة بسلامة العودة ...اتفق حاتم مع سائق الشاحنة على النزول لياخذ سيارة اجرة الى داره بالشعب على ان يتم التحاقنا جميعا للمعسكرصباح اليوم الثاني ...
دخل حاتم الى بيته بدون ان يطرق الباب ليفأجأ زوجته واطفاله ووالديه المسنيين وسمع صوت اعداد الفطور في المطبخ فاسرع الى المطبخ واحتضن زوجته التى لم تصدق عينيها من شدة الفرحة ومدت ذراعيها وضمته اليها بقوة وأغرقت وجهه بالدموع والقبل وهي تحمد الله على سلامة عودته سالما ... وقبل ان يشاهد اطفاله سال زوجته عن صحة والديه وخاصة والده الذي كان قد اصيب عدة مرات بالذبحة الصدرية فطمئنته بان صحة والديه بخير وهم الان نائمون وسمع الاطفال صوت والدهم فصرخو بابا ...بابا والتف الاطفال حول ابيهم معانقين واحتضنهم الاب بكل حنان وهو يقبلهم ويشمهم ..وعينيه مغروقتين بالدموع ... قال لزوجته::
انا جوعان جدا ولكن اريد الاغتسال لان جسمي وملابسي متسخة.. حتى نفطر سوى ... جميعا ...
فقالت له زوجته: ماء السخان حار ولحظات اهيئىء ملابسك النظيفة ..... .....استغل أطفال حاتم احمد واخته نور دخول والدهم للاستحمام وهرولو فرحيين ...جدو...جدة.... بابا اجأ.. جدو..جدة..
بعد ان استحم حاتم خرج مسرعا لسماعه صوت والديه واحتضنهم بكلتا يديه بقوة وشوق ومقبلا كل مايلامس شفتيه من عيون والديه وجبينهم وراسهم وغسلت دموع عيون والديه وجه حاتم !! ...
التمت عائلة حاتم بكاملها بكامل عددها منذفترة طويلة حول مائدة الافطار فرحين برجوع حاتم من ماموريته الصعبه سالما ..
قال ابو حاتم بفرح:الحمد لله على لمتنا اللهم يديم الفرح علينا وعلى كل المسلمين .
واجابت ام حاتم : أمين يارب امين
وحكى لهم حاتم عن خطورة واجبهم وكيف تعرضو الى القصف الجوي الايراني واحتراق شاحناتهم وعندما شعر بالوجوم الذي اصاب الجميع لخطورة وهول ما تعرضو له فحول مجرى الحديث وقص لهم بعض المواقف الطريفة وخاصة(استكانات صادق) فضحك الجميع بسعادة وفرح ...
وقال ابو حاتم مخاطبا ابنه حاتم ::اني اعرف موقف الجبهة من الاناشيد الوطنية التي تبثها الاذاعة او التلفزيون ..
فاجابه حاتم ::اشلون يابه تعرف؟
فقال ابو حاتم : اذا كانت الامور زينة وجيشنا محقق نصر يقدمنا الراديو والتلفزيون اناشيد حماسية مفرحة...
فقال حاتم باسما : اشلون يابه ..مثل ..ايش
فقال الاب ::بالفرح يقدمون ..نشيد ..
يا كاع ترابج كافور ... عالساتر هلهل شاجور
وماأن ذكر الجد المقطع الاول حتى علا صوت الاحفاد احمد ونور بصوت واحد ضاربين على المناضد

يا كاع ترابج كافور ... عالساتر هلهل شاجور
عالساتر كلنا تعنينا رجعنا الرادي لاوينه مكسور ذراع
إي والله وعونج يا كاع
دار العدوان نساويها نكلب أسفلها بعاليها هذوله حنا اسباع
إي والله وعونج يا كاع
ياكاع تاربج كافور ... عالساتر هلهل شاجور

وكان حاتم يصفق فرحا وجذلا مشاركا فرح اطفاله ثم قال لابيه عندما سكتو:

وبعد يابه بالفرح شيقدمون ...فاجاب الاب مبتسما مشاركا فرح احفاده بعودة والدهم :
اناشيد الفرح هواية ومنها ايضا:

منصوره يابغداد

وقبل ان يتم الجد المقطع الثاني بدا الاطفال ايضا بتكلمة النشيد بفرح ونشوة ...

منصوره يابغداد
من باعدتنا حدود
بحب الوطن نلتم
من فرقتنا حدود
وحدتنا وحدة دم
جيناكي يا بغداد
والله الهوى نسم
فجرك علينا عاد
حتى الوطن يسلم
وتظلي دايما فوق منصوره يا بغداد
ونشوفك بعز دوم منصوره يا بغداد
منصوره يا بغداد
منصورة يا بغداد

وكان الجميع مشاركا الاطفال فرحهم باناشيدهم الحماسية الوطنية التي تدل على حب الوطن الغالي العراق ....
ثم قال حاتم: زين ياوالدي العزيز عرفنا اناشيد الفرح ...وعلامة تقدم قواتنا ..واذا كان الموقف صعب وقواتنا مقدمة خسائر فادحة؟
فقال الاب : من نسمع اغاني وطنية قديمة وثقيلة وحزينة نشعر اكو شيء بالجبهة مو مفرح ...مثل نسمع قصيدة..بغداد يابلد الرشيد ومنارة البلد التليد ..وغيرها من القصائد الوطنية القديمة ..التى تشعرني بالحزن ...
فقال حاتم: الله يبعد الحزن عن قلبك يابا ..
فقالت ام حاتم وزوجته ..امين ..امين ..يارب العالمين
فقال الاب:ابني حاتم كم يوم اجازتك ..
حاتم :- والله يابه اجينا بدون اجازة لان حتى نشوفكم ونرتاح واتفقنا كلنا غدا نلتحق سوى ونشوف عاد ضميرهم اشكد ينطونا اجازة على التعب الذي تعبناه وعلى الخطورة التى تعرضنا لها ..
فقال الاب: - الله كريم يابه يستر عليك وعلى كل المدافعين عن أرض وسيادة العراق .
ورد الجميع ::-- أمين..أمين ..أمين.

ـــــــ
سميربشيرالنعيمي

الى اللقاء مع الحلقة - 11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل