الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرطقة الظلام

نعمة حسين الحباشنة

2011 / 7 / 6
الادب والفن


عندما يلعن الكفر الظلام ويتهم بالكفر كل من قال لا وبالصلاح كل من قال نعم ، تؤجج النيران المخبأة تحت الرماد عصبة من أصحاب المصالح المطردة ، يبكي الكفار العدالة ، ويرقص المؤمنين على أنقاض الحق من الفرح ، عندها تضيع الحقيقة ويختلط الحابل بالنابل لتردد على منابر الكفر ثلة من المهرطقين ، كيف السبيل إلى النور ومتى سيشرق فجر الحقيقة والغضب ؟؟


كفار يصرخون وسط براكين الغضب يطلبون الحق ؛ والحق مشرد بين بطون التاريخ ؛ تاريخ يحكي سيرة أبو زيد الهلالي ؛عنترة ؛ ناقة البسوس ؛ وشرف لم يكن في يوم من الأيام شرف ؛ مكارم قتل الأخ لأخيه انتصارا لناقة عرجاء ؛ وكراهية سكنت القلوب تكريما للبسوس الرعناء وفتيات ما زلن حتى هذه اللحظة يرتدين ثياب العار وينسجن من خيوط عذريتهن سفينة للنجاة ؛ فكيف لا تغرق سفينة العهر في طوفان الخطيئة وكيف لا يسود الظلم ويسحق الغضب ؟؟ ...

نسوة يرضعن أطفالهن الكراهية والعنصرية والفجور وفجار يأكلون الأخضر واليابس بأكاذيب تطاول السماء وبؤس متهم بالكفر ليكون الكفر هو الوسيلة وهو الفضيلة في عالم مشوه بكراهية فاجرة وعنصرية خبيثة ؛ فكيف يتلاقى الشرق مع الغرب وكيف ينام في أحضان الشمال الجنوب وكيف تتلاقى الفرحة مع الغضب ؟؟

دمعة تتدحرج على منحدرات وأخاديد محفورة في وجه طاغية كان ؛ تعلن عن ندم جاء على غفلة في ليلة من ليالي الزمان ؛ ترجو السماحة من مارد يحمل مصباح علاء الدين يحرق به قلوب كل من قال لا وينير به دروب كل من قال نعم ليزداد البكاء والعويل كلما كان الاعتذار أكبر ؛ ويبقى السؤال كيف ينام الندم في أحضان الظلم دون أن يتلوث وكيف يغفر الظلم غاضب إذا غضب ؟؟


مهمات مستحيلة ، قفازات مخملية ، ابتسامة مومس وكأس خمر هي كل ما يملك ذلك الفتى النائم تحت شجرة توت ينخر جذعها السوس وتتسلى بقرضها الأرضة وهي تحارب الموت ... قصص تقشعر لها الأبدان وأوراق توت تتساقط في كل مكان وكلما ارتجفت من الظلم الشجرة حتى لم يبقى إلا ورقة واحدة سقطت في كأس الخمر لينسكب ويسكب كل المواويل والقصص ويبدأ السؤال كيف يستر من كان عاريا وشما من القصص وكيف يمحى التاريخ وشم وشمته قصص الغضب ؟؟


ظلام ليس مثله ظلام يلف المكان ؛ قلوب تائهة وابتسامات كافرة حزينة تبحث عن الرحمة في قلوب أهل الظلام ليرتد صوتها بين الصخر والصوان فيتعالى الصراخ ويصاب كل الحاضرين بالصمم ... ضحكات مجنونة ، قرابين تذبح في معبد الأنانية على مائدة من يدفع أكثر ، صلاة استسقاء تبكي المطر خوفا من فجر العطش وأمطار تخاف البلل تنام بين أحضان عدالة إلهية تراقب عن كثب لتغص بالغمام السماء وينحسر وسط الظلام المطر ومازالت تبكي العدالة الكفر وتسجد للمؤمنين وجوه شاهت بالغضب ....


(نعمة الحباشنة / عمان / الأردن / 6/7/2011م / (هرطقات من زمن الهروب )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي